يعتبرن العمل في الوكالة رائعا:

هكذا استولى النساء على السلطة في «سي أي ايه»...!

هكذا استولى النساء على السلطة في «سي أي ايه»...!

-- لم يحدث هذا أبدا في تاريخ الحكومة الأمريكية إذ تم تهشيم السقف الزجاجي الشهير
-- لم تخن وكالة المخابرات المركزية البيت الأبيض، بل العكس
-- للمرأة قدرة حقيقية على التعاطف، ولا بد من أنسنة الأعداء
-- منصب مساعد، ليس سقفًا زجاجيًا للمرأة، إنه جدار
-- أربعة جاسوسات يقدن وكالة المخابرات المركزية،لم يسمع بهن أحد
-- كان هناك دائمًا وجود نسائي، لكنه كان لفترة طويلة محصورًا في المناصب الثانوية


يشغل رباعي نسوي اليوم المناصب الادارية الرئيسية الأربعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية “السي أي ايه”.وإذا حكمنــــا من خــــلال شـــــهادات عميـــــلات سابقات، فإن هاته الجاسوسات لا تقلن شجاعة ومغامرة عن الرجال، بل ولهن بعض الميزات الاضافية.  والدة زوي هي أمّ ظريفة... غالبًا ما تفتّش بشكل غريب في حفاضات ابنتها.
ورغم ان زوي لم يتجاوز وجودها بضعة أشهر، فهناك ســـــبب وجيـــــه للتساؤل لماذا تخبئ والدتها في أغراضهـــا أشـــــياء تنغزهـا بدل ان تفعل مثل غيرها، تهوّي وتنظّف وتعطّر أرداف مولودها الجديد.

   رضيـــع لخـــداع العـــدو؟    كان يجب أن تجــــرؤ.  
 نحن في عــام 2007، أماريليس فوكـــس، 26 عامًا، عليها القيـــام بمهمــــة: الولايـــــات المتحدة تخوض حربًـــا منذ هجمـــات 11 سبتمبر 2001، و “الأمريكيون ينتظــرون حمايتهــم، وتريد وكالة الاســـــتخبارات المركزية الأمريكية نتائج».

رسائل سرية مخبأة
في حفاضات الرضيع
   جواسيس يصحبهم أطفال، سبق ان رأينا ذلك. لكن جواسيس يعملون، سرا، في أرض معادية مع رضيع في الاحضان، فهذا جديد. لم تتحرّج الشابة فوكس، اما ان يقبلوا او القطيعة: إذا أرادوا الاستمرار في الاستفادة من خدماتها في وكالة المخابرات المركزية، فستكون مع زوي بحفاظاتها ملتصقة ببطنها، انه في النهاية المخبأ المثالي.    تقوم فوكس بحشو جميع الرسائل السرية، التي تريد إرسالها إلى مقر الوكالة في لانغلي، فرجينيا، في حفاضات الرضيعة. ومثل هذه الحيلة، ما كانت لتخطر على بال مساعدي جيمس بوند.    أماريليس فوكس هي اليوم ضابطة سابقة بوكالة الاستخبارات المركزية. في الثامنة والثلاثين من عمرها، قطعت مع الحيل، لكن ليس مع الأطفال. إنها فخورة جدًا بتقديم طفلها الثاني، بوبي، تقديراً لأسلافها من الأب. فتاة صغيرة ساحرة، كما لا يشير الى ذلك اسمها. والتي يصادف أنها، من خلال والدها، تعتبر سليلة روبرت كينيدي الملقب بوبي مباشرة «.     يعيش الزوجان في حي عصري في لوس أنجلوس حيث ما زالت سبعينات القرن الماضي تطفو على السطح. المنزل، الذي تحده الأشجار العملاقة، هو فوضى جميلة تقر بها السيدة دون عقد. “نحن هيبيين نوعا ما”، تضحك أماريليس، التي تزوجت حافية القدمين، في معقل ال كينيدي، في كيب كود (ماساتشوستس)، وهي ترتدي الثوب الأبيض وتاج الأزهار حول الرأس.   في الاثناء، يجلس زوجها وصغيرته بين ذراعيه، ما احساسه وهو يتزوج جاسوسة؟ “لا شيء تقريبا، لقد سبق ان تركت المهنة عندما التقيتها”، يرد هذا المخرج السينمائي الوثائقي. وقد كانت جولة الترويج لكتابها، الحياة السرية *، ناجحة، وهناك فيلم قيد الانجاز.

سابقة
  يحب الجمهور دائمًا قصص التجسس، وأكثر من ذلك عندما تكون المرأة هي التي تروي تلك القصص. ماتا هاري، نعرف جميعا تلك المرأة الأسطورية. سيدة الاغراء. يوم التقيناها لم تلعب الجاسوسة السابقة فوكس هذه الورقة. لقد جاءت في جينز، وشعر غير مرتب ودون ماكياج... اي على الطبيعة. ونعلم في كتابها، أن التنكر هو أول أسلوب يتم تعليمه للجواسيس في “المزرعة”، كما تسمى وكالة المخابرات المركزية.
  هنا في كاليفورنيا، اقتصرت الجميلة، في نهاية المقابلة، على تغطية شعرها بقبعة على غرار كيت موس ووضع نظارات النجوم قبل ان تغيب في سيارة رباعية الدفع سوداء ضخمة لتسوية مشكلة إدارية قاتمة. مهمة يفترض أن تنفذها بسهولة بعد تعاملها، ورضيع بين ذراعيها، مع تجار أسلحة مرتبطين بتنظيم القاعدة.
   بالنسبة لمؤسسة في الظل، تسيل وكالة المخابرات المركزية الكثير من الحبر منذ أكثر من عام. وهذه المرة ليس من زاوية الاخفاقات، والاخطاء، والعمليات السرية أو الاساليب القذرة... لا، لقد أصبحت “المزرعة” استثناء، إنها أول مؤسسة حكومية في البلاد مكنت رباعي من السيدات من الصعود إلى مواقعها الرئيسية في صنع القرار. أربعة جواسيس كعبهنّ عالٍ، ومن بينهن جينا هاسبل، التي أصبحت رئيسة الوكالة عام 2018.

رئيسة جديدة، أكثر سرية
  «لم يحدث هذا ابدا في تاريخ الحكومة الأمريكية”، يؤكد تيم وينر، صحفي ومؤلف كتاب “ارث من الرماد”، وخبير في أسرار وكالة المخابرات المركزية، لقد تم تهشيم السقف الزجاجي الشهير”. “إنها حقًا لحظة رائعة للعمل في الوكالة، التاريخ في صفنا”، هذا ما صرّحت به نيكول دي هاي، 37 عامًا، توجد منذ 15 عامًا في وكالة المخابرات المركزية.
   مكلّفة بحماية مدير وكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن بين 2006 و2009، تحتفظ هذه الشقراء الودودة بذكريات رائعة عن التجربة: “لم نكن أكثر من خمس نساء، لكن الرجال كانوا ممتازين معي. لقد أمضينا ساعات معًا في الانتظار داخل السيارات، ووزعت الكثير من النصائح في علاقتهم بالصديقة أو الزوجة”... انتقلت نيكول إلى العلاقات العامة. ولوكالة المخابرات المركزية اليوم مكتب صحفي يتواصل بشأن هذه المسالة النسائية، فوجود رئيسة جديدة يفرض ذلك.
  واي رئيسة! موظفة ذات نفوذ أصبحت عام 2013 أول امرأة ترأس، إدارة العمليات السرية بوكالة الاستخبارات المركزية. لكن ماضي جينا هاسبل لاحقها، وكشفت الصحافة أنها ادارت قبل عشر سنوات سجنا سريا في تايلاند، وشاركت في تدمير مقاطع الفيديو الخاصة بالتحقيقات العنيفة التي أجريت هناك... واجبرت على الاستقالة.
  اعادها دونالد ترامب للأضواء عام 2018، فهي تناسب تماما ناخبي الرئيس الملياردير، كما ان تصعيد امرأة لا يمكن أن يلحق أي ضرر بصورة الوكالة. “لكن منذ توليها المنصب، ألقت فقط خطبتين، يشير جون برادوس، مؤلف مجموعة من الكتب عن منظمة يدرسها منذ حرب فيتنام، في رأيي، إنها تجعل الوكالة أكثر سريّة من أي وقت مضى، وتعيدها للظل، لذا، نعم، للنساء كنموذج في اعلى هرم سي أي ايه، لكن يجب ان يكنّ نماذج جيدة».

قضيتان ضد سي أي ايه
   سواء كنّ ربات أسر أو عازبات، رأت النساء مناصب -المحللين، والعملاء السريين، ومديري المحطات في أكثر المناطق النائية -تفتح الواحدة تلو الأخرى امامهن على مر السنين. لكن تأنيث الماموث سي أي ايه عملية طويلة.     لقد تم رفع قضيتين ضد هذا المشغّل، الذي يعتبر كارها للنساء، ويمارس التمييز ضدهن. عام 1992، بمبادرة من المخرج روبرت غيتس، أطلقت سي أي ايه دراسة حول “السقف الزجاجي” الشهير الذي تصطدم به النساء، واتضح أنهن يمثلن 40 بالمئة من كتلة الاجور، ولكن 9 بالمائة فقط منهن يشغلن مناصب إدارية. وهذا الرقم ارتفع إلى 19 بالمئة عام 2016.
  «كان هناك وجود نسائي على الدّوام، يؤكد جون برادوس، ولكنه ظل محصورًا لفترة طويلة في المناصب الثانوية. يقضي النساء أكثر من عشر سنوات للارتقاء في السلم الوظيفي إلى المستوى التالي. وكان يجب انتظار عام 1978 ليتم تعيين واحدة منهن رئيسة لمحطة سي أي ايه. لم تكن أي منهن مسؤولة عن قسم من مديرية العمليات حتى عام 1994. “ ذاك العام، على وجه التحديد، وصل التوتر إلى نقطة اللاعودة، ورفعت مائتا سيدة دعوى قانونية ضد الوكالة، انتهت بان دفعت لهن مليون دولار كتعويض وجبر ضرر.   ومع ذلك، وحتى تعيين الرباعي القيادي مؤخرًا، يظل النظام على حاله. الرجل الثاني أو الثالث، أبدا الاول. وهو ما دفع الجاسوسة جينا بينيت، من مركز مكافحة الإرهاب، الى ان تقول ذات يوم، وكانت من بين أول من نبه الوكالة إلى تهديد بن لادن -واستلهمت منها كاثرين بيجيلو فيلمها زيرو دارك ثيرتي: “مساعد، إنه ليس سقفًا زجاجيًا عندنا، إنه جدار”. وتضيف نورا سلاتكين، المديرة التنفيذية للوكالة من عام 1995 إلى عام 1997: “نعلم جميعًا أن جيمس بوند مجرد خيال، ولكن جيمس بوند مؤنث، هو أبعد من الخيال”. اليوم، يقول موقع سي أي ايه الإلكتروني، أن التكافؤ قد تحقق على جميع المستويات، من الموظفين إلى المديرين.

الانتقام من فاليري بلام
   تمثل ميليسا بويل ماهلي الجيل الأكبر سنا. دخلت العمل عام 1987، لمّا كان التجسس يشبه العالم الذي وصفه توم كلانسي. عندما تتحدث عن وظيفتها الأولى وتعدّد معداتها، لا نملك الا ان نبتسم: “مصباح أمامي، بوصلة، خرائط الطرق، عدة الصيدلية ...” ويركز الكتاب الذي كتبته (الأمن القومي أمي 2008)، على الوقائع والحقائق، ولا تتحدث إلا قليلاً عن المشاعر -تبوح فقط بالزواج وخمسة أبناء.     نكتشف في الكتاب مصطلحات ممتعة لسي أي ايه: “عمليات التغطية” للأكاذيب، “نجمع” لسرقة المعلومات، “تعويض” عن الرشاوى ... لئن لم تكن ماهيل حليمة ورحيمة مع الوكالة في كتاب نشر بعد سنوات قليلة من مغادرتها عام 2002، فان مسيرتها أصبحت الآن بارزة في متحف التجسس في واشنطن، في قسم “نساء وجاسوسات”. في النهاية، كانت واحدة من أوائل من مارسوا دور غطاء غير رسمي، عميل سري، اي نخبة النخبة، أولئك الذين يعملون دون حزام أو تغطية دبلوماسية، أولئك الذين تسارع سي أي ايه للتنصّل منهم وتأكيد انها لا تعرفهم في حالة حدوث خلل.مكانة، يمكن ان تخفي مزالق، كما تبيّن حالة فاليري بلام.
   عام 2003، لم ترق لصقور إدارة بوش تصريحات السفير زوجها، جو ويلسون. كانوا يدفعون من أجل شن حرب على العراق: وكان هو يشدد على أن البيت الأبيض يعتمد على وثائق مزورة ليثبت أنّ صدام حسين سعى لشراء اليورانيوم النيجيري من أجل صنع أسلحة الدمار الشامل الشهيرة التي يمتلكها، والتي لم يجدها أحد ابدا. انتقام فوري: هوية فاليري بلام، جاسوسة سرية، يُلقى بها فريسة للصحافة.
   جاسوس تحرقه حكومته، عملية غير مسبوقة، واحترقت بالتالي مسيرتها وحياتها المهنية في وكالة الاستخبارات المركزية، قامت فاليري بلام بطيّ الصفحة، وتتقدم اليوم إلى الكونغرس تحت شعار الديمقراطيين في نيو مكسيكو.
 وفيديو حملتها الانتخابية، الذي يحمل أيضا عنوان “سري”، هو من النوع العنيف، مع ازيز إطارات السيارات، وسحابة من الغبار وإطلاق نار كنغم مصاحب.

نقطة تحول 11 سبتمبر
   أحدث 11 سبتمبر قطيعة في تاريخ وكالة المخابرات المركزية. عام 2001، كان الإرهاب لا يزال مفهومًا بعيدا، وكان الجواسيس غرقى في معارف الاتحاد السوفياتي البائد، ولا يستوعبون أن رجلا، أسامة بن لادن، من أعماق كهف في أفغانستان، أعلن الحرب على أمريكا.
   سارعت الشابات الى التسلل من الثغرة، وسيتم دفعهن على رأس الخلايا لحظة تخرّجن من الجامعة. مثل تريسي والدر، التي توشك على نشر كتاب عن تجربتها. كانت بالكاد تبلغ من العمر 20 عامًا عندما وجدت نفسها الى جانب الرئيس بوش أو كولن باول بين عشية وضحاها.    المرأة الوحيدة التي عملت في وكالة الاستخبارات المركزية، ثم في مكتب التحقيقات الفيدرالي، لا تزال هذه المرأة الكاليفورنية تتذكر أول سجين عربي مسلم تم استجوابه بعد عام 2001. “بغباء، تروي، سألته لماذا أصبح إرهابيًا. وحيدا، في الشارع، انضم إلى تنظيم القاعدة، الذي أصبح عائلته، وبدأت أفهم”. الا انها اصطدمت أيضا بكراهيته الكاملة لأمريكا واليهود. “السياسة الأمريكية، حسناً، لكن اليهود ... لقد ذهلت. لم أكن أعرف أن الناس يكرهوننا الى هذا الحد».
   وهي التي ستبلغ كولن باول ورئاسة الجمهورية بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق. “عندما سمعت باول في الأمم المتحدة، شعرت بالرعب: لقد كان يقول شيئًا آخر تمامًا، لم تكن وكالة المخابرات المركزية هي التي خانت البيت الأبيض ولكن العكس هو الذي حدث».

موعد في كراتشي
    لنعد إلى أماريليس فوكس التي لم تتردد في شحن حفاضات ابنتها بمعلومات حساسة. انضمت إلى نادي العملاء السريين المغلق جدا. “كنت وحدي لكنني أخيرًا سأفعل ما أردت دائمًا، إحباط أكثر الهجمات فتكًا” قالت بجدية.
   إن السيناريو الذي تخيلته الوكالة مبالغ فيه إلى حد كبير إذا اعتبرنا أن بلد الإقامة المختار يشتهر بشكل خاص بالتجسس على مواطنيه. فوكس، متزوجة من عميل آخر في وكالة المخابرات المركزية، وهو والد الصغيرة زوي، يغادر للعيش في الصين، في شنغهاي، باعتباره تاجر فنون. تغطية كاملة: زواج حقيقي، طفل حقيقي، ومهنة حقيقية، باعتبار ان عائلتها تمارس المهنة وهو ما يفسر رحلاتها العديدة إلى جنوب شرق آسيا أو الشرق الأوسط. “كان هدفي هو التواصل مع تجار الأسلحة لتجنيدهم وإحضارهم إلى إرهابيي تنظيم القاعدة، الذين يحاولون شراء هذه المواد غير القانونية القاتلة والمدمرة لاستخدامها».
   في يوم ما من عام 2008، وصلت فوكس الى هدفها. نحن في كراشي، على وجه التحديد على شاطئ كليفتون، على بحر العرب، وهو مكان شهير للعائلات الباكستانية. لها موعد مع جهة اتصال سمّته فورا “رأس الحصان”، بسبب التشابه من حيث اللياقة البدنية. وبفضل جاكب، تاجر أسلحة جنّدته، كانت على وشك أن تلتقي بثلاثة ممثلين عن الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، التي تعمل في منطقة من كراتشي إلى بيشاور.

جاسوس وإرهابي
 يتبادلان المعلومات
   ثلاثة رجال ملتحون ينتظرونها وراء باب شقة صغيرة، وثلاثة أشياء لفتت انتباهها فوراً. وفرة الكتب، ورضيع، وزعيم الثلاثي الذي يحمل هذا الطفل بنفسه بين ذراعيه. المحادثة التالية سريالية. “كم سنّه؟” طلبت الجاسوسة، “أربعة أشهر”، يجيب الإرهابي بينما يسعل الرضيع. ثم تبادل الطرفان المتناقضان في كل شيء بعض المعلومات: قرنفل منقّع في الماء لأحدهما، وأزهار أزيس للطرف الآخر، قبل الانخراط في هجوم القاعدة القادم الذي فجأة لم يعد الإرهابي يريد تأييده: “قتل المسلمين حرام، محظور”، يقول، وقد اثرت فيه أبوته في الآونة الأخيرة.
  أثار المشهد الجدل، واتهمت فوكس بأنها اختلقته، لكنها تستمر كما لو أن شيئًا لم يكن: “أعتقد أن النساء أكثر قدرة من الناحية النفسية والعاطفية من نظرائهن الذكور على هذا النوع من العمل الميداني والتسلل، لديهن قدرة حقيقية على التعاطف. لا بد من أنسنه أعدائنا، ولا جدوى من شيطنتهم، وإلا فلن نفهم أبداً جذور المشكلة الإرهابية «.

استجوابات عنيفة
   لم نعد في زمن ميليسا بويل ماهلي. وبالنسبة للذين ما زالوا يشككون في قدرة الإناث على استجواب المقاتلين بطريقة قوية، تثبت قضية ندى باكوس أنهم مخطؤون بشدة. الشابة، التي انضمت إلى وكالة الاستخبارات المركزية عام 2000، وإلى إدارة العمليات بعد 11-9، عالم للرجال بامتياز حيث كانت المهمة الوحيدة للنساء هي كتابة التقارير طوال اليوم.     تمّ إرسال ندى بسرعة إلى الميدان. وها هي مكلفة باستجواب رئيس الوزراء السابق لصدام حسين، طارق عزيز، وهو على سريره في المستشفى ببغداد. لم يكن وصولها محل ترحيب، وعبّر عن ذلك بطريقته الخاصة. عندما اقتربت ندى، كشف العجوز السبعيني عن ساقيه النحيفتين وسروال تحتي، صدمت. وعندما بدأ سجناء آخرون، اعتقدوا أنهم أيقظوا داخلها غريزة الأمومة، في الصراخ والتعبير عن ضيقهم، ابرزت صرامتها وقسوتها: “اشيروا لي عندما تنتهون، حتى يمكننا مواصلة العمل».
   وبسرعة، تم تعيين باكوس في الخلية التي تتعقب أبو مصعب الزرقاوي، الأردني الذي بايع بن لادن.
وضربة صغيرة انهت مجنونا دمويا كان سلف داعش.
 في كتابها المستهدف، تقول ندى باكوس، إن إحدى رحلاتها الأولى كانت إلى موقع سري حيث كان الحرمان من النوم ومحاكاة الغرق هو المعتاد. وعلى عكس ما يبدو أن بعض الذكور في الفريق قد توقّعوه، لم تتقيأ فطور صباحها.
* الحياة السرية، كتاب أماريليس فوكس، جيه سي لاتيس. ستعقد الجاسوسة السابقة لقاء فقط مع الجمهور في 14 يناير في باريس، قبل يوم واحد من صدور الكتاب.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot