هل تطلق السياسة الخارجية لترامب حرباً باردة جديدة؟

هل تطلق السياسة الخارجية لترامب حرباً باردة جديدة؟


كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق روبرت سي. أوبراين، الذي يُشار إليه بانتظام على أنه «وزير خارجية الظل» لدونالد ترامب، الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لرئاسة ترامب الجديدة التي من شأنها، على حد تعبيره، أن تشهد عودة الواقعية للخارجية الأمريكية.
وفي هذا الإطار، قال جاكوب هيلبرون، كاتب ومحرر بمجلة «ذا ناشيونال إنترست» وزميل أول غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في مقاله بموقع المجلة الأمريكية، إن أوبراين يسعى في الأساس إلى شن حرب بناءً على روح السياسة الخارجية لترامب. وبصفته مستشاراً سابقاً لميت رومني، يستخدم أوبراين شعار «أمريكا أولاً» للترويج لما يبدو أنه نبرة مخففة للمحافظين الجدد، بمعنى سياسة خارجية متشددة بشكل واضح خالية من الخطاب عن تعزيز الديمقراطية. وهذه السياسة ستدعم إسرائيل دون أدنى شك، وتدفع أوروبا إلى تحمل عبء دعم أوكرانيا، وتشن حرباً باردة جديدة ضد الصين، وتسعى إلى الإطاحة بالنظام في إيران.

الأمل الأخير الأفضل للبشرية
ويقدم أوبراين ترامب الذي، مثله مثل رونالد ريغان، يسعى إلى إحياء القوة الأمريكية في الداخل والخارج. وينظر إلى الصين بوصفها التهديد الرئيسي لأمريكا، تماماً كما كان الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة. ولا يؤيد أوبراين ببساطة عقيدة ريغان «السلام من خلال القوة»، بل يتبنى هذه العقيدة، معلناً أنه تحت قيادة ترامب الحكيمة، يمكن لأمريكا أن تصبح مرة أخرى «الأمل الأخير الأفضل للبشرية».
وفي معرض مدحه لترامب، يرفض أوبراين فكرة أن الرئيس السابق يتبنى منطق الصفقات البحت، ناهيك عن الانعزالية بل هو على عكس ذلك تماماً، فإدارة ترامب، كما يزعم أوبراين، عززت حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن التحالفات في آسيا. ولم يكن ترامب يحاول إثارة استياء حلفاء أمريكا، بل كان ببساطة يلقي نظرة موضوعية على موقف أمريكا في الخارج، والذي أساء الرئيس باراك أوباما إدارته.
بعد أربع سنوات من حكم الرئيس جو بايدن، أصبح الوضع أكثر خطورة. يعلن أوبراين «هذا المستنقع من الضعف والفشل الأمريكي يصرخ من أجل استعادة السلام من خلال القوة على طريقة ترامب».
تعزيز القوة
 الأمريكية في آسيا
ويدعو أوبراين إلى تعزيز القوة العسكرية الأمريكية بشكل هائل في آسيا لمواجهة الصين، بما في ذلك بناء القوات المسلحة في الفلبين، وفيتنام، وإندونيسيا، فضلاً عن نقل سلاح مشاة البحرية بالكامل إلى المحيط الهادئ. وعلى واشنطن أيضاً أن تشن حرباً اقتصادية ضد بكين بفصل اقتصادها بالكامل عن اقتصاد الصين. ولفت أوبراين أيضاً النظر إلى ضعف خطير في الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط. فهو يحدد مصدر الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل في طهران. ووفق أوبراين، فإن العودة إلى حملة أقصى ضغط على إيران والشيك المفتوح لإسرائيل لسحق حماس من شأنها أن تؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة. ويكتب «يجب أن يكون تركيز السياسة الأمريكية في المنطقة على الفاعل الشرير المسؤول في نهاية المطاف عن الاضطرابات والقتل، النظام الإيراني». وعلى نحو مماثل، يشعر أوبراين بالتفاؤل بإمكانية إنهاء الصراع في أوكرانيا بسرعة ويقول: «نهج ترامب يتلخص في الاستمرار في تقديم المساعدات القاتلة لأوكرانيا، بتمويل من الدول الأوروبية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية مع روسيا، وإبقاء موسكو خارج التوازن بدرجة من العجز عن التنبؤ». كما يدعو أوروبا إلى قبول كييف على الفور في الاتحاد الأوروبي.

إنهاء الحروب الأبدية 
كيف يتقبل معسكر التقييد الذي يأمل أن يعيد ترامب توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري توصيات أوبراين؟ أوضح ويليام روجر، رئيس المعهد الأمريكي للإصلاح الاقتصادي ومرشح ترامب السابق لمنصب السفير في أفغانستان، أن أوبراين «صوت مهم في محادثات السياسة الخارجية الجمهورية». لكن روجر يدافع عن سجل ترامب في السياسة الخارجية بحق، خاصة تصميمه على تجنب بداية حروب جديدة وإنهاء «حروبنا الأبدية» في الشرق الأوسط». لكن روجر يبدي بعض التحفظات المقنعة عندما يتعلق الأمر بالصراع مع الصين. فهو يرى أن الصين التي تمثل التحدي الاستراتيجي الأكثر أهمية لأمريكا، لكن «الدعوات إلى الانفصال الاقتصادي معها ليست واقعية أو حكيمة. وستلحق الضرر بالمستهلكين والمنتجين الأمريكيين، وقد تساهم التعريفات الجمركية الضخمة أو الانفصال السريع جنباً إلى جنب مع إرسال جميع مشاة البحرية إلى آسيا، في تهيئة الظروف لصراع كارثي. إن نهجنا تجاه الصين يحتاج إلى أن يكون مصمماً بذكاء لصراع فريد من نوعه. وهذه العلاقة المعقدة، ليست رجعية وليست حرباً باردة ثانية».

البراغماتيون الجدد
ويرى كيرت ميلز، محرر مجلة «أمريكان كونسيرفاتيفز» أن أوبراين شخصية رئيسية في معسكر ترامب. ويشعر ميلز، الذي كان من أشد المدافعين عن أوبراين منذ فترة طويلة، بالتفاؤل بقدرته على تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية إذا انتُخِب ترامب لولاية ثانية. ويضيف ميلز «أوبراين هو طليعة البراغماتيين الجدد لترامب. وبعيداً عن انقسام الحزب الجمهوري، أو النظام العالمي، فإن الفريق الجديد سيعيد تشكيل القوة الأمريكية بانضباط من شأنه أن يربك منتقديها الدوليين. وسيكون ترامب رئيساً للسياسة الخارجية».

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot