محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
Nick Kroll: Little Big Boy
مراهق أسير أفكار عدم النضوج وغياب الثقة بالنفس
تقدم منصّة نتفليكس عرضاً ارتجالياً عنوانه Nick Kroll: Little Big Boy. يخبرنا نيك كرول، في عرضه، عن حياته كرجل بالغ، ما زال يمتلك عقلية مراهق، يعيش ضمن فقاعة من عدم الأمان، ومهدد من الآخرين. رجل ذو علاقة مثيرة للجدل مع والديه، وكأنه لم يصبح رجلاً، بل بقي مراهقاً أسير أفكار عن عدم النضوج وغياب الثقة بالنفس.
نيك كرول هو نفسه صاحب مسلسل التحريك الكوميدي Big Mouth الذي يؤدي فيه العديد من الشخصيات التي ما زالت في مرحلة المراهقة وتراودها أفكار لا نمتلك الكلمات الكافية لوصف بذاءتها. ومن هنا يمكن قراءة العرض الذي يقدمه.
في Nick Kroll: Little Big Boy، يستفيد كرول من قدراته كمؤد صوتي، لاستعادة بعض الشخصيات التي نراها في المسلسل. لا يشير إلى ذلك مباشرة، بل يظهر الأمر طبيعياً، سواء عندما يتحدث عن عمه العجوز، أو حين ينفجر غضباً كمراهق لم يتمكن من مغادرة المنزل لأنه معاقب. كل هذه المواقف سبق أن رأيناها في المسلسل، لكنها على الخشبة أكثر واقعية وأقل بذاءة. اللافت أن مهارات كرول لا تتوقف عند شخصيات مسلسل Big Mouth، إذ يخبرنا أثناء العرض بأن ضميره الذي يؤنبه، ذاك الضمير الرجولي الذي ينهره ويسخر منه، يمتلك صوت الممثل البريطاني جيسون ستاثام الذي يستحضره كرول طوال العرض في تجربة لا يمكن وصفها إلا بالمضحكة، وفي الوقت نفسه تثير القشعريرة، بسبب قدرة كرول على التقليد إلى حد التطابق.
يسخر كرول عامة من الرجولة وعجزه عن تقمص دور الرجل، وما يترتب عليه من واجبات وأشكال من الأداء. يسخر من الرجال الذين يظنون أنفسهم وسيمين، أولئك "الأنذال الخوانون"، كما يصفهم. كما يقدم نفسه كمراهق صادق يلبي كل رغبات من يحب، من دون ألعاب أو حذلقات. يخبرنا مثلاً بأن المرة الأولى التي اعترف فيها بحبه لفتاة كانت أيضاً المرة الأولى التي هجرته بها الفتاة نفسها، لكن المفارقة ليست هنا، فهذا الموقف لم يحدث في الحضانة أو المدرسة، بل حين كان عمره 33 عاماً. لا يكتفي كرول بالسخرية من الشكل الرجولي القياسي، بل يسخر من المهارات المرتبطة بالرجولة، كالقدرة على قيادة السيارة العاديّة، أو معرفة الاتجاهات، تلك التي لا تفهم النساء لمَ لا يستطيع القيام بها، ما يجعله عرضة للتهكم والاتهامات بعدم القدرة على أن يكون رجلاً ناضجاً.
يستمر كرول في انتقاداته للأسرة، ليس بسبب مشاكل فيها، بل مشاكله هو نفسه، إذ يسخر من والدته، وعجزه عن تقديرها في الوقت نفسه، كما يتطرق إلى إعجابه الهائل بوالده الذي يتجاهله، وكأنه لم يتجاوز بعد عقدة أوديب، خصوصاً أنه ليس من أسرة عاديّة، فوالده ملياردير ووالدته ناشطة وأكاديميّة، ما يفسر أحياناً رغبته بإثارة إعجابهما وفشله المتكرر في ذلك. ففي النهاية، هو كوميدي، من الصعب أن يؤخذ على محمل الجد بالنسبة إليهما.
لا يمكن القول إن كرول ليس كوميدياً، لكنه لم يرسخ بعد نفسه كفنان Stand up، رغم عرضه Nick Kroll: Little Big Boy. ما زال الرجل/ المراهق يركز على حكاياته الشخصية جداً، ويقتبس من أعماله السابقة، ناهيك عن المبالغة في الأداء والصراخ أحياناً، من دون القدرة على الإضحاك، وهذا ما يفسر اعتماد كرول على جسده في الإضحاك، عبر التقليد والحركات النمطية وغيرها من الأساليب، التي تبدو ناجعة، لكنها تجعل النكتة ملكه فقط، لا يمكن تناقلها، أو سردها من دونه، وهذا ما لا نلاحظه لدى كوميديين آخرين. النكتة تتحرك خارج أجسادهم، فهم رواة لها، وليس مجرد جزء منها.من جهة أخرى، يبتعد كرول عن القضايا العامة التي تشغل معظم الكوميديين هذه الأيام، خصوصاً أولئك الذين تُنتج منصة نتفليكس لهم عروضاً، من قبيل رهاب المثلية، والنسوية، وفترة الحظر جرّاء انتشار فيروس كورونا.
نيك كرول هو نفسه صاحب مسلسل التحريك الكوميدي Big Mouth الذي يؤدي فيه العديد من الشخصيات التي ما زالت في مرحلة المراهقة وتراودها أفكار لا نمتلك الكلمات الكافية لوصف بذاءتها. ومن هنا يمكن قراءة العرض الذي يقدمه.
في Nick Kroll: Little Big Boy، يستفيد كرول من قدراته كمؤد صوتي، لاستعادة بعض الشخصيات التي نراها في المسلسل. لا يشير إلى ذلك مباشرة، بل يظهر الأمر طبيعياً، سواء عندما يتحدث عن عمه العجوز، أو حين ينفجر غضباً كمراهق لم يتمكن من مغادرة المنزل لأنه معاقب. كل هذه المواقف سبق أن رأيناها في المسلسل، لكنها على الخشبة أكثر واقعية وأقل بذاءة. اللافت أن مهارات كرول لا تتوقف عند شخصيات مسلسل Big Mouth، إذ يخبرنا أثناء العرض بأن ضميره الذي يؤنبه، ذاك الضمير الرجولي الذي ينهره ويسخر منه، يمتلك صوت الممثل البريطاني جيسون ستاثام الذي يستحضره كرول طوال العرض في تجربة لا يمكن وصفها إلا بالمضحكة، وفي الوقت نفسه تثير القشعريرة، بسبب قدرة كرول على التقليد إلى حد التطابق.
يسخر كرول عامة من الرجولة وعجزه عن تقمص دور الرجل، وما يترتب عليه من واجبات وأشكال من الأداء. يسخر من الرجال الذين يظنون أنفسهم وسيمين، أولئك "الأنذال الخوانون"، كما يصفهم. كما يقدم نفسه كمراهق صادق يلبي كل رغبات من يحب، من دون ألعاب أو حذلقات. يخبرنا مثلاً بأن المرة الأولى التي اعترف فيها بحبه لفتاة كانت أيضاً المرة الأولى التي هجرته بها الفتاة نفسها، لكن المفارقة ليست هنا، فهذا الموقف لم يحدث في الحضانة أو المدرسة، بل حين كان عمره 33 عاماً. لا يكتفي كرول بالسخرية من الشكل الرجولي القياسي، بل يسخر من المهارات المرتبطة بالرجولة، كالقدرة على قيادة السيارة العاديّة، أو معرفة الاتجاهات، تلك التي لا تفهم النساء لمَ لا يستطيع القيام بها، ما يجعله عرضة للتهكم والاتهامات بعدم القدرة على أن يكون رجلاً ناضجاً.
يستمر كرول في انتقاداته للأسرة، ليس بسبب مشاكل فيها، بل مشاكله هو نفسه، إذ يسخر من والدته، وعجزه عن تقديرها في الوقت نفسه، كما يتطرق إلى إعجابه الهائل بوالده الذي يتجاهله، وكأنه لم يتجاوز بعد عقدة أوديب، خصوصاً أنه ليس من أسرة عاديّة، فوالده ملياردير ووالدته ناشطة وأكاديميّة، ما يفسر أحياناً رغبته بإثارة إعجابهما وفشله المتكرر في ذلك. ففي النهاية، هو كوميدي، من الصعب أن يؤخذ على محمل الجد بالنسبة إليهما.
لا يمكن القول إن كرول ليس كوميدياً، لكنه لم يرسخ بعد نفسه كفنان Stand up، رغم عرضه Nick Kroll: Little Big Boy. ما زال الرجل/ المراهق يركز على حكاياته الشخصية جداً، ويقتبس من أعماله السابقة، ناهيك عن المبالغة في الأداء والصراخ أحياناً، من دون القدرة على الإضحاك، وهذا ما يفسر اعتماد كرول على جسده في الإضحاك، عبر التقليد والحركات النمطية وغيرها من الأساليب، التي تبدو ناجعة، لكنها تجعل النكتة ملكه فقط، لا يمكن تناقلها، أو سردها من دونه، وهذا ما لا نلاحظه لدى كوميديين آخرين. النكتة تتحرك خارج أجسادهم، فهم رواة لها، وليس مجرد جزء منها.من جهة أخرى، يبتعد كرول عن القضايا العامة التي تشغل معظم الكوميديين هذه الأيام، خصوصاً أولئك الذين تُنتج منصة نتفليكس لهم عروضاً، من قبيل رهاب المثلية، والنسوية، وفترة الحظر جرّاء انتشار فيروس كورونا.
