يخوض حملة موازية لحملة خصومه
مايكل بلومبرغ، «بابي» بمليون دولار...!
-- يسعى مايكل بلومبرغ إلى تقديم نفسه كأفضل مرشح لهزم ترامب
-- غيّر الحزب الديمقراطي معايير المشاركة في المناظرات بما يسمح لبلومبرغ بالمشاركة
-- التعويل على أمواله الخاصة، بدل أموال المانحين، للإفلات من الضغوط
-- في الإعلانات وحدها، أنفق الملياردير 270 مليون دولار منذ دخوله المنافسة
في الوقت الذي كان فيه المرشحون الديمقراطيون الرئيسيون يخوضون معركة ولاية أيوا، كان مايكل بلومبرغ على بعد أكثر من الفي كم عن ولاية الغرب الأوسط الصغيرة.
فقد افتتح رئيس بلدية نيويورك السابق، مكتبًا للحملة الانتخابية في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، حيث ستقام الانتخابات التمهيدية في غضون شهر ونصف.
بدخوله السباق متأخرا في نهاية شهر نوفمبر، اختار الملياردير، 77 عامًا، استراتيجية جديدة: تخطي الولايات الأربع الأولى التي تصوت هذا الشهر (أيوا، نيو هامبشاير، نيفادا، ساوث كارولينا) ليدخل السباق فقط خلال “الثلاثاء الكبير”. في ذلك اليوم، 3 مارس، ستصوت 15 ولاية وإقليمًا أمريكيًا -منها كاليفورنيا وتكساس -وسيتم تعيين ثلث المندوبين المدعوين لترشيح مرشح الحزب.
«ميني مايك»
من خلال المراهنة على هذا اليوم الحاسم، وأيضًا على ولايات مثل أريزونا التي ستصوت لاحقًا، يخوض بلومبرغ حملة موازية لحملة خصومه، المجبرين على التخطيط لرحلاتهم ونشر وسائلهم (البشرية والمالية) مع مراعاة روزنامة فبراير.
من حيث الموارد، لا توجد حدود لبلومبرغ. الثروة الثانية عشرة في العالم، التي قدرتها فوربس بنحو 60 مليار دولار، يمول حملته بنفسه وبدون اعتدال. في خمسة أسابيع من نهاية عام 2019، أنفق أكثر من 200 مليون دولار، ما يعادل نفقات كل منافسيه المتراكمة في الربع الأخير من العام. في الإعلانات وحدها، وفقًا لـ “كانتار”، أنفق بلومبرغ 270 مليون دولار منذ دخوله المنافسة. يوم السبت، اشترى (مقابل 11 مليون دولار) كليبا مدته دقيقة واحدة عن تنظيم الأسلحة يبث خلال سوبر بول، الحدث الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة.
متهما من قبل العديد من المنافسين، منهم بيرني ساندرز التقدمي وإليزابيث وارين، بالرغبة في “شراء الانتخابات”، ردّ بلومبرغ، أن إنفاق أمواله الخاصة، بدلاً من أموال المانحين (الصغار أو الكبار)، يضعه في مأمن من الضغوط. وفي غضون ثلاثة أشهر تقريبا، مكنته ثروته، في كل الاحوال، من بناء جهاز انتخابي في جميع الولايات الأساسية الرئيسية، وتنظيما وطنيا متوجه بالكامل نحو انتخابات نوفمبر.
لأنه من الناحية السياسية، يسعى مايكل بلومبرغ إلى تقديم نفسه كأفضل مرشح لهزم دونالد ترامب، بدل الانخراط في المعركة الديمقراطية الداخلية.
ان المليارديرين، كانا على علاقة في الماضي، الا انهما يخوضان اليوم حربا عن طريق الإعلانات والتغريدات المتداخلة، يسخر ترامب من قصر قامة من أطلق عليه لقب “ميني مايك”، في حين يهزا بلومبرغ، بمهارة، من السمنة، واللون البرتقالي، والشعر المزيف المفترض للرئيس.
ما وراء هذه المبارزة العقيمة، بدأ الكثيرون في التشكيك في فرص بلومبرغ، الذي يبدو أن ميزانيته الإشهارية الفرعونية تعطي نتائج.
يصنفه استطلاع هيل هاريس الوطني، الذي نُشر يوم الخميس، في المرتبة الثالثة بحصوله على 11 بالمائة من نوايا التصويت، متخلفًا عن بايدن وساندرز، لكنه تعادل مع وارن.
وفي مقياس ريال كلير بوليتيك، لا يزال على مسافة بعيدة بمتوسط وطني يبلغ 8 بالمائة، وترتيبه في كاليفورنيا أسوأ، الخامس مع 4 فاصل 3 بالمائة من نوايا التصويت.
فضائح
وحتى يأمل في تحقيق اختراق خلال الثلاثاء الكبير، يجب أن يراهن بلومبرغ على الجمع (غير المحتمل) بين عاملين: ألا يصنع أي مرشح الفارق، وأن يحقق جو بايدن، منافسه المباشر في تيار الوسط، نتائج مخيبة للآمال خلال الانتخابات الأربعة في فبراير. ويمكنه حينها ارتداء عباءة البديل “المعتدل” في مبارزة مع شخصية من اليسار، مثل بيرني ساندرز.
في نهاية الأسبوع، غيّر الحزب الديمقراطي معايير المشاركة في المناظرات التلفزيونية: لن يضطر المترشحون إلى إثبات وجود عدد معين من المانحين الأفراد، بما يسمح لبلومبرغ بالمشاركة.
ولئن استنكر البعض قرارًا صمّم خصيصًا للملياردير، فإن البعض الآخر مسرور بأنه سيتمكن من المناقشة قريبًا مع منافسيه، ويتعرض للهجوم حول حصاده. لأنه إذا كان قد استعاد عذريته الديمقراطية من خلال تجنّده على نطاق واسع، في السنوات الأخيرة، ضد الأسلحة والتغير المناخي، فإن رئيس بلدية نيويورك السابق (الذي كان مستقلاً آنذاك) يجرّ فضائح أيضًا، لا سيما دعمه لممارسات الشرطة العنصرية ضد السود واللاتينوس، بما ينسف حظوظه لدى الشباب والأقليات. فئتان من الناخبين سيتعين على الحزب الديمقراطي انجاز المستحيل لاستقطابهما حتى يأمل في التغلب على دونالد ترامب.
-- غيّر الحزب الديمقراطي معايير المشاركة في المناظرات بما يسمح لبلومبرغ بالمشاركة
-- التعويل على أمواله الخاصة، بدل أموال المانحين، للإفلات من الضغوط
-- في الإعلانات وحدها، أنفق الملياردير 270 مليون دولار منذ دخوله المنافسة
في الوقت الذي كان فيه المرشحون الديمقراطيون الرئيسيون يخوضون معركة ولاية أيوا، كان مايكل بلومبرغ على بعد أكثر من الفي كم عن ولاية الغرب الأوسط الصغيرة.
فقد افتتح رئيس بلدية نيويورك السابق، مكتبًا للحملة الانتخابية في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، حيث ستقام الانتخابات التمهيدية في غضون شهر ونصف.
بدخوله السباق متأخرا في نهاية شهر نوفمبر، اختار الملياردير، 77 عامًا، استراتيجية جديدة: تخطي الولايات الأربع الأولى التي تصوت هذا الشهر (أيوا، نيو هامبشاير، نيفادا، ساوث كارولينا) ليدخل السباق فقط خلال “الثلاثاء الكبير”. في ذلك اليوم، 3 مارس، ستصوت 15 ولاية وإقليمًا أمريكيًا -منها كاليفورنيا وتكساس -وسيتم تعيين ثلث المندوبين المدعوين لترشيح مرشح الحزب.
«ميني مايك»
من خلال المراهنة على هذا اليوم الحاسم، وأيضًا على ولايات مثل أريزونا التي ستصوت لاحقًا، يخوض بلومبرغ حملة موازية لحملة خصومه، المجبرين على التخطيط لرحلاتهم ونشر وسائلهم (البشرية والمالية) مع مراعاة روزنامة فبراير.
من حيث الموارد، لا توجد حدود لبلومبرغ. الثروة الثانية عشرة في العالم، التي قدرتها فوربس بنحو 60 مليار دولار، يمول حملته بنفسه وبدون اعتدال. في خمسة أسابيع من نهاية عام 2019، أنفق أكثر من 200 مليون دولار، ما يعادل نفقات كل منافسيه المتراكمة في الربع الأخير من العام. في الإعلانات وحدها، وفقًا لـ “كانتار”، أنفق بلومبرغ 270 مليون دولار منذ دخوله المنافسة. يوم السبت، اشترى (مقابل 11 مليون دولار) كليبا مدته دقيقة واحدة عن تنظيم الأسلحة يبث خلال سوبر بول، الحدث الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة.
متهما من قبل العديد من المنافسين، منهم بيرني ساندرز التقدمي وإليزابيث وارين، بالرغبة في “شراء الانتخابات”، ردّ بلومبرغ، أن إنفاق أمواله الخاصة، بدلاً من أموال المانحين (الصغار أو الكبار)، يضعه في مأمن من الضغوط. وفي غضون ثلاثة أشهر تقريبا، مكنته ثروته، في كل الاحوال، من بناء جهاز انتخابي في جميع الولايات الأساسية الرئيسية، وتنظيما وطنيا متوجه بالكامل نحو انتخابات نوفمبر.
لأنه من الناحية السياسية، يسعى مايكل بلومبرغ إلى تقديم نفسه كأفضل مرشح لهزم دونالد ترامب، بدل الانخراط في المعركة الديمقراطية الداخلية.
ان المليارديرين، كانا على علاقة في الماضي، الا انهما يخوضان اليوم حربا عن طريق الإعلانات والتغريدات المتداخلة، يسخر ترامب من قصر قامة من أطلق عليه لقب “ميني مايك”، في حين يهزا بلومبرغ، بمهارة، من السمنة، واللون البرتقالي، والشعر المزيف المفترض للرئيس.
ما وراء هذه المبارزة العقيمة، بدأ الكثيرون في التشكيك في فرص بلومبرغ، الذي يبدو أن ميزانيته الإشهارية الفرعونية تعطي نتائج.
يصنفه استطلاع هيل هاريس الوطني، الذي نُشر يوم الخميس، في المرتبة الثالثة بحصوله على 11 بالمائة من نوايا التصويت، متخلفًا عن بايدن وساندرز، لكنه تعادل مع وارن.
وفي مقياس ريال كلير بوليتيك، لا يزال على مسافة بعيدة بمتوسط وطني يبلغ 8 بالمائة، وترتيبه في كاليفورنيا أسوأ، الخامس مع 4 فاصل 3 بالمائة من نوايا التصويت.
فضائح
وحتى يأمل في تحقيق اختراق خلال الثلاثاء الكبير، يجب أن يراهن بلومبرغ على الجمع (غير المحتمل) بين عاملين: ألا يصنع أي مرشح الفارق، وأن يحقق جو بايدن، منافسه المباشر في تيار الوسط، نتائج مخيبة للآمال خلال الانتخابات الأربعة في فبراير. ويمكنه حينها ارتداء عباءة البديل “المعتدل” في مبارزة مع شخصية من اليسار، مثل بيرني ساندرز.
في نهاية الأسبوع، غيّر الحزب الديمقراطي معايير المشاركة في المناظرات التلفزيونية: لن يضطر المترشحون إلى إثبات وجود عدد معين من المانحين الأفراد، بما يسمح لبلومبرغ بالمشاركة.
ولئن استنكر البعض قرارًا صمّم خصيصًا للملياردير، فإن البعض الآخر مسرور بأنه سيتمكن من المناقشة قريبًا مع منافسيه، ويتعرض للهجوم حول حصاده. لأنه إذا كان قد استعاد عذريته الديمقراطية من خلال تجنّده على نطاق واسع، في السنوات الأخيرة، ضد الأسلحة والتغير المناخي، فإن رئيس بلدية نيويورك السابق (الذي كان مستقلاً آنذاك) يجرّ فضائح أيضًا، لا سيما دعمه لممارسات الشرطة العنصرية ضد السود واللاتينوس، بما ينسف حظوظه لدى الشباب والأقليات. فئتان من الناخبين سيتعين على الحزب الديمقراطي انجاز المستحيل لاستقطابهما حتى يأمل في التغلب على دونالد ترامب.
