مجالس المستقبل العالمية.. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية

مجالس المستقبل العالمية.. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية


تواصل مجالس المستقبل العالمية، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ترسيخ مكانتها جسراً عالمياً لنقل المعرفة، ومنصة استراتيجية لتطوير الحلول المستقبلية التي تستشرف التحديات وتواكب التحولات المتسارعة.
وتشهد اجتماعات مجالس المستقبل العالمية 2025، التي انطلقت امس وتستمر حتى 16 أكتوبر الجاري، نقلة نوعية في مسيرة المجالس، حيث ينعقد الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية للمرة الأولى بالتزامن مع الاجتماع السنوي للأمن السيبراني، الذي يشارك فيه أكثر من 150 من أبرز قادة القطاع عالمياً، ما يترجم الرؤى المشتركة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي في تعزيز التكامل بين مجتمعات المعرفة ومجالس الخبراء، لصياغة حلول مشتركة للتحديات المتسارعة.وتستقطب مجالس المستقبل العالمية نحو 700 خبير من 93 دولة، يمثلون 37 مجلساً ضمن شبكة تضم أكثر من 780 عضواً من قادة الفكر وصنّاع السياسات والأكاديميين والمبتكرين، يعملون في أكثر من 30 قطاعاً وهيئة تنظيمية حول العالم، لتسجل أوسع مشاركة منذ إطلاق المجالس.وعززت مجالس المستقبل العالمية مكانتها منصة دولية رائدة لتسريع استشراف المستقبل وصناعة الأثر الإيجابي، إضافة إلى دورها مختبراً دولياً لتشكيل مسارات التنمية في القطاعات الحيوية المرتبطة بجودة حياة الناس. وأسهمت المجالس في تعزيز الجهود الدولية نحو ابتكار حلول عملية للتحديات العالمية المتسارعة والمعقدة، في ظل ما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي غير مسبوق يعيد تشكيل ملامح الاقتصاد والمجتمع، وجاء تنظيمها في الدولة على مدى السنوات الماضية ليعكس التزام الإمارات الراسخ بدورها الريادي في صياغة مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً وشمولاً.ومنذ انطلاقها في 2008، شكلت المجالس منصة معرفية استثنائية، وأسهم هذا الحراك الفكري العالمي في إطلاق مبادرات استراتيجية رائدة.
واستضافت المجالس خلال 17 عاماً أكثر من 900 مجلس جمعت نحو 12 ألف مشارك يمثلون أكثر من 1500 شركة رائدة، و800 مؤسسة أكاديمية، و600 منظمة مجتمع مدني، و50 منظمة دولية، وأسست لرؤى مشتركة وحلول مبتكرة لمواجهة التحولات الجذرية في الاقتصادات والمجتمعات، ما عزز الدور الريادي لدولة الإمارات شريكاً فاعلاً في صياغة مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً وشمولية.
ونجحت المجالس في ترجمة رؤاها إلى مبادرات ذات أثر اقتصادي ومجتمعي واسع، ففي ظل التوقعات بتعطل نحو 1.09 مليار وظيفة وتغيّر 39% من المهارات الأساسية للعاملين بحلول عام 2030، تسهم مبادرة "ثورة إعادة تأهيل المهارات" المنبثقة عن المجالس في تحقيق أثر اقتصادي يقدر بـ 2.93 تريليون دولار، وأثرت على حياة أكثر من 716 مليون شخص حول العالم، مع هدف طموح بالوصول إلى 1.1 مليار مستفيد بحلول عام 2030.وطورت المجالس 42 سياسة ومبادرة وطنية، وأسهمت في حشد موارد مالية تجاوزت 81 مليون دولار لدعم البرامج والمشروعات المختلفة، فيما تم توسيع شبكة المسرّعات العالمية لتشمل 40 مسرّعاً وطنياً، تعمل على تسريع تنفيذ السياسات ورفع كفاءة برامج التأهيل المهني في الأسواق الناشئة، استفاد منها أكثر من 16 مليون شخص حول العالم.وأسهمت المجالس في تشكيل الأجندات والمبادرات العالمية، فالأفكار المنبثقة عنها تؤثر في المعايير الصناعية، والمعايير الوطنية، والحوار الدولي، إذ تُصاغ رؤى رائدة عالمياً من خلال مساهمات خبراء المجالس، بما في ذلك تقرير المخاطر العالمية، ومؤشر التعاون العالمي، وإطار عمل مستقبل النمو، وتقرير مستقبل النمو، وتقرير مستقبل الوظائف.ومن بين المبادرات التي انبثقت عن رؤى هذه المجالس، أسهم "تحالف الهواء النظيف" في إعداد أول دليل علمي للإبلاغ عن تلوث الهواء. ووفقاً لمعايير التقارير الجديدة الخاصة بالاستدامة في الاتحاد الأوروبي، أصبح أكثر من 50 ألف شركة في الاتحاد ملزمة بالإفصاح عن تأثيرها على تلوث الهواء.وقام مجلس مقاومة مضادات الميكروبات بصياغة "الميثاق العالمي في دافوس بشأن مقاومة مضادات الميكروبات"، الذي يهدف إلى "تحفيز تمويل مستدام وتعاوني من المصادر العامة والخاصة للحد من الوفيات العالمية الناتجة عن مقاومة المضادات، وإنقاذ أكثر من 100 مليون حياة بحلول عام 2050". وقد وقّعت أكثر من 25 منظمة على هذا الميثاق، من منظمات خيرية عالمية إلى مزودي الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الطبية، والأوساط الأكاديمية، وشركات التأمين.وتنطلق الدورة الحالية لمجالس المستقبل العالمية بناء على ستة محاور استراتيجية هي التكنولوجيا، والاقتصاد، والمجتمع، والبيئة، والحوكمة، والصحة.
وتناقش الجلسات مجموعة من الموضوعات المحورية التي تعكس أولويات المرحلة المقبلة، من بينها الذكاء الاصطناعي العام، والأمن السيبراني، والتقنيات الفضائية، والاقتصاد الأزرق المتجدد، والتمويل اللامركزي، ومستقبل الوظائف.ويجسد نجاح استضافة هذا الحدث العالمي في دبي المكانة الريادية لدولة الإمارات مركزاً دولياً لصناعة المستقبل واستشراف تحولاته، ووجهة عالمية لصنّاع القرار والخبراء الساعين إلى بناء مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة، و يرسخ دور الإمارات منصة عالمية لترجمة الرؤى الوطنية إلى شراكات مؤثرة، تعزز موقعها في مؤشرات الابتكار والتنافسية، وترسّخ حضورها الفاعل في صياغة الحلول العالمية للتحديات المشتركة.