تطبيقاً للتدابير الاحترازية، وحرصاً على صحة الرواة وكبار المواطنين وسلامتهم
الأرشيف الوطني يواصل جهوده عن بُعد لإنجاز الجزء الثاني من كتاب (ذاكرتهم تاريخنا)
يواصل الأرشيف الوطني جهوده من أجل إصدار الجزء الثاني من كتاب “ذاكرتهم تاريخنا”؛ إذ دأب المعنيون في قسم التاريخ الشفاهي ودراسات الأنساب عن العمل عن بُعد في هذه المرحلة من أجل إنجاز الجزء الثاني من الكتاب المذكور.
ويجمع الجزء الثاني من الكتاب مرويات شفاهية لعددٍ من الشخصيات الملهمة والمؤثرة في صنع التاريخ الإماراتي منذ حقبة الغوص حتى قيام الدولة في 1971 .وتعتبر رواياتهم الغنية بالمواقف والذاكرة الحية تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني، ففي ذاكرة الكنوز البشرية ما يثري ويوثق ذاكرة الوطن ويعمق فهم الأجيال الناشئة بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم و بمفردات لهجتهم المحلية لتعزز عناصر الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة، ومن المقرر أن ترِدَ العديد من الروايات الشفهية التي سيقدمها الجزء الثاني لقرائه على لسان 22 راوياً وراوية، رتبت أسماؤهم أبجدياً، وهم: إبراهيم موسى حسن محمد الزعابي، إبراهيم محمد بالقطري المزروعي، بخيت سالم ذيبان المنصوري، حمد بن حمدان حميد المطروشي، خصيبة محمد سيف فارس المزروعي، خليفة خميس إسماعيل جمعة المعاصمي، د. زكي أنور نسيبة، راشد بن هميلة المزروعي، رفيعة محمد عبيد سيف الخميري، سالم جمعة سالم الروم، سالم محمد الشمطي الكتبي، سيف راشد الدهماني، صالح أحمد محمد حنبلوه الشحي، سلطان مراد علي الجوكر، سهيل عبد الله سريع المزروعي، عبد الله محمد المسعود المحيربي، عبيد محمد غنّام الهاملي، محمد بن سعيد الرقراقي المزروعي، محمد بن يعروف المنصوري، محمد على سيف النايلي الشامسي، محمد عيسى محمد المهيري، ناعمة حمد علي سلطان العرياني.
ويلاقي الأرشيف الوطني تجاوباً كبيراً من قبل الرواة وكبار السن في التعاون عن بُعد من أجل توثيق مقابلاتهم، وهم يعتمدون على تقنيات التواصل الرقمي المتطورة التي تفيد في التواصل وشرح المفردات وتوضيح كل ما هو غامض للباحث وتوفير الصور والمقتنيات المتعلقة بمواضيع البحث.
ويأتي تعاون الأرشيف الوطني مع الرواة وكبار المواطنين عن بعد؛ عبر وسائل التواصل تنفيذاً للتدابير الاحترازية الهادفة لتحقيق أعلى مستويات الوقاية من كوفيد19، واستجابة للتوجيهات الحكومية وتعليمات منظمة الصحة العالمية في مراعاة التباعد الاجتماعي ولا سيما بما يخصّ كبار السن وهم الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة.
ويعدّ كتاب “ذاكرتهم تاريخنا” أحد أهم إصدارات الأرشيف الوطني وسيضم الجزء الثاني منه – كما الجزء الأول- عدداً من المقابلات مع الرواة والمعمرين وكبار السن الذين سردوا بعض الحكايات والقصص والمجريات التي تشير إلى الفضائل التي كان المجتمع الإماراتي يتمتع بها.
ويقوم الأرشيف الوطني برصد المزيد من المرويات الشفهية التي توثق جوانب من ذاكرة الوطن، وبذلك يدوّن محطات مهمة من تراث الإمارات العريق من العادات والتقاليد، وآثار الآباء ومآثر الأجداد التي تعزز الهوية الوطنية.
ويتابع المختصون في قسم التاريخ الشفاهي بالأرشيف الوطني تفريغ التسجيلات الخاصة بالمقابلات، ثم تدوينها بلغة عربية سهلة واضحة، مع الإبقاء على الألفاظ والمصطلحات العامية في مجتمع الإمارات، وشرحها وتفسيرها في حواشي الصفحات، ولما كان التاريخ الشفاهي من المصادر المهمة للأمة التي تُعنى بتاريخها فقد اهتم الأرشيف الوطني بجمعه وحفظه، وتدوينه في إصداراته التي تتيح للباحثين النظر في الأحداث الماضية نظرة عصرية ويتمعنوا في معطيات التاريخ ويسلطوا الضوء عليها بشمولية ومصداقية.