رئيس الدولة يحضر افتتاح قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في كوب 29
مريم النقبي تصدر ديوان (حصاد أعوامي) في معرض الشارقة الدولي للكتاب
حروف الشعر وعذوبتها تدق أوتار القلب والنفس والوجدان، وتنبض بروح الدفء في الحزن والفرح في عشق الحبيب وانتماء الوطن، كلمات وأبيات وقصائد تتغنى في الجمال وتوصف الزهد وتبني اسوار من الورود حول بيوت الأحبة وسياج حصين يضم الوطن، أبدعت الشاعرة مريم النقبي في عرض فكرتها ضمن ديوان “ حصاد أعوامي” بأساليب مختلفة لمعنى الحب
اعتمد الشعر النبطي في الماضي على مرادفات متداولة باللهجة المحلية الإماراتية، كما ورد في قصائد الشاعر راشد الخضر والشاعر ربيع بن ياقوت، وهذه المرادفات تحتاج لتفسير في هذا الوقت ، لكن ديوان الشاعرة الإماراتية مريم النقبي “ حصاد أعوامي” يعتبر سفينة تبحر في بحور الشعر، مع أن الديوان يحتوي على أربعين قصيدة نبطية متنوعة، إلا أنه جاء بلهجة وبمفردات واضحة، خاصة وأن الشاعر يبحث عن العالمية بأشعاره ولم يوجهها لفئة بذاتها
وفقت الشاعرة مريم النقبي في اختيار اسم الديوان، حيث جاء مفسراً لإنجازاتها السابقة واختيارها أعوام بدلا من سنون لأن العام فيه رخاء بينما السنة تدل على التعثر والتعب، وإن كنت اختلف في حصاد لأن الشاعرة لديها ما هو قادم لكن الحصاد يكون كل فترة فلابأس، وقصيدة العنوان جاءت تقريبا في منتصف الديوان ربما لإشارة أن بعد الحصاد زرع آخر ينمو يحصد فيما بعد، تقول في مطلعها:
رسمت للعام الجديد أحلامي
ويا رب ثبت خطوتي واقدامي
انا بعزومي أنطلق للقمة
ودعوات قلب أمي وابوي حزامي
اللي تحقق من طموحي خطوة
والقادم أجمل في مسيرة أيامي
كلمات بسيطة وسهلة يفهمها القارئ ويستوعبها، وبها توضح الشاعرة أن التوفيق والتميز يصحبهما الطموح والاقدام بجانب دعوات الوالدين، وفي ربط بين الحصاد والوالدين حيث يمثلان الجذوع الممتدة في أعماق الأبناء وكلما أخذ منها نضجت وترعرعت
ليس بالضرورة أن يعبر الشاعر عن نفسه في القصيدة، ولكن الشاعر المحترف يعبر عن مواقف الأخرين بإحساسه، فنجد الشاعرة تعبر عن ذاتها في القصائد الخاصة بالوطنية ووصف الأماكن كدبي وخورفكان وشعورها في قصائد الرثاء وهذه النوعية من النصوص لا تنقد لأنها تقع تحت تأثير نفسي قوي، بينما قصائدها التي تمس المشاعر والحب والهجر والتمسك بالكرامة في قصائد تحاكي حال العاشقين في كل مكان وفي أي زمان، فهذه مشاعر إنسانية موجودة في جميع البشر، فمثلا تقول في قصيدة قلب جديد:
ما عاد الاول مثل لول
ولا عاد قلبي مثل م تحيد
الوقت والماضي تحول
ولو تعتذر ما عاد بيفيد
حتى تصل لنهاية القصيدة قائلة :
ولو كنت برجع مثل لول
أحتاج عمر وقلب جديد
وارى أنها أعقبت هذه القصيدة بقصيدة أخرى تعد امتداداً لها، توضح فيها لمن غادر مكانتها وتعايشها مع ذاتها حين تقول في قصيدة فرصة عمر
أنا فرصة في العمر مرة تكون
واللي مثلي م تتكرر مرتين
انا في الشدات لك ملجأ وعون
وفي الفرح اول وجوه الحاضرين
إلى أن تقول في نهاية القصيدة بيت جميل معبر عن نفسها
يسكنون وسط قلبي وينعمون
دامهم لإحساس قلبي مخلصين
اختتمت الشاعرة مريم النقبي ديوانها حصاد أعوامي بقصية بعنوان الفصل الأخير تقول فيها :
آخر فصل في القصة فراق
وأول فصل حب ومواعيد
لا تغرك القصة ع الاوراق
واقعك يأتي عكس م تريد
ثم تنهي القصيدة ،،،،،،
. وما دام تالي القصة فراق
عيش الغرام بلا مواعيد
في هذه القصيدة نجحت مريم النقبي في تقديم الآخر عن الأول حيث أنهت القصة وتذكرت ما كان، ومعظم قصائد الديوان تأتي على لسان الشاعرة وكأنها الراوي العليم، وجاء تسلسل القصائد مواكب للعنوان فتم تقسيمه من القصائد الوطنية والرؤساء ووصف دبي وخورفكان والشارقة ثم قصائد الحب والغرام والهجر والفراق، وكل هذه الأبيات تصلح لأن تكون كلمات مأثورة منفصلة بذاتها عن القصيدة، وففي أكثر من موضع ظهرت الشاعرة على أنها تقدم شعر الحكمة والموعظة وهذا مارسه العديد من الشعراء العرب والغرب، الديوان مهم نوصي بان يضاف إلى المكتبات العامة ويتم دراسته النقدية وتقديمه للقراء فهو بلغة السهل الممتنع.