مركز زايد للدراسات والبحوث ينظم ندوة عن تاريخ الطيران المدني في الإمارات

مركز زايد للدراسات والبحوث ينظم ندوة عن تاريخ الطيران المدني في الإمارات

نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات صباح أمس الأول الاثنين، ندوة بمناسبة يوم الإمارات للطيران المدني 5 أكتوبر بعنوان تاريخ نشأة الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك في الندوة كل من الدكتورة فاطمة حسن الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، وإبراهيم حسن آل علي مساعد أمين متحف المحطة بالشارقة، والطيار أحمد الصرومي، وقدمها الإعلامي مسلم العامري من نادي تراث الإمارات.
وافتتحت الندوة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث بإشارتها إلى أن تنظيم الندوة جاء تحقيقاً لأهداف نادي تراث الإمارات ومركز زايد للدراسات والبحوث في الاهتمام بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة الغني بمكوناته الحضارية، وبغرض إحيائه ضمن سياقاته الوطنية المختلفة.
وقالت إن دولة الإمارات لها تجربة رائدة وملهمة في قطاع الطيران المدني، وإن ما حققته الدولة في هذا المجال يستحق تسليط الضوء عليه لاسيما أنها بدأت بداية متواضعة في هذا المجال الحيوي والإستراتيجي حتى وصلت اليوم إلى أن تصبح في مصاف الدول المتقدمة في قطاع الطيران.
ونوهت المنصوري إلى أن الدولة خطت إلى ما هو أبعد من تطوير البنية التحتية الخاصة بالطيران، لتصل إلى صناعة الطيران من خلال تأسيس “مبادلة لصناعة الطيران”، مشيرة إلى أن الندوة تأتي متزامنة مع يوم الإمارات للطيران المدني في ذكرى هبوط أول رحلة جوية في مطار محلي في دولة الإمارات العربية المتحدة وهو مطار المحطة في الشارقة.
فيما قدمت الدكتورة فاطمة الصايغ، سرداً لتاريخ الطيران المدني في العالم ودوره المهم في الاقتصاد، وقالت إن فترة الثلاثينيات من القرن العشرين شهدت بروز أهمية الطيران المدني وإنشاء الطرق الجوية بين الغرب والشرق الأقصى، منوهة إلى أنه تمت الاستفادة من الطائرات الباقية من الحرب العالمية الأولى بعد تعديلها لتناسب النقل المدني الذي يعمل على نقل الركاب والبضائع والبريد.
وقالت إنه لا يمكن النظر إلى دخول الطيران المدني في منطقة الخليج بعيداً عن الطيران المدني البريطاني، حيث كان الغرض من إنشاء المحطات الجوية في الإمارات هو أن تكون جزءاً من الخط الجوي البريطاني إلى الهند وأستراليا، ومن ثم كان ظهور هذه المحطات بعد انتهاء الاتفاقية بين بريطانيا وإيران وعدم تجديدها، مما حث بريطانيا على نقل محطاتها من الساحل الفارسي إلى الساحل العربي.
وبينت الصايغ العقبات التي واجهت البريطانيين في إنشاء المحطات الجوية في ظل عدم حصولهم على موافقة شيوخ الإمارات في البداية، إلا أنهم نجحوا في إقناع الشيخ سلطان بن صقر حاكم الشارقة بقبول اتفاقية إنشاء محطة الشارقة الجوية بعد تحقيق عدد من شروطه، وهبطت أول طائرة في محطة الشارقة في الخامس من أكتوبر عام 1932.
وعرجت الصايغ على التوسع اللاحق لإنشاء محطة الشارقة، فأنشأت بريطانيا في إمارة أبوظبي محطة في صير بني ياس وأخرى في أبوظبي العاصمة، ثم محطة أخرى في كلباء، ومحطة في دبي وكانت مختلفة عن بقية المحطات لكونها برمائية.
وقالت الصايغ أن الخط الجوي جاء بفوائد للإمارات، حيث وفر عائدات مالية منتظمة في فترة عانت إيرادات الغوص من التذبذب، كذلك أسهم الخط في انفتاح الإمارات على العالم، وهو ما رسخ ثقافة التسامح والترحيب بالآخر المختلف، وقوى التلاقح الثقافي بين الإمارات ومختلف الدول والشعوب.
كما تناولت تأثير الحرب العالمية الثانية على الإمارات حيث كانت بريطانيا وقعت اتفاقيات مع الإمارات تقف بموجبها إلى جانبها حال اندلاع حرب، وقالت إن فرض ألمانيا لحصار على السفن الداخلة إلى الخليج أثر على الإمارات اقتصادياً في تلك الفترة.
أما إبراهيم آل علي فافتتح حديثه بالتنويه إلى أهمية ذكرى مرور 88 عاماً على هبوط أول طائرة في محطة الشارقة الجوية، مشيراً إلى أن المحطات الجوية في ذلك الوقت تقلل زمن السفر من الغرب إلى الشرق.
وقال إن بنود الاتفاقية التي وقعتها بريطانيا مع الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة آنذاك، خدمت الإمارة اقتصادياً بتحصيل رسوم هبوط الطائرات إضافة إلى الإيجار الشهري الذي تدفعه بريطانيا عن المحطة الجوية.
وتناول آل علي إنشاء خيمة الاستراحة في محطة الشارقة الجوية التي انتهى تجهيزها في عام 1933 حيث كلفت حوالي 5 آلاف جنيه إسترليني، بجانب تناوله بالتفصيل لأنواع الطائرات التي كانت عاملة في الخط الجوي آنذاك.
وألقى الضوء على بعض مما ورد في كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة باسم “محطة الشارقة الجوية بين الشرق والغرب” الذي حمل معلومات قيمة عن المحطة والعمل فيها.
وقدم آل علي معلومات بمصاحبة فيلم وثائقي عن الحياة في الشارقة والمحطة الجوية في الثلاثينيات، عن أوائل الطائرات التي هبطت في المحطة الجوية، وتحدث عن أول مكتب رصد للأحوال الجوية، كما أشار إلى أن متحف المحطة يضم اليوم سجلاً لأحوال الطقس منذ تلك الفترة.
ومن الجوانب التي تناولها آل علي الجانب الصحي للمحطة والشارقة، وسجلات الأوبئة التي يحتفظ بها المتحف والإجراءات الصحية التي تم اتباعها لمواجهة تحديات الأوبئة والحرارة وغيرها من العقبات التي واجهت العمل في المحطة في بداياتها.
كما أرخ لافتتاح أول دار سينما في منطقة الخليج في محطة الشارقة الجوية عام 1945 وذلك للترفيه عن العاملين في المحطة، قبل أن يعرج على البث الإذاعي لإذاعة صوت الساحل التي انطلقت من المحطة الجوية 1956 -1966.
وعن متحف المحطة، قال إبراهيم إنه افتتح بتوجيهات سامية من صاحب السمو حاكم الشارقة في العام 2000 ليكون شاهداً على تاريخ المحطة الجوية، وقال إنه يحتوي على 5 قاعات أهمها قاعة حظيرة الطائرات التي تحتوي على نسخ طائرات أصلية مرتبة من الأقدم إلى الأحدث، بجانب قاعة للصور التي تحكي تاريخ الطيران، وقاعة تقنيات الطيران، وقاعة معجزات الطيران، وقاعة المعارض.
وتناول إنشاء أول معهد للطيران في مايو عام 1971 في عهد المغفور له الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وقتها، وكان مديره الكابتن عادل الذيب، وقال إن من ضمن من درسوا فيه أول طيارة وهي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي.
فيما تحدث الطيار أحمد الصرومي عن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بمجال الطيران، حيث أنشأت العديد من الأكاديميات بعدما كان الطيارون الإماراتيون يدرسون خارج الدولة.
وأشار إلى أن الإمارات تعتبر أول دولة في العالم تقوم بتدريب المبتدئين على طائرة نفاثة، وهي خطوة متقدمة في عالم الطيران حيث جرى العرف على أن يتدرب المبتدئون على طائرات بسيطة.
كما نوه بدور الإمارات في منظمة الطيران المدني العالمي ICAO التي تمثل الإمارات فيها الطيارة عائشة الهاملي التي تعد أصغر طيار إماراتي وهي تتبوأ منصب نائب رئيس المنظمة، كما أشار إلى أن الإمارات تلعب دوراً كبيراً في المنظمة بمبادرات الأمن والسلامة التي قدمتها للعالم.
وقال إن الإمارات تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية للدول التي لديها موافقات لعبور طائراتها المجالات الجوية في العالم.
ونوه الصرومي بتوجه الإمارات اليوم نحو كل ما هو حديث في مجال الطيران وسلامته وراحة المسافرين، مشيراً إلى اتجاه الدولة إلى الوقود الحيوي في مجال الطيران المصنوع من مواد طبيعية، حيث إنه صديق للبيئة ومحفز للاهتمام بالزراعة من أجل تصنيعه.
وشهدت الندوة حضوراً كبيراً من الإعلاميين والمهتمين وطلاب الدراسات العليا في الجامعات، وحظيت بعدد من المداخلات الثرية من المؤرخ الدكتور سيف البدواوي، والدكتور عبد الله المغني من جامعة الشارقة، وغيرهم من الحضور والطلاب.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot