بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية
الأرشيف الوطني ينظم محاضرة عن بعد في دور رمضان في ترسيخ العادات والتقاليد وآداب السنع
في إطار الدور الوطني الذي يؤديه الأرشيف الوطني على صعيد تعزيز منظومة الأخلاق والقيم في المجتمع لما لها من دور في بناء الأمم وتشييد الحضارات الإنسانية، نظم الأرشيف الوطني بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية محاضرة بعنوان “رمضان وجماليات الثقافة الإماراتية”، قدمتها الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف الوطني، عبر تقنية التواصل عن بعد Instagram Live.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن الحملة الاجتماعية الرمضانية عن بُعد “استبشروا” التي تنظمها مؤسسة التنمية الأسرية تحت رعاية كريمة من أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله.
تحدثت مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني في هذه المحاضرة عن المجتمع الإماراتي وتمسكه بعاداته وتقاليده، وحرصه على الحفاظ على تراثه وهويته الوطنية، وهو ما يظهر جلياً فيما يخص العادات المرتبطة بهذا الشهر الفضيل الذي له أساسياته القِيَمِيةُ في الوقت الحاضر عما كانت عليه في الماضي – بصرف النظر عن المرحلة الحالية حيث يخضع المجتمع الإماراتي لإجراءات احترازية للوقاية من وباء كورونا الذي يجتاح العالم - وتحدثت المحاضرة عن مظاهر فرح الصغار، والتكافل الاجتماعي، وصلة الأرحام، والدفء والتسامح الذي عهدناه في هذا الشهر المبارك، وقالت: يمتاز شهر رمضان بممارساته الخاصة، والاستعداد لاستقباله يبدأ فعلياً في منتصف شهر شعبان، وتمتاز ليلة النصف من شعبان بطقوسها التي لها مكانتها الاجتماعية في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، وينتظرها الأطفال لما تنشره من البهجة في احتفالات (حق الليلة)، واستعداداً للشهر الفضيل تبدأ مرحلة التسوّق، وشراء الأواني بكميات كبيرة تتعدى الاستخدام الشخصي إلى مشاركة الجوار والمحتاجين بوجبات الإفطار اليومية، وهذا دليل على التكاتف الذي يتضاعف في هذا الشهر الكريم. وفي أول ليلة من ليالي رمضان كان مدفع رمضان يطلق طلقة واحدة بعد التحقق من رؤية الهلال، فيهرع الناس لأداء صلاة التراويح ، ويتبادلون التهاني بحلول الشهر المبارك، ويداوم الناس على صلاة التراويح ويصطحبون أبناءهم إلى المساجد، وإلى المجالس الرمضانية العامرة بالذكر، والتي يتلقى فيها الأبناء بشكل تلقائي عادات وتقاليد الآباء والأجداد، وآداب السنع الإماراتي، ويتميز شهر رمضان في الإمارات بأن لياليه تضج بالحياة، فتتغير الحياة العادية للناس؛ فقبل أن يؤذّن المغرب تستقبل الخيام الرمضانية المنتشرة الأصدقاء والأقارب والزوار على وجبات الإفطار، وتفرش الشوارع بالموائد، وتتبادل البيوت أيضاً وجبات الإفطار، وفي ذلك كله ترسيخ للعادات والتقاليد التي نفخر بها في المجتمع الإماراتي.
وأشارت مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني إلى الطاقة الإيجابية التي يشحن بها هذا الشهر النفوس، والتي تجعل الفرد يخرج منه وهو أكثر إقبالاً على الحياة وعلى الإخلاص في العمل من أجل الوطن وأبنائه.