مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com



اكسبو التحديات " نهلة خرستوفيدس /كاتبة "
باقٍ ايام قليلة على إكسبو ٢٠٢٠  إنجاز وتحدٍ جديد لخيول الأفكار والابتكارات التي لا نهاية لها مع أمة عرفت قدر نفسها كل يوم تصنع تاريخا ومجدا جديدا، كلنا في انتظار وترقب مستمر نقف على أطراف أصابعنا ودقات قلوبنا تتسارع  تتمنى أن ترى جمال العقول النقية وصناعة الحلم وتحقيقه على أرض صلبة، كل يقف وقفة رجل واحد ترابط ومحبة بين الإمارات السبعة تنقلنا لمحطة كبري ونقلة نوعية على أجنحة النور وبقفزة الزانة سوف تصل للمركز الأول في الإبداع ورسم مسار أفضل للإنسانية والتعرف على أصحاب الرؤى الاماراتية الأكثر إيجابية مع تواجد أكثر  من ٢٠٠ دولة ومنظمة دولية مشاركة في الفعاليات وكل دولة لها جناحها الخاص ، وتوافد الملايين من الزوار من جميع أقطار العالم مع تأمين بيئة آمنة ومريحة ، سوف ترسخ مجهودا ضخما  وتضع بصمة جديدة لمستقبل اقتصادي وسياحي واستثماري لتجسيد شعار (تواصل العقول وصنع المستقبل).



الدبلوماسية الافتراضية  " سحر الألفي /كاتبة "
 طارت وتأرجحت بالأفق مؤخرا حزمة من المناصب الدبلوماسية المسميات المزيفة الوهمية فاقدة الهوية، وغالبا لا يتسم حاملها بأبسط ما تحمله معانيها، والتي استخدمها للتربح بوضع لقب براق لامع يسبق اسمه، وهم السفراء الجدد سفراء السلام والايجابية  والسعادة، وغيرها، فمطبخ المسميات ما زال يعمل بالخفاء ليتحفنا كل يوما بلقب جديد، فربما يخرجون علينا قريبا بسفير العامية لطالما استوقفني هذا اللقب الذي يحمله الكثيرون من الأشخاص، ولا أعلم من نصبهم ولا من أطلق عليهم هذا المسمى وبأي مناسبة ولأي سبب، فهناك مناصب حقيقية بنفس المعاني تابعه لبعض منظمات الأمم المتحدة وبعضها محدودة جدا ويمكن الاستعلام عنهم بالاسم أو رقم العضوية من خلال الأمم المتحدة نفسها، ولكن الغالبية على الساحة العربية تابعة لطرف غير معلوم وكأنهم نصبوا في عمق الظلام، فوضى الأسماء والألقاب مبارزة بتفاخر والتباهي، هذا سفير للإيجابية وآخر للسعادة، فلا هذا إيجابي ولا يدعو لها ولا ذاك باعث للسعادة، بحثت عنهم في محركات البحث فلم أجد ما يطفئ شغفي لاكتشاف الحقيقة والمعرفة والإجابة عن تساؤلاتي ، ولكني أيقنت أنها فقاعة وحتما ستنفقع  قريبا وكما يقال "ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع"  وبالمناسبة كنت أظنها مثلاً أو مقولة وبحثت عنها فعرفت أنها بيت من قصيدة منهوك الرجز وهو البيت الذي حذف ثلثاه وبقي ثلثه وأكثر ما يأتي في بحر الرجز في قصائد ةإبداعات الشافعي وجاءت ضمن سياق جميل وعميق،  فالإمام العالم القرشي كان سفيرا "حقيقيا"  للكلمة الصادقة والعلم الذي ينتفع به وتقول الأبيات :
(حسبي بعلمي إن نفع
ما الذل إلا في الطمع
 من راقب الله رجع
 عن سوء ما كان صنع
 ما طار طير وارتفع
 إلا كما طار وقع).
والسؤال هنا هل يمتلك هؤلاء علما ينفع ؟ أو أنهم ينطبق عليهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ) .
صدق الشافعي حين قال: (ما الذل إلا في الطمع)، كم هم أذلاء بعيدا عن مناصبهم الوهمية، وحتى يتحول مسارهم ويراقبوا الله أو يقعوا تحت طائلة الرقابة القانونية يجب أن ننتبه جميعا ولا توهمنا تلك الألقاب فهي تمنح ضمن برنامج استثماري تجاري بحت للأسف يتم توريط شخصيات مهمة فيه،  بالوقوف لتسليم شهادات ومسميات وألقاب لا يعلم ما فحواها، فتنسب إلى فلان أو جهة ما في حين يكون نفَذ النصاب خطته وأخد المال وترك أسماء مزيفة لا ينتسب حاملها إلى سجلات المجد بل يزيد صاحبه شبهات وفقداناً للمصداقية.
ربما يراني البعض متحاملة عليهم ولكني حتى هذه اللحظة لا أجد تفسيرا لتلك الظاهرة، الكل يعلم أن هناك نشاطا غير قانوني في استثمار الأموال، أما في هذه الحالة تعد غسيلاً للسمعة بالحصول على هذه الألقاب بطرق ملتوية وغير رسمية كما تغسل الأموال بطرق غير شرعية، وبالرغم من القوانين الكثيرة الملزمة والمنظمة لمنح هذه الألقاب إلا أنها عابرة للقارات فتمنح ببلدة ما وتطير عبر البريد ووسائل التواصل مسافرة على أجنحة الكذب حتى تستقر على بروفايل أحدهم فجأة في غفوة من الزمن،  أتمنى أن يتم إيقافهم عند حدهم والحد من هذه الظاهرة السلبية التي تظلم وتسيء إلى الفئة الدبلوماسية الحقيقية التي تمثل وجوها مشرقة لدولها.



إطلالة صباح "  ميرا علي /كاتبة "
تنجلى هذه الحياة وتنكشف مع كل إطلالة صباح ، وإشراقة شمس حيث تتجدد فيها خيوط الأمل ببيارق العطاء لتطال كل المتفائلين بأنه يوم من أيام الله الذي قال عن نفسه فيه بأنه : (كل يوم هو في شأن)، مما يعني بأننا تحديدا ونحن من نفخة روحه دون سائر المخلوقات بأننا أيضا في شؤون وتفكر دائمين، لذلك فنحن في تطور مستمر ، وهذا ما يميزنا عن بقية الكائنات .
وهذا كله قد يكون معروفا، ولكن هناك فئات من الناس يعتقدون بأنهم مسيرون ومقهورون في حياتهم فلا خيار لهم ، وهذه من أهم وأفظع الخيبات التي يقعون بها حين يقتنعون بذلك ، فهم ليسوا بأفضل حال من الزومبي أو الزومبو ، مجرد أجساد بلا روح تهيم ولا تلوي على شيء أبدا سوى أن لها يوماً تشرق فيه الشمس لتغيب، وتزهر فيه الأشجار في موسم لتغيب في موسم آخر ، الحياة لديهم هي أنها تأخذ كامل دورتها في كل شيء إلا هم ، وذلك لأنهم خارج الزمن خارج حدود المكان الذي تطور في دقه وجله ، إلا هم !! إنها ليست بسبب الجينات ولكنها مع الأسف أصبحت ثقافة نخشى أن تورث للأجيال اللاحقة فتكون جيناتهم هي القهرية ، وأنها المسيطر ، وهذه النوعية سيأتي عليها الزمان يوما فتنقرض، لأن الذين كانوا قبلهم بأحجام أكبر منهم لم يعيشوا ، وعلى الرغم من أنهم أصبحوا لمن هم من بعدهم ذهبا أسودَ ، إلا أنهم انقرضوا ولم يبق من سيرتهم سوى أنهم كانوا دينصورات عاشوا في الأرض تخبيطا وتخبطا وكفى.



عناصر المسرح " معاذ الطيب /مخرج "
‎المسرح هو أول نوع من أنواع الفنون والذي عرف منذ قديماً عند أغلب شعوب العالم، وكان له دور مهم في التأثير بالعديد من الفنون الحديثة، وخصوصاً المرتبطة في مجال التمثيل التلفزيوني، والسينمائي، ويعرف المسرح أيضاً بانه الفنُّ الذي يسعى لترجمة النص الورقي إلى مجموعة من المشاهد الواقعية، والحقيقية التي تعتمد على دور الممثلين في تنفيذها بشكل مباشر أمام الحضور (الجمهور) في قاعة المسرح، يرتبط العمل المسرحي غالباً بمجموعة من الفقرات التي يجب أن تستمر في لفت انتباه الجمهور للمسرحية أثناء عرضها، وكلما كانت المشاهد التمثيلية مقبولة من قبل الجمهور، كلما دل ذلك على نجاح الممثلين، وطاقم عمل المسرحية في توصيل الهدف الرئيسي من النص، ومن دلالات نجاح المسرحية تكرار سماع أصوات التصفيق من قبل الجمهور، وخصوصاً أثناء قيام أحد الممثلين بافتعال موقف على خشبة المسرح كالبكاء بتأثر، أو عند انتهاء المشهد المسرحي أو المسرحية.
يحتوي المسرح على مجموعة من العناصر، ومن أهمها: الإخراج لانه هو المحرك الرئيسي للعمل المسرحي، لذلك يعتبر العنصر الأول من عناصره، إذ يتحكم بكافة المكونات والتفاصيل الخاصة بالمسرح، ويطلق على الشخص الذي يعمل في مجال الإخراج مسمى (المُخرج)، فهو الذي يتابع العرض المسرحي قبل عرضه أمام الناس، ويعمل على توزيع الأدوار التمثيلية على الممثلين، ويحرص على توجيههم بالطرق المناسبة لتمثيل المشاهد المسرحية، من خلال الاعتماد على خبرته في الإخراج المسرحي، ثم يأتي بعده الديكور هو العنصر المادي من عناصر المسرح الذي يقبل التغيير أثناء العرض المسرحي، ويشمل الديكور كافة العناصر المركبة والتي يمكن نقلها، وإعادة تركيبها مجدداً، ويوجد الديكور عادةً خلف الممثلين أثناء أداء الدور المسرحي، أو على خشبة المسرح، مثل: قطع الأثاث، أو اللوحات، أو غيرها من العناصر الأخرى، ويجب أن يحتوي الديكور على كافة المكونات المرتبطة بطبيعة المسرحية، ثم يأتي الممثلون هم كافة الأفراد الذين يطبقون نص المسرحية بكافة تفاصيله من خلال الاستعانة بالحوار، وحركات الجسد، والأصوات، وغيرها من الوسائل الأخرى التي تساعدهم في تحويل النص المكتوب إلى واقعٍ حقيقي يتفاعل فيه الممثلون مع بعضهم البعض، اما عناصر المسرح المرتبطة بالمُمثلين، فهي: خشبة المسرح التي يقدمون عليها العرض المسرحي، والكواليس التي توجد خلف المسرح، حيث يجلس فيها الممثلون من أجل الاستعداد للخروج إلى الجمهور، ومراجعة أدوارهم التمثيلية، والتأكد من حفظهم للمشاهد التي سيقومون بتمثيلها.



الإعلام المدرسي " الشيماء محمد /خبير صحافة واعلام "
يحظى الإعلام المدرسي منذ نشأته في أوائل القرن الماضي في بعض الدول العربية التى بدأ فيها التعليم مبكرا باهتمام كبير، ولأن الإعلام المدرسي يعتبر واحداً من الأنشطة الحيوية التي لها تأثير إيجابي على القطاع التربوي، فردت له وزارات التربية والتعليم مساحة من اليوم الدراسي.
ومن أهداف الإعلام المدرسي غرس الثقة في نفوس الطلاب والطالبات، تنمية قدراتهم المعرفية من خلال برنامج الإذاعة المدرسية في مطلع كل يوم دراسي وقبل البدء في التحصيل التعليمي ودخول قاعات التعليم، اكتشاف مواهب مبكرة في للألقاء، معرفة مخارج الألفاظ والقراءة السليمة، منح الطلاب المتميزين في كتابة الشعر مساحة للتعبير عن موهبتهم، الاشتراك في إعداد البرنامج الإذاعي اليومي مع مشرف الإذاعة، بث روح المنافسة الإيجابية بين الطلاب والطالبات، بناء جسر من الجرئة على مواجهة الجمهور ، غرس الولاء والانتماء للأوطان، وعدم الانسياق خلف للفكر السلبي.
الإعلام المدرسي من أهم فرضياته بناء جسر بين الطلاب والمدرسة وأولياء الأمور، ومحاولة تأصيل الثقافة المعرفية وتطوير الذات وتنمية قدرات المتلقي وذلك من خلال قراءة آيات من الذكر الحكيم وحديث نبوي وتفسيره في مدة لا تتجاوز الدقيقتين، بالإضافة لقراءة أهم الأخبار من الصحف اليومية، وقراءة قصيدة لأحد الطلاب إن وجدت، فهذا البرنامج اليومي يحس الطلاب على المشاركة والمنافسة في التجويد من العمل والتميز فيه خاصة وأن الإذاعة المدرسية منبر مهم لتكريم الطلاب والإعلان عن المبادرات والمهرجانات الوطنية والمشاركة فيها.
يضم الإعلام المدرسي مهنة أخرى كالصحافة، وتتلخص في النشرات الأسبوعية ومجلات الحائط التى يزين بها قاعات التعليم والممرات ولوحة مخصصة في فناء المدرسة، وهذا الجانب أيضا يمد الطلاب والطالبات بروح الجد ولعمل داخل فريق ومنافسة بين الفصول، وغالبا ما تجرى المسابقات بين الجميع وتعلن النتائج.
ولأهمية هذا الجانب التربوي المشارك للمناهج استحدثت الدول العربية كليات تربوية مهمتها تأهيل كوادر من المعلمين لهذه الأنشطة الحيوية التى من شأنها تقديم محتوى اعلامي تثقيفي ومن بين هذه التخصصات المسرح الذي له الفضل في مسرحة المناهج وتقديم المواد الدراسية المعقدة في ابسط صورة.
فالإذاعة المدرسية من الأنشطة الواجب التركيز عليها في هذه المرحلة خاصة بعد عودة الطلاب للمدارس والحضور داخل أروقة الفصول والقاعات، ونكثف أساليب المعرفة لنعيد الطلاب لحظيرة العلم المباشر بعد فترة طويلة كان فيه التعليم عن بعد، ففقد الطلاب أشياء كثيرة منها المشاركة الحية مع رفقائهم ومعلميهم واكتساب مهارات على مدار اليوم الدراسي خارج نطاق التعليم منها الحوار والإلمام بالمعرفة العامة والاحساس بالمسؤولية وتقدير معنى الوقت وكيفية التعامل مع الأخر وضبط السلوك العام للشخصية، فالمرحلة تتطلب جهد وتريس من معلم الانشطة لإعادة تأهيل الطلبة بعد العودة.



المنافسات الرياضية " خالد سالم "
تشهد هذه الفترة انطلاق مسابقات الألعاب الرياضية واشتعال المنافسات بين مشجعي الأندية، ومن بداية الموسم نود أن ننبه بعدم التراشق بالألفاظ التي تعكر السلم المجتمعي بسبب الرياضة التي هي في الأساس تحث على الروح الرياضية والمودة والمنافسة الشريفة، لكن للأسف في الفترة الماضية شاهدنا بعض التجاوزات من جماهير أندية كبيرة ولها جمهور في الوطن العربي.
التشجيع السوي مسموح به وشيء جميل أن ينتمي الشخص إلى ناد رياضي ويكون بمثابة منفس قوي له، ولكن أن يتجاوز الروح الرياضية ويتحول التشجيع مع الوقت إلى عقيدة أو دين فهذا مرفوض في جميع الأعراف، من حق أي مشجع أن يدافع على ناديه ، وليس من حقه التقليل والتنمر بالآخر، ففي الحياة العامة الاختلاف حول موضوع لا يفسد للود قضية وتستمر الحياة، أما أن يصل التشجيع لمنافسة شرسة تتخطى اللياقة والأدب والاحترام فهذا ليس تشجيعاً وإنما شئ آخر ليس له اسم يليق به.
مهم جدا أن يلتزم الفرد باحترام الآخر ووضع الحدود الأخلاقية والمعايير الإنسانية التي تحد من التعصب، خاصة وأن البيت الواحد ينقسم إلى عدة اتجاهات في التشجيع، ويظل التنمر هو الحالة الأكثر خطورة على النسيج المجتمعي، الغريب أن الجمهور يتراشق بالضغينة ويتنمر بأصدقائه ومعارفه وزملائه وقد تصل بقطع العلاقات وفي نفس الوقت، اللاعبون يسهرون ويتوددون لبعضهم بعد انتهاء المباراة والمنافسة، لأن علاقتهم بالنادي علاقة مصلحة لا تتعدى كونها وظيفة إذا وجد عرضاً أفضل سيترك النادي وجماهيره التي كانت بالأمس تقطع علاقاتها بأحبابها من أجله، فمن أجل ذلك على الجمهور أن يحذر التعصب والتنمر مع بداية الموسم الجديد.



نقاط القوة عند الانطوائي " منال الحبال /إعلامية "
نحن نعيش في عالم تُستحب فيه الخاصية الانبساطية ويُنظر للانطوائية على أنها نقطة ضعف وأن الشخص الانطوائي يفضل البقاء في الخلف ويتردد في اتخاذ القرارات ويرهقه التواصل الاجتماعي،  لكن هل تعلم أنه في الانطوائية نقاط قوة تعوّض نقاط الضعف.
حيث يتميز الانطوائي بميزة التفكير العميق وغالباً ما يقضي جزءاً كبيراً من وقته منعزلاً يفكر بعمق بأفعاله ومواقفه وعلاقاته في الحياة وكيفية التعامل معها، صحيح أن الإفراط في هذا التفكير أمر خطير لكن إذا كان باعتدال فسيتحول مصدراً للقوة حيث أن عقل الانطوائي يعمل بطريقة مختلفة عن عقل الاجتماعي فهو يحلل المعلومات بعمق أكبر، والجانب المهم في طريقة تفكيره هو التمعن جيداً بطريقة حياته والتطلع إلى الأشياء التي يمكن أن تحدث في المستقبل. وقد يؤدي التفكير هكذا إلى القلق واجترار التوتر إلا أنه يعطي فرصة أكبر للتخطيط لحياة أفضل وبناء حيل واستراتيجيات معينة لتحقيقها وتطبيق هذه الخطة خطوة بخطوة بمنتهى الدقة لأنه يرتب كافة الاحتمالات التي يمكن للشخص الاجتماعي أن يتجاهلها. كما أن الانطوائي هو أكثر انتاجية في عزلته فهو يحتاج بعد فترة من التواصل الاجتماعي إلى وقت من الانعزال لاستعادة طاقته وترتيب أفكاره وهذه العزلة هي التي تنشطه وتمكنه من تحقيق انجازات مبدعة وخاصة في مجالات الفن والأدب، فمعظم الانطوائيين مفكرون وكتّاب وأدباء وفنانون وجدوا في ممارسة التدوين بمختلف أشكاله وسيلة جيدة لمراجعة ماضيهم واستخراج معنى منه لصناعة مستقبل أفضل.
كما يبرع الانطوائي في تقديم الذات حيث أن آلية تأقلم الانطوائي نابعة من رغبته في أن يكون مركز الاهتمام لذلك يبدع في إيجاد طرق للتعبير عن النفس بدلاً من التحدث وكثرة الكلام. ولأنه شخص دقيق الملاحظة يبقى في الخلف ليراقب بدقة ويتحدث فقط عندما يكون هناك سبب مفيد للكلام لأنه يؤمن بأن من يتحدث لا يعرف وأن النجاح يتحقق بالصمت لا بالثرثرة، ولديه عين دقيقة جداً ترى وتلاحظ ويحلل بشكل مفرط لأنه درب نفسه في عزلته على الجزئيات التي يتغافل عنها الآخرون. أما العلاقات فهي عميقة وطويلة المدى لأن الانطوائي مستمع جيد ينصت ويتلقى المعلومات عن الطرف الآخر ويسجلها ويصل بذلك لفهم أعمق للشخص الآخر ويعلم متى يدعمه ويتعاطف معه وينصحه أو يحذره ويدرك الظروف التي يمر بها ويتفهم ردود أفعاله لذلك تكون العلاقة صحيّة وقوية. وما يميز الانطوائي أيضاً هو التحرر والاستقلالية فهو يرفض أن يكون تابعاً ويرفض أن يكون اتكالياً معتمداً على الآخرين، فوجود الآخرين يتوقف عند حدود الإضافة الجيدة والمفيدة للحياة لكنه ليس أمراً مرغماً عليه. وغالباً ما يمتلك الانطوائي المهارات القيادية لأنه إنسان جدّي و دقيق يستمع ويراقب ويقوم بإعداد أفضل النتائج وهذه صفات القائد الماهر.
الانطوائية ليست مرضاً بل هي طبيعة بشرية لأشخاص فضلوا العزلة عن ضوضاء الحياة ورسموا دائرة ضيقة للمقربين منهم وصبوا جلّ اهتمامهم على التفاصيل التي تجاهلها البقية واتخذوا شعار التعلم بالملاحظة والحذر لتحقيق الكثير من النجاح والقليل من الفشل والعمل بصمت وترك بصمة خاصة بهم لا تُنسى.



مصباح حراري " محمد أسامة "
شكلت مواقع التواصل الاجتماعي وجدان الشباب المعاصر بشكل مكثف، وبطرق مختلفة منها الإيجابي حيث أنها مصدر من مصادر المعرفة والتثقيف وسرعة توفير متطلبات احتياجاتنا للكثير من أنحاء الحياة، خاصة وأن بها منافذ للكتب والروايات والأبحاث، بخلاف التعارف بشخصيات مهمة واعتبارية نستفيد منها في مجالات كثيرة واستشارات متعددة، وهناك جوانب تخص الوظائف والمهن وتنمية القدرات والإرشاد والتربية وتعليم والجوانب التربوية وتبادل الخبرات، كل هذه الايجابيات تصب في صقل المواهب والمعرفة والخبرة.
وبهذه المواقع الافتراضية حياة واقعية تشمل التسوق وإعادة التفكير في بعض الأمور المتعلقة مثلا بالديكور ودراسات الجدوى للمشاريع، فضلا عن تقارب المسافات بين المعارف، ففي السابق كانت المراسلات وتسجيل الصوت في شرائط كاست، أما اليوم ومع هذا التطور تلاشت أجهزة واندثرت وظائف بعينها مثل تبادل الرسال والمعايدات، والفاكس الذي أصبح في ذاكرة النسيان والتلكس والتلغراف، حتى بعض المهن البسيطة وفرتها هذه المواقع الاجتماعية بصور مبسطة جدا ساهمت في بناء جسور من المعرفة والتثقيف الذي كان يتطلب الكثير من الجهد والبحث في المكتبات وغيرها، غير التحقق من المعلومات والفتاوى ومتابعة الاحداث فور ها بالصوت والصورة.     
ومع تعدد كل هذه المميزات نجد السلبيات بقوة الصواريخ والزلازل والبراكين، فيبدو أن السلبية أكثر واستخدامها فاق حدود اللياقة، حيث استخدمها الكثير لفرض الوصايا وانتشار الكراهية وحس المجتمع على التقدير السلمي، فتبدا السلبيات من التصوير العشوائي لأشخاص بدون إذنهم ونشر ما يفعلوه ويمارسوه وهذا بدون رغبتهم ولا موافقتهم، والتنمر باللفظ والصورة واحيانا بالكلمات الجارحة التى لا تليق بأحد، فضلا عن نشر ادق التفاصيل عن الحياة من أحداث تبدو في مجملها أقل ما يقال عليها مسفة، ومن السلبيات الاجتماعية قللت من الزيارات الواقعية واكتفت باللقاء الافتراضي، حتى الابتسامة صات مكتوبة وهدايا عيد الميلاد ورد بلا رائحة وكعك بلا طعم ولا ملمس، ومع ذلك يحزن من لم يقدم له الهدايا على صفحته، ومن السلبيات أسف الراسل وضجره من عدم رد المرسل اليه على الرسالة وظاهر بأنه أون لاين، وكان شرطاً وواجباً الزامياً بالرد حتى ولو كان نائماً والهاتف متصل بالشبكة، المدهش أن رواد هذه المواقع يعتبرون من الصالحين الذين يمتازون بالخلق الرفيع والتضحية والمحبة.
كل من له صفحة صار ملاكاً مظلوماً في دنيا الوحوش، هو الصادق وغيره كاذبون، هو المظلوم وكلهم مذنبون ، لا نجد على المواقع من قتل وسفك وتنمر وفعل المنكرات، وأنهم جميعا ممن يسعون في الأرض بالسلام والمحبة ، فهم ليسوا من يحرضون ضد الأدية ولا ينشرون صورا لأشخاص بدون أذنهم ، هذه المواقع كالمصباح ينجذب إليه البعوض فيحترق، إذا تم استخدامها بصورة خاطئة صار الأمر محسوباً ومدوناً في ذاكرة الموقع يذكر بالوقت والزمن المحدد ليوم حدوثه، ويجعل مستخدمها يدمنها، فأقل من نصف ساعة يفتح المستخدم الهاتف ويبحث عن رسائل جديدة .
الطريقان واضحان، الأول فيه الانزلاق النهائي للهاوية وعدم التعامل بتميز واتخاذ السلبيات منهجاً، والثاني طريق المعرفة واكتساب المهارات والثقافة.