آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




عرس دولي " علي دوله /مهندس.. رجل أعمال "
  تزامن افتتاح اكسبو 2020 مع ذكرى قدومي لدولة الامارات الحبيبة، فهناك محطات في حياتنا قد تكون اختيارية وأحيانا إجبارية تحيدنا عن مسارنا المعتاد وتجبرنا على الدخول في منعطفات لسلوك مسارات أخرى ، قد تكون العوامل وراء ذلك إما عوامل دنيوية من بشر أو عوامل طبيعة أو عوامل ربانية مسببة من الله سبحانه وتعالى .
كان لأبناء هذه الأمة كل الفخر والأمل بمستقبل باهر وأمجاد تسطر عبر التاريخ، فانطلاق اكسبو ٢٠٢٠ دبي يعتبر الحدث الأهم عالميا وإقليميا ومحليا، لما له من تأثير على حياتنا وتعاملاتنا وأثره على حضاراتنا، التي قوامها التقدم والتنمية والتطور .
أما اكسبو 2020 فله الأثر الأكبر على تغيير أنماط حياتنا اليومية والعملية، شاهدت بعيني اليوم تزايد أعمال الديكور للمحلات وتزيينها بتصاميم جديدة لم أعهدها من قبل وكذلك تطوير وإعادة إحياء الأبنية والمحلات القديمة، لكن على أنماط هندسية حديثة باعثة الفرحة والبهجة في القلب، ومن هنا تبدأ أنماط التغيير في طريقة التفكير المهني يتبعه المعيشي والفكري.
 مباركة يا دبي، مباركة دولة الإمارات بحكامها وشيوخها وشعبها العالم والمطلع على كل تطور وحداثة على مستوى العالم، أهلا برياح التغيير للأفضل، وأهلا بالإنسانية في بلد العدل والسلام.



إكسبو دبي 2020  " عاطف البطل /كاتب صحفي "
هذه هي الإمارات تبهر العالم من جديد في حدث استثنائي فريد، حيث افتتاح إكسبو 2020 في دبي ، والذي أبهر الجميع ؛ لتؤكد الإمارات المرة تلو المرة أنّ العرب قادرون على تحقيق ما يظنه الآخرون مستحيلا في دولة اللا مستحيل، فهنا في الإمارات يجتمع العالم من جديد في أول مرة بعد جائحة كوفيد19، ليبدأ العطاء الإنساني من جديد عبر تواصل العقول مرة أخرى من أرض الإمارات لما فيه الخير للإنسانية جمعاء .
إن الإمارات الخيّرة النيّرة وهي في عام الاستعداد للخمسين تباهي العالم بما تنجزه على أرض الواقع من منجزات عظيمة، شهد بها القاصي والداني؛ لتكون نموذجا يُقتدى به في سائر الدول، لا ينكر ذلك سوى جاحد أو حاقد، خمسون عاما سوف تمر على الاتحاد بكل ما فيه من البشر والشجر والحجر، حيث ينطق الحجر، ويهمس الشجر في أذنيك قائلا لك: أنت في بلد زايد الخير، فرحمة الله عليه فعالاً ورحمة الله عليه مقالاً،  أما البشر فلهم ألف حكاية، إذا استمعت لها فلا تمل، وإذا أنصت فلا تكل، ولسان حالك يقول: هل من مزيد، فمنهم حكّامُه الذين يصنعون تاريخًا حافلًا بالمنجزات في شتى الميادين؛ ليشهد لهم التاريخ بأنّهم سطّروا المجد بأحرف من نور، إذ أخلصوا لأوطانهم، فأخلص لهم المواطن والمقيم على أرضهم الطيبة.
لقد شيّدوا مدنًا من التعايش والتسامح الإنساني يندر وجوده، فكانت لهم سياجا قويا، وحصنًا منيعًا ضد الشر وأهله، فلا عجب ولا غرابة إذا اهتزت الكلمات، وهتفت الأغنيات تشدو بهم حبًا واحترامًا، فالكل هنا يشارك بإخلاص في مسيرة الاتحاد ونهضته لأن حب الاتحاد يتربع على قلوب الجميع، فباتوا يرددون بلسان واحد: عاش اتحاد إماراتنا.
وعندما تنظر حولك في وطننا العربي بل في العالم كله، تجد للإمارات العربية أثرا خيّرا، و علامة مضيئة تنير دروب العطاء والتسامح والإنسانية، ورحم الله حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس، نادرة زمانه وأعجوبة عصره، وبارك في أبنائه البررة خير خلف لخير سلف وجميع حكام الإمارات.



على أعتاب أكسبو 2020" سحر حمزة/كاتبة "
كم كانت عروض الافتتاح لمعرض أكسبو 2020 مبهرة وعجيبة في الوصل في طريقة عرض تصاميم لوحات مبتكرة ،وتجهيزات فنية إبداعية قدمت بسواعد بشرية إماراتية عربية وأجنبية مبدعة متميزة ،منفردة ، وكم كان شغف العالم كبيرا  لمتابعة الحدث عن قرب عبر الشاشات الفضية في كافة الدول وشاشات العرض في المواقع الإلكترونية ولوحات الطرق داخل أرجاء دبي وخارجها ، لما فيه من حسن تنظيم ،ودقة مواعيد وحداثة المراسيم التي تم فيها استقبال الملايين بليلة واحدة كي يتابعوا، وعروض الدول المشاركة  من كافة أنحاء الكرة الأرضية بقاراتها السبع واتساع رقعة مساحات دولها التي تنافست لتعرض أفضل ما لديها ، وبمشاركة 192 دولة حول العالم بكل ما يقدمونه ويعرضونه من خلاصة تراثياتهم ونتاجهم الفني والحضاري ومنجزاتهم في كافة المجالات.
نعم كان حلماً وقد تحقق بالرغم من تحديات جائحة كورونا ،وبالرغم مما عانى منه العالم من تداعيات هذه الجائحة ،نعم لقد أثبتت الإمارات حرصها على أن تكون على قدر أهل العزم باقتدارها على جذب السياحة وعشاق المغامرة والباحثين عن الاستثمار الآمن في ظل رعاية ومتابعة قيادة الواعدة الشابة الحكيمة الرشيدة التي تعمل بعين ثاقبة وبرؤى شيخ رحل مخلفا وراءه خلفا صالحا يترجمون رؤيته وحلمه بتأسيس الاتحاد بجهود وسواعد أبنائه الأوفياء وكل من وطأ أرض الإمارات بحب وشغف وولاء ولهفة على أن تكون الإمارات أشرعة قارب حياته ومنطاده للصعود للقمر والمريخ .
إنها الإمارات التي حولت هذا الإكسبو العالمي إلى قصة نجاح منفردة حين أضاءت دبي خلال تدشين الحدث بكافة تفاصيله كافة مناطقها ومعظم أرجائها ومن حولها بل كافة مناطق الإمارات بأصداء هذا الحدث التاريخي الذي يحدث لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
أثبتت الإمارات قدرتها على استقطاب العالم إليها بتحقيق أحلام المبدعين الطموحين ممن يأتون إليها ، نعم إنها دبي الحلم يا سادة ، وإن الهدف هو الوصول إلى الإمارات الحضن الدافئ والآمن من أجل الاستقرار والعيش الكريم لهذا نحبها بشغف ولهفة ، ولهذا نختارها دون دول العالم لنستقر بها ونحيا على أرض السلام والتسامح والمحبة .
ومن خلال شعار «إكسبو 2020 دبي» «تواصل العقول وصنع المستقبل»، ودوره في نشر ثقافة استشراف المستقبل وتعزيز الوعي بالفكر المستقبلي، فإن الشعار بذاته قصة نجاح جديدة، تكمن في بحث الإمارات وجهودها في إيجاد آفاق مستقبلية، تضمن للشعوب والدول رؤية متكاملة تقدم تصورات واضحة للقضايا الأكثر تأثيراً على حياتنا وعلاقاتنا وابتكار الآليات المناسبة للتعامل معها، والعمل على فهم أفضل للعالم الذي نعيش فيه والاستعداد لاحتمالات أكبر بتكوين تشكيلات جديدة من الشراكات والتحالفات لصنع مستقبل آمن.
هذه هي رؤى استشرافية لمستقبل واعد وتحقيق المزيد من قصص النجاح المشهود لها عالميا عن الإمارات عام وعن دبي بشكل خاص .
ونحن هنا نتابع ونتواصل ونترقب المزيد من الإبداع والتفرد والندرة في كل شيء في إمارات الحب وإمارات التميز ودبي التي تحقق أحلام الجميع بعطائها وجهودها التي تعانق السماء.



مذكرات " الشيماء محمد /خبير الإعلام وصحافة "
صفحات بيضاء وبعض الأوراق المتناثرة في حقيبة سوداء قابعة في خزانة متهالكة من أثر الزمن، تحتوي على حروف وكلمات وجمل كتبها قلم طواعية لأنامل تقبض عليه وهي تئن من الوجع، كلمات تركتها خلفها لتكون سيفاً بتاراً في قلب نابض، وشوكة متينة في حلق يكذب عليها أو يدعي شرفاً لم يصنعه، كلماتها بمثابة وعد ورسم طريق حافل بالقصص والرؤى لمن ادعى المحبة والوفاء والإخلاص وكان منهم براء.
توقف الزمن حين أعلن رحيلها وطوى صفحاتها الناصعة، رحلت بعد عناء لبث طويلاً مع فيروس لا يرحم، فيروس خفي يعبث فقط في النفوس ويلملم شتات الماضي وينحت حكايات الرحمة والرأفة في قلوب صافية، فالأم حين تصبح صديقة تتفتح زهور الكون، فهى الشجرة ذات الظل الممتد والنهر الذي لا يجف، والسماء التي تتلألأ بالنجوم، هي الطريق الممهد بالجمال والحسن، فعندما ترحل تخلف من ورائها فراغاً كبيراً وبرداً قارساً يتغلغل في الجسد، تترك فراغاً مخيفاً وتنسحب الضحكات وإن وجدت فضحكات انتزعت منها الروح وأغلق عليها القلب، ضحكات باهتة تصدر من فراغ داخل البدن وكأنها طبلة جوفاء تصدر صوتاً معبراً بلا رغبة ولا اطمئنان.
خبر رحيلها أصفاد كبلت الألسن، ودموع تنهمر بلا توقف،  وشريط طويل من الأحداث والمواقف يمر أمام العين، كل ما كان من أحداث بعيدة جدا قد تصل ليوم الإدراك الأول ومعرفتي بها وأول كلمة نطقت أسمها فيه، مرورا بدعمها وحرصها على التعليم وجلسات النادي والألعاب ومداواتي حين المرض وابتساماتها حين اتفوق وهمسها بالحكايات قبل النوم وبكائها حين يكسر خاطرها وتحتضني بقوة عند اللقاء والفراق، كانت السند والجدار المتين وجسر المحبة.
فاز من جبر خاطرها ودونت اسمه بحروف من نور، وقد خاب من خطت يدها كلمات ذكرت فيها أنينها وأمها منه، كتاب دونت فيه حكاياتها وقصائد أشعارها، ولم تدون تلك القلوب التي أحبتها  وحزنت عليها، أسر متعففة وأيتام وأرامل كانوا خارج المذكرات لكنهم كتبوا آخر سطر في الحكاية وأعلنوا أنهم ضمن حكاياتها الطويلة، حضرن مراسم الرحيل وقصصنا مواقفها النبيلة فكن بين الحزن والفرح بين الأيمان بعشقها للخير والإسراع لفعله، وبين الحزن إننا لم نفطن لهذا النبل والجمال.



اخشى الوحدة " محمد أسامة "
عندما يغلق الباب ويتلاشى صوت الأقدام من على الدرج، ألتزم مكاني على السرير وكل احتياجاتي بجواري ، من طعام وشراب وريموت التليفزيون، وتبدأ رحلتي اليومية مع الحياة الافتراضية، أقرأ الأحداث من خلال التابلت وأطالع مواقع التواصل الاجتماعي بشغف، وأتفاعل مع القصائد وأنقدها ويأتيني الرد بالإطراء فأفرح، لم أعد وحيدة بل لدي من الكتاب والأدباء أصدقاء نتبادل حروف اللغة، ونتعاون في نشر أفكارنا، لكنني أخشى الوحدة كثيراً.
كان البيت في السابق يعج بالأصوات والأنفاس الدافئة، ولم أشعر يوما بمعنى الوحدة إلا برحيل الكل إلى بيوتهم وإنشاء حياة أخرى وطرق جديدة، واليوم وبعد هذا الزمن الطويل الذي لم أهب فيه الحروب ولا العمل الشاق وتربية الأبناء، والدخول في معترك الحياة بقلب جريء لم أكن أتخيل أنني أخشى الوحدة بهذا الشكل المرعب، تساءلت لماذا أخشى الوحدة وقد عرفت عني البطولة والقوة والصرامة، ولم أجد إجابة، أكنت أخشى الموت وحيدة، ولا يعرف أحد بموتي إلا بانبعاث رائحة جثتي، ربما لهذا السبب كنت أخشى الوحدة، أو ربما كنت أبحث بداخلي عن الأمان المفقود فتحول إلى خوف عام ولم أجد ما أخاف منه إلا الوحدة.
يقال: إن الوحدة تدعو للاستجمام والبعد عن الناس غنيمة، لكن أوكد - لكل من يظن هذا الظن - أن الوحدة مميتة، وإلا ما كانت عقاباً في السجون، الوحدة غول متوحش لا يرحم، في الوحدة يجف الفم ويرتخي اللسان ومع الوقت تنسى الكلام، وإلا تحدثت مع نفسك أو مع المرآة ولكنها لن ترد ولن تسمع سوى صدى صوتك، الوحدة عقاب مخيف وعكاز خاوٍ قوامه.
مازلت أخشى الوحدة، لم أبادر أحداً منهم ولم أطلب منهم البقاء معي أو الانتقال للعيش معهم، فالأمر صعب والحياة لم تعد كسابق عهدي بها، الوحدة مخيفة جدا، ولكن كرامتي أعظم وأقوى، وخوفي من ضياع بيوتهم وخرابها أعظم من خوفي من الوحدة، أبقى وحيدة ولو مت وحدي ولم يشعر بي إلا جيراني ولا أسمع عنهم خبراً يزعجني، أعرف أنهم الآن يضحكون ويلعبون ويتسامرون، أعلم أنني لم أخطر على بالهم ولم أكن ضمن اهتماماتهم فالدنيا صعبة والحياة مريرة والطاحونة متعبة، لكن أدعو لهم بالسعادة والمحبة لكن أخشى الوحدة جدا.
سأكتب هذه الخواطر وأدونها لعل أحدا منهم يجدها ويقرأها ويحاول أن يأتي ليكون أنيسي في الليل، سأكتب كلمات واضحة لا تحتاج لبلاغة أو تفسير، حتى لا يظن أنه نص أدبي كتبته للنشر، أود أن يدرك أنني أخشى الوحدة وفي أمس الحاجة لرفقة، لن أكتب أنني التحف بالليل وفي عز الصيف خوفاً من تحول الوحدة إلى غول يقطم أصابع قدمي حتى لا أزعجه أو يضحك علي، فكرت أن أسجل حواراتي معهم وأعيد سماعها في الليل، نويت تسجيل أصوات أطفالهم وهم يلعبون حولي لأستمتع بها وأنا وحيدة، كان قلبي يفرح حين يبادر أحدهم ويدعوني للذهاب معه إلى بيته، كنت أشعر بالسعادة حين يجالسني ويلعب أطفالهم معي، لكن سرعان ما أعود مرة أخرى لبيتي البارد جدا وأجلس مع الوحدة. في يوم قلت لنفسي: أليست الوحدة كياناً، فما دمت أخشاها فهي موجودة، شأنها شأن اليوم والآخرة والطمأنينة والفزع مثلها مثل الحب والكرة والغيرة، كلها مسميات لحواس نشعر بها، عاهدت نفسي أن أصادقها أحدثها اتخذها خليلاً يؤنسني بدلاً من أن تخيفني، منذ ذلك اليوم ولم أعد أخشى الوحدة.



قوة الإرادة " محمد شعيب "
تُعد الإرادة من أهم المقومات الداخلية في الكائنات الحية، بل والداعم الحقيقي لتحفيز الجسد والذهن على مزاولة العمل وتحقيقه على أكمل وجه، فتعريفاتها كثيرة ومتعددة، ونظرة العلماء والخبراء لها متفاوتة، حيث أنها من المحفزات الدالة على نشاط الكائنات الحية وقيامها بمهامها.
فالإرادة عند الإنسان تختلف من شخص إلى آخر حسب رؤيته ومدى إصراره على تحقيق النجاح، فالنجاح يتطلب عدة عوامل من بينها الإرادة والمثابرة على الاجتهاد وارتداء عباءة الثقة في النفس والأخذ بالأسباب ، فالمتميز له خصائص وسمات تتمركز في قدرته على امتلاك الإرادة والقوة في تحقيقها والالتزام بها، لذلك على كل شخص محاولة شحذ نفسه بالطاقة الإيجابية وتحفيز الإرادة بداخله لتتحول مع الوقت إلى سلوك وثقافة تمارس بكل دقة.
من دون إرادة وعزيمة لا يتحقق النجاح مطلقا، فالإرادة القوة الداعمة لتصعيد الأحلام والطموح والكيان المستمد من روح البقاء، فمن دون إرادة تتلاشى الأحلام ولا يتمسك بالحياة وتهون الأيام ولا يبالي فاقد الإرادة من كونه متميزا أم لا ولا تعنيه الحماسة والمنافسة لدرجة الكسل وفقد الرغبة في ممارسة أي شيء مما يتهم هذا الشخص باللامبالاة وأنه غير مسؤول ولا يعرف السبب الحقيقي من وجوده في الحياة، متنازلاً عن دوره في وضع بصمة يتذكره بها العالم.



حارس الحضارة " شيماء الكيلاني/فنانة تشكيلية "
الفن التشكيلي له تأثير في تشكيل الوجدان البشري ونقله من حالة طارئة إلى حالة استثنائية، فمنذ زمن طويل والفن التشكيلي يلعب دور المؤرخ في بلورة القصص وتدوين المفردات اليومية التي تحدث، وما نشاهده على الجدران من آثار فرعونية دليل على أن الرسم لغة تجسد التاريخ وتنقل التراث وتبين ما يجول في خاطر المجتمع. فما جاء من تنوير واستمرار في الاكتشافات بين مدى ضرورة هذه النقوش والنحت في تخليد الحياة العامة عند البشر قبل آلاف السنين، وهذا واضح في سرد القصص اليومية من أعمال كالحرث والطهي والتحنيط حتى الحروب كان لها نصيب من التأريخ، والمتابع لتلك التفاصيل سيجد أن فن الكاريكاتير كان موجوداً وحاضراً بقوة في تلك المرحلة، فالرسم الهزلي لبعض الصور كان يعبر عن سخرية الشارع من الحكام بإضافة أشكال غير متناسقة لحيوانات يفترض أنها مفترسة تبدو انها تخاف من الحيوانات الأقل قوة وشراسة في مشهد تعبيري عن الغرور أو ما نقوله اليوم باللغة الدارجة العامية " ما تقدرش".
فالفن التشكيلي على مر العصور كان هو الحارس للتراث والتاريخ وراوي الأحداث، والغريب أن الفنان التشكيلي يصوره المجتمع في صورة المهووس الخارج عن إطار الزمن فنجد صورته كالمجنون أو المريض نفسيا، ويعتبرون سلفادور دالي نموذجاً وغيره من الفنانين التشكيليين، ولا يعرف البعض أن الحياة داخل الألوان وبين الريشة والخطوط والأشكال التصويرية تخلق عالماً افتراضياً في عقل الفنان، فحياته مع اللوحة بكل تفاصيلها من ملامح وشخصيات وجماد أو ما تضمه من أفكار هى في الأساس مجموعة من المشاعر المتضاربة داخل وجدان الفنان قد تصل إلى صراع نفسي بين الألوان والشخوص تنتج في الأخير لحظة جنون على اللوحة.
الفنان التشكيلي غالباً ما يكون مهموماً بقضايا مستقبلية وقارئاً جيداً للحاضر والماضي ومتنبأ بالمستقبل ليس تنجيما وإنما من ثقافته واطلاعه على الأحداث، فربما يرسم القمر قبل صعود علماء الفضاء إليه، أو يصور أشياء تعتبر من فرط الجنون في عالمنا الحاضر، لكنها قد تتحقق في المستقبل وربما تحدث بعد وفاته بزمن طويل، والمدهش أن معظم الفنانين ماتوا قبل أن يشيد العالم بقدراتهم وتكتب عنهم الصحف ويلتقي بهم الإعلام، مع أن لوحاتهم بعد رحيلهم بيعت بمبالغ باهظة الثمن، وقد يكون الفنان نفسه رحل ولم يجدوا له ثمن التابوت الذي دفن فيه.
على الدول أن تهتم بهذا الفن وتنمي قدرات الفنانين الشبان وتمنحهم المساحة للتعبير، وأن يخضعوا لدورات التدريبية على يد الفنانين الكبار، ولا نضع المحاباة العامل الحقيقي للحكم على الأعمال، خاصة وأن ميادين العواصم في الدول النامية امتلأت بتماثيل لا تمت للفن بأي صلة وهذا بسبب المحاباة وعدم التقدير وأن الحكم في يد غير المختص، فالفن التشكيلي له معاييره وعلمه الذي يدرس حاليا ، ولو أننا على يقين من كون الفنان بوجه عام يمتلك موهبة ولا يخضع لدراسة أكاديمية، لكن مع وجود علم ينبغي على الفنان أن يصقل موهبته بالمعرفة والتحصيل ليصبح متميزا بموهبته وعلمه معاً.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot