أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن فوز موقع "بطل الصحة" (H2M) والذي يعمل على ربط موظفي الرعاية الطبية بالمستشفيات التي تواجه نقصًا في أعداد الموظفين، خلال منافسات النسخة التاسعة لمسابقة الهاكاثون الدولية السنوية لعام 2020 لإفادة المجتمع في العالم العربي، والتي أقيمت لأول مرة عبر الإنترنت، وذلك بمشاركة أكثر من 170 متخصصاً في مجال البرمجة الحاسوبية من مختلف أنحاء العالم، حيث عملوا جميعاً عن بعد.
ونجحت المسابقة هذا العام في استقطاب أبرز المواهب الطلابية من حول العالم، لابتكار تطبيقات ذكية تعالج التحديات في عدد من القطاعات المتأثرة بانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، مثل الصحة والتعليم والسينما والموسيقى والأعمال والعلوم.
وعلى مدى ثلاثة أيام، حظي الطلاب المتنافسون بدعم أكثر من 35 مشرفاً، ليقدموا في اليوم الختامي حلولاً مبتكرة للجنة تحكيم مؤلفة من ما يقارب 30 خبيراً دولياً من بينهم مارييت ويسترمان نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي.
ويعتبر "بطل الصحة"، موقعاً إلكترونياً ثنائي الاستخدام يتيح للعاملين في قطاع الرعاية الطبية الاتصال بالمستشفيات التي تعاني من نقص الموظفين، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير الموارد التي تسهل انضمامهم للعمل ضمن خط الدفاع الأول خلال مواجهة فيروس كورونا المستجد. ويتيح نموذج الاستخدام الثنائي إمكانية التفاعل المباشر بين الموردين والعملاء، ما يعزز كفاءته من خلال منصة وسيطة، حيث يعمل موقع "بطل الصحة" الإلكتروني بنموذج مماثل يساعد المستشفيات على تقليل العبء على الموظفين الحاليين من خلال توفير الموارد وتسهيل عملية انتقالها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع الإلكتروني الفائز قادر على إبلاغ المستشفيات عند حاجتهم إلى المزيد من الموظفين مسبقاً، من خلال الكشف المبكر عند بلوغ ذروة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المدن المختلفة، كما يقوم بإرسال تنبيه لمدير المستشفى معلناً عن موعد بلوغ الذروة بمجرد اكتشافها.
وجرى تطوير موقع "بطل الصحة" من قبل الطالب مات هيكفوز من جامعة نيويورك أبوظبي، والطالبة مونيكا تشانغ من جامعة نيويورك، والطالب محمود عبد الهادي من جامعة العلوم التطبيقية في الأردن، والطالب دانش نهال من جامعة ميدلسكس في دبي، والطالب عمرو دراوشة من جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن، والطالبة أليكسا سباغنولا من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، والطالبة شمة محمد الغفيلي من جامعة الإمارات العربية المتحدة. وحظي الفريق بإشراف الدكتورة يسرا عودة الأستاذة المساعدة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في الأردن، ومارتن فولبي الشريك المهندس في مختبرات "سي لابس" الألمانية.
وبهذه المناسبة، قال الطالب مات هيكفوز: "فاق نجاح مسابقة الهاكاثون عبر الإنترنت كل توقعاتي، حيث كانت التجربة مدهشة وتخللها الكثير من التواصل والعمل الجماعي والأفكار الرائعة والضحك، إذ عملنا كفريق واحد بانسجام وشعرنا أننا نعمل على ابتكار مهم طوال الطريق، وأنا سعيد لأنني كنت جزءً من هذه التجربة".
ومن جانبها قالت البروفيسورة سناء عودة منظمة ومؤسسة ومديرة مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية، أستاذة علوم الحاسوب في جامعة نيويورك في نيويورك، وعضو هيئة التدريس في جامعة نيويورك أبوظبي: "استضافت جامعة نيويورك أبوظبي هذا العام النسخة التاسعة من مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية لإفادة المجتمع في العالم العربي عبر الإنترنت للمرة الأولى وحققت نجاحًا كبيرًا تجاوز توقعاتنا على العديد من المستويات. ونجحت جميع الفرق في تطوير تطبيقات وحلول مبتكرة في فترة زمنية قصيرة وعملوا سوياً فقط عبر الإنترنت. وأتوقع أن تدعم جميع التطبيقات والمشاريع الفائزة جهودنا خلال مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل حدود العالم العربي وخارجه".
وأضافت عودة: "أظهر الهاكاثون هذا العام القوة التي يتمتع بها مجال علوم الكمبيوتر والتقنية وتوفيره لحلول لمشكلات وتحديات عبر التخصصات والقطاعات المختلفة، كما سلط الضوء أيضاً على الثمار التي قد تنتج حين يجتمع مجموعة من الأشخاص من دول وثقافات مختلفة من أجل بناء حلول مبتكرة لإفادة المجتمع ومعالجة التحديات التي تواجهنا جميعاً".
ويسعى هذا الحدث، الذي ينظم بدعم من "إم آي تي هاكينغ ميديسن" ومؤسسة "آوتلاير فاند"، إلى تشجيع الابتكار في علوم الحاسوب ودعم الشركات التكنولوجية الناشئة، إلى جانب تعزيز حضور التكنولوجيا المبتكرة بما يعود بالفائدة على المجتمع. وتتيح هذه المسابقة الفرصة للطلبة للمرور بتجربة عملية لتعلم كيفية تأسيس شركة تكنولوجية إلى جانب فريق متكامل ومحترف، من مرحلة ابتكار الأفكار واستعراضها، إلى تعلم لغات برمجة جديدة، وتصميم وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول والويب.
واستقطبت مسابقة الهاكاثون الدولية في نسختها التاسعة طلاباً من دول، الجزائر، والأرجنتين، وكندا، والصين، والمغرب، وفلسطين، وهولندا، وتونس، ومصر، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وغانا، والأردن، ولبنان، إلى جانب دولة الإمارات.

a