أيام الجامعة

أيام الجامعة

لما قرأت قصيدة زهير بن أبي سلمى وكنت حينها في الجامعة بمصر _أم الدنيا_ فكان شطر القصيدة (سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش،،، ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ )، فعلق البيت قي ذهني، فكنت أذهب إلى الجامعة وأقول بيت القصيد لزميلي ، فأُغير كلمة من شطر القصيد، فأٌلقي عليه (سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش،،، عشرين حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ ) فيرد علي: إنت لسه شفت حاجة من الدنيا.
دكتور مادة اللغة العربية قال كلمة لم ننتبه لها إلا بعد التخرج، قال: أنتم مبدعون وفنانون وأكاديميون فلا تبيعوا فنكم برخيص، لنتساءل كيف نبيع فننا برخيص؟، فقال لا تجسد دوراً لن يضيف رسالة للناس، ولا تجسد دوراً ليس له نقلة محورية، الفن رسالة، و يجب أن تحملوها على أعتاقكم لتكون النور الذي يعتصم به البشر وتٌغير حياتهم نحو الأفضل، حتى وإن كان الأجر مغرياً، لا تجسد _ دورا مسفاً_ من أجل المال ولو كنت محتاجاً له، وكان عندما يشاهد فعلاً مشيناً من طالب يقول له: ميصحش كده إنت فنان، إنت مبدع، إنت نجم، فكان يحرجه بأن سلوك الفنان يجب أن يكون راقياً وسلوكاً راسخاً.
في مادة الإعلام، دخل علينا دكتور منتدب من فطاحلة الإعلام في الوطن العربي ولديه علم غزير، عليه رحمه من الله، فكان يشرح بلا منهج ،وأنا من محبي الشرح غير المقيد بورق أو منهج لأنك تستفيد خلاصة تجربة الدكتور، وكنا مستمتعين بمحاضراته، إلى أن قرب وقت الامتحان ليقول في المكتبة الفلانية، اشتروا كتاباً بعنوان كذا من تأليفي وذاكروه، وبيكون هذا منهج الامتحان، لتكون الطامة ، كيف نذاكر كتاب من 450 صفحة والمتبقي على الامتحان أسبوعان، من غير المواد الأخرى، وزمان الدكتور له هيبة لا يتجرأ أحد بأن ينبس ببنت شفة أمامه، فحاولت أن التقط نقاط التشابه بين محاضراته وبين منهجه في الكتاب، فكانت نتيجة الامتحان مقبول، نص الدفعة مقبول والنص الثاني راسبين، وهذا لا يمنع بأنه أفاد أكثر مما أضر.
كان عندنا دكتور كبير في العمر، وأتعبه المرض، و كلما يراني يقول لي: إنت جاي من بلاد بعيدة، إنت خليفتي في دول الخليج، إنت الذي سينشر علمي في الخليج، اتصل بي في الإجازة الصيفية وقال لي: قلت لهم في القسم يدوني السكشن إالي فيه الواد الإماراتي، وكنا في السنة الثالثة وفعلا نزل الجدول وكان سيعطينا مادة (حرفية الممثل) إلا أنه قبل بدء التيرم بأسبوع تنوم في المستشفى، فذهبنا مجموعة من الطلبة لزيارته وقلت له شد حيلك وأخيراً راح إدرسني يا دكتور، قال كلها أسبوع وأجيلكم المحاضرة وفي هذا الأسبوع الي بغيبه، كلمت المعيد يعطيكم بعض التدريبات، كان يستطيع الجلوس والكلام وانتظرت خروجه بفارغ الصبر وبسرعة، وبعد أسبوعين اتصل بي زميلي _ الآن هو نجم في سماء الدراما المصرية_ قال لي الدكتور أعطاك عمره، وأوصاني إني آخذ بالي منك، الله يرحمه ويغفر له ويجعل مأواه الجنة، وصلينا عليه في مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، والآن كل ما أفتح الفيس بوك أجد رسالة من صديقي النجم ، فيقول إنت كويس موصيني عليك الدكتور الفلاني، مش محتاج حاجة_ المصريين شعب أصيل وعاطفته جياشة_ تحية لهم .
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot