مع ملاحظة سير عملية العزل المرتبطة بالهجوم على الكابيتول هيل في 6 يناير، أهتمّ بالتحقيقات المتعلقة بالمتظاهرين وكذلك بردود فعل الجمهور الأمريكي.
   في هذا الصدد، لفتت دراسة استقصائية أجراها مؤخرًا مركز الدراسات حول الحياة الأمريكية انتباهي لأن النتائج كانت مفاجئة ومؤسفة. 30 بالمائة يعتقدون أننا في بعض الأحيان نحتاج إلى اللجوء إلى العنف عندما يفشل صناع القرار لدينا في حمايتنا بشكل جيد. النسبة أعلى إذا ركزنا فقط على المشاركين الجمهوريين. وداخل هذه المجموعة، فإن 39 بالمائة منهم يفكرون في إمكانية اللجوء إلى العنف.
   لا ينبغي النظر إلى هذه الأرقام في ضوء أحداث 6 يناير فحسب، بل يجب أن نتذكر باستغراب أن المشاركين في الاستطلاع يعيشون في واحدة من أقدم الديمقراطيات في العالم الغربي! لذلك لن يكون العنف حكرا على فصيل هامشي من المتطرفين.    وحتى ان كان يجب تفادي الغضب أو الخوف المستمر من الأعمال العنيفة، فإن التصورات التي تم الكشف عنها في الاستطلاع يجب أن تؤخذ على محمل الجد. لن تتم مهاجمة مبنى الكابيتول والمؤسسات بشكل متكرر، ولكن عندما يذكر أكثر من ثلث السكان إمكانية أو الحاجة للقيام بذلك، فإننا نسجّل ملاحظات.
    البيانات الأخرى من وثيقة مركز المسح حول الحياة الأمريكية، تستحق اهتمامنا أيضًا. من بين جميع المستجوبين، فإن الذين يقولون إنهم ينتمون إلى اليمين الإنجيلي ويدعمون نظريات المؤامرة وكيو انون، هم بنسبة أعلى بكثير. وعندما نعلم أهمية هذا اليمين الديني بالنسبة للسياسيين الجمهوريين، فإننا نفهم بشكل أفضل قليلاً سبب رفض أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ إدانة رئيسهم.
   عموما، يؤكد هذا الاستطلاع، مرة أخرى، الشرخ القائم بين العديد من الأمريكيين، إضافة الى الاستقطاب السياسي. وبفحصه، نرى مدى اختلاف التصورات اعتمادًا على خط الحزب.
   ملاحظة أخيرة صغيرة حول سبر الآراء هذا: رغم المشاكل والتوترات التي يعاني منها المجتمع الأمريكي، لا يزال الكثيرون يعتقدون أن أسلوب الحياة الأمريكي متفوق، وإن تطبيق طريقة الحياة هذه في أماكن أخرى من الكوكب من شأنه أن يساعد في بناء عالم أفضل.
   لقد قلت مرارًا وتكرارًا إن المجتمع الأمريكي لا يتوقف أبدًا عن مفاجأتي وإدهاشي، فحتى وهم منقسمون بشدة، إلى درجة أن البعض يبرر استخدام العنف، يصرّ الأمريكان على التباهي ببلدهم، ومقتنعون بتفوق قيمهم ونظامهم.