مؤسسة العويس تطرح للنقاش الرواية الإماراتية بعيون النقاد والمبدعين على مائدة البحث في معرض الشارقة للكتاب
نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مساء يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2024 ندوة بعنوان “الرواية الإماراتية منذ التأسيس وحتى اليوم” وذلك في معرض الشارقة الدولي للكتاب شارك فيها كل من الدكتور شكري المبخوت والدكتور صالح هويدي والروائيتان صالحة عبيد حسن وريم الكمالي وأدارها الناقد إسلام أبو شكير.وقد طاف الدكتور صالح هويدي على عالم الرواية الإماراتية منذ نشأتها وحتى يومنا الحاضر مروراً بأبرز الأسماء التي ساهمت في تطورها، مرتكزاً على بعض الأسئلة مثل:
*السؤال عن واقع الرواية الإماراتية منذ نشأتها على يدي رائدها راشد عبد الله النعيمي في روايته (شاهندة) التي افتتحت مسيرة الرواية الإماراتية والموقع الذي تحتله على مستوى الفن والتاريخ، *السؤال عن موقع الرواية الإماراتية في عقودها الأولى بين الرواية الخليجية عامة.
* السؤال عن واقع العلاقة بين نشأة الرواية الإماراتية والسياقات السوسيوثقافية والبيئة الاجتماعية والاقتصادية الحاضنة لها آنذاك، وعلاقة كل من نظام التعليم وطبيعة المجتمع الطبقية ووسائل الإنتاج التي سمحت أو عرقلت ظهور الرواية،
وفي ورقته تعرض الدكتور شكري المبخوت إلى الترابط بين البحث عن الهويّة الفردية والسعي على بناء الهويّة الجماعيّة في نموذجين من الرواية الإماراتيّة. “يوميّات روز” لريم الكمالي حيث تمتزج المعاناة الفرديّة في واقع اجتماعي وقيميّ مكبّل مع بوادر تحوّل اجتماعي عبّرت عنه البطلة بروح التمرّد والتوق إلى التجاوز. ورواية ميسون صقر “في فمي لؤلؤة” بعودتها إلى حياة الغوّاصين المغبونين قبل اكتشاف النفط وما انجرّ عنه من تفكّك لعالم قديم وولادة عالم جديد مختلف.
وقالت الروائية ريم الكمالي في شهادتها:
«بدأتُ بكتابةَ الرسائلَ أبادلُ نفسي بها، وأجيبُ عني، وأشكرُ طرفي في رسالةٍ أخرى، خلال تلك المرحلةِ الابتدائيةِ، حين كنتُ أنقبُ عن الآخرين خيالاً بالتمرينِ في كتابةٍ، نعم كنت أكتبُ، فما هي الكتابةُ يا تُرى؟ ولماذا أكتبُ، وعمّن أكتبُ؟ ولمن؟ وكيف تخرجُ مني رسائلُ مطولةٌ إلى مجهولين ومعروفين. كانت مجردَ كتاباتٍ لا تلبي شيئاً سوى ما في خيالي. نعم أكتب، ولكن عن أيِ هدفٍ أبحثُ في الكتابة؟ ولمن عليّ إطلاقُ العنانِ؟ ومتى؟ كانت رغبتي بالكتابةِ شديدةً، دون أن أعرفَ نوعَها، وكنت على ثقٍة بأن كلَّ ما أكتبُهُ في دفاتري السرية لا يَعنِي العَالمَ، بل لي وحدي. كنت أقرأُ الأدبَ، وأعيُد قراءةَ النصوصَ الأدبيةَ مراتٍ، بصوتٍ وبهمسٍ وفي قلبي وكأنَّ النصَ سرُ خطيرٌ، كنتُ أقرأُ بشتى الطرق لأصنعَ مني قارئةً مؤهلةً لتكَتُبَ...»واختتمت الندوة مع الروائية صالحة عبيد حسن بشهادة جاء فيها السؤال الأبرز:« هل اختلفت سلطة المجتمع وما تستطيع أن تفرضه تلك السلطة على عموم أفراده وفئاته، وكيف تتفرع تلك السلطة لتذهب إلى كافة ما ينتجه أفراد المجتمع إبداعياً وبالتخصيص هنا.. حيث نذهب إلى ما ينتجه أولئك الأفراد في فن الرواية وكيف تتفاعل مجتمعاتهم مع ذلك؟ «ودارت شهادتها في فلك عنوان لافت “ الرواية والمجتمع وصخرة سيزيف الأبدية ـ تأمل في واقع الرواية في الخليج والإمارات وتفاعلها مع المجتمع منذ التأسيس وحتى اليوم»وكانت الندوة مفتاح حوار وأسئلة غنية أعطت المزيد من القيمة على هذه الندوة التي ستُطبع أوراقها في كتيب يعود بالفائدة على الدارسين والمهتمين.