علقت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية على الهجمات الصاروخية على مواقع أمريكية في العراق، معتبرة أن وكلاء إيران يضربون مجدداً في هذا البلد، ومحذرة طهران من رد أمريكي أكثر خطورة إذا استمرت الهجمات. وقالت في افتتاحيتها إنه في ما كان يمكن أن يكون خبراً بارزاً لولا نفشي كورونا، أطلقت ميليشيا إيرانية الأربعاء صواريخ على قاعدة تدريب عراقية أودت بجنديين أمريكيين وجندي بريطاني، وأدت إلى جرح 14 آخرين. وحذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر صباح الخميس من “أنكم لن تقصفوا قواعدنا وتقتلوا وتجرحوا جنودنا وتنجوا بفعلتكم”، مضيفاً أنه تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شأن الرد.

وفي وقت لاحق ذلك اليوم، نفذت القوات الأمريكية ضربات محددة ضد خمس منشآت لتخزين الأسلحة مرتبطة بكتائب حزب الله العراقي. وأفاد البنتاغون أن الهجوم المضاد “سيقلص كثيراً” قدرة الميليشيا المدعومة إيرانياً من تنفيذ هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف. ولفتت الصحيفة إلى أن التوقيت مهم. فبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وسط احتجاجات، سحب المرشح محمد توفيق علاوي ترشحه للمنصب في وقت سابق هذا الشهر. ومع استمرار خطر الإرهاب استمر، ومقتل جنديين أمريكيين آخرين هذا الأسبوع في شمال العراق، خلال مهمة ضد فلول داعش، تريد إيران استغلال عدم الاستقرار في العراق وتوسيع نفوذها في الإقليمي.

وأضافت الصحيفة أن إيران ربما كانت أيضاً تختبر التزام أمريكا الرد وسط تفشي فيروس كورونا وخفض لقواتها في المنطقة. فبعدما أرسل الرئيس دونالد ترامب آلاف الجنود الإضافيين إلى المنطقة بعد قتل الجنرال قاسم سليماني، سحب الجيش الأمريكي نحو ألف جندي من الكويت في الأسبوعين الأخيرين، ويستعد نحو ألفين آخرين للمغادرة قريباً.

وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تواجه أزمة تفشي كورونا على أراضيها، ويمكن لأسيادها الإرهابيين أن يحققوا بعض المكاسب من مقتل جنود أمريكيين في العراق. ورأت أن الرد الأمريكي كان مهماً وضرورياً لتوجيه رسالة ردع ضد مزيد من هجمات كهذه. وحذرت من أنه إذا واصل النظام الإيراني قتل أمريكيين باستخدم وكلاء، سيكون على ترامب التفكير في رد عسكري أكثر خطورة.