طرحت الشيخة د.  شما بنت محمد بن خالد آل نهيان على مجلس شما محمد للفكر والمعرفة عبر منشط الحوار الثقافي  أول أول أمس واحدة من أهم القضايا والأسئلة التي تلمس حاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة وهي "هل تراجع دور الثقافة الشعبية في بناء الشخصية الإماراتية؟"
حيث تحدثت ودعت الجميع بحوار يتسم بالشفافية والمصداقية مع أنفسنا خلال طرح القضايا الاجتماعية لوضع تصور لحلول الإشكاليات وطرح مبادرات تستهدفها

 ثم استطردت بقولها أُحمل الأسرة الإماراتية دور تراجع تأثير الثقافة الشعبية على بناء الطفل فكثيرا نسمع الأطفال يتلفظون بمصطلحات ليست من لغتنا  فهل ننتظر قانونا يحفظ تراثنا ؟ القوانين تحفظ بعض المسائل لحماية الأسرة و الأبناء لحقوقهم وواجباتهم و للتراث بشكل عام لكن ليس المطلوب من الدولة ومن القوانين بأن ترسم لهجتنا وثقافتنا المحلية في معاملاتنا داخل الأسرة.

وأضافت نحن لسنا ضد تعلم اللغات بل كلما كانت لدينا لغات متعددة فهذا أفضل للمعرفة لكن إن لم نستخدم لغتنا في البيت مع الأسرة حينها مهما تكلمنا ومهما حاضرنا حول المحافظة على التراث لا يمكن الوصول للهدف كأننا نصب ماء بالصحراء ولن ترتوي وهذا فعلا ما يحدث في مجتمعنا، فالمحافظة على تراثنا و هويتنا ليس بلبس العباية ولا بلبس الكندورة رغم أن هذا جزء مهم ولكن المحافظة على هويتنا وثقافتنا من خلال تعاملنا مع القيم والمبادئ والسلوكيات والأفكار.

واستدركت بقولها التكنولوجيا ليست السبب فنحن في عالم متجدد وسريع جدا ولا يمكن أن نكون منفصلين عنه  فالتكنولوجيا جزء أساسي في حياتنا ولا يمكن البعد عنها لكن المحافظة على تراثنا وعلى الشخصية الإماراتية هذا ما نبحث عنه وهذا يتطلب الجهد من الأسرة التي لها الدور الحقيقي لثبات الهوية الثقافية للمجتمع الإماراتي.

ثم تطرقت لجهل الكثير بموروثاتهم مثل الأمثال الشعبية كذلك استشهدت بلعبة الصقلة  التي أصبحت أجيال اليوم لا تعرفها سوى بالمناسبات الثقافية والتراثية ثم أكملت لديكم  مجال للتفكير حتى لو عبر المبادرات والمسابقات  لنحيي اللعبة أو نجددها بطريقة عملية تناسب مستوى ذكاء الطفل  وتمنت أن نكون جادين في الحفاظ على هويتنا باعتبار مرتكزها ومنبعها الأساسي هو الأسرة  ثم تناولت مميزات الشخصية الإماراتية والتي  حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  وقالت : الاتصاف بها هو المعنى الحقيقي لحب الوطن.

وشاركت الشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان بمداخلة قالت فيها: "إنني أتحدث خمس لغات ولكني أحافظ على هويتي الإماراتية الوطنية وأتمسك برمستي وتراث وطني الإمارات".
كما تحدثت د. سعاد العريمي أستاذة جامعية في جامعة الإمارات مؤكدة على الدور الهام للجميع والمسؤولية المشتركة لترسيخ كل ما يحافظ على الهوية الوطنية وبقوة من خلال مبادرات وطنية والتي تعزز هذه القيم وتحافظ عليها وتنقلها للأجيال القادمة .