حكايات على مائدة العشاء

إعمار غزة

إعمار غزة

المبادرة التى اطلقتها مصر بأعمار قطاع غزة والأماكن المتضررة من الحرب الأخيرة، لاقت استحسان المجتمع الدولي واشادة من الأمريكي بشكل خاص والدليل عدة مكالمات بين واشنطن والقاهرة واعادة الخط الساخن بين البلدين للوقوف على القضايا الملتهبة في المنطقة، ومحاولة تهدئة الأجواء من أجل التعايش السلمي والعودة للحياة الطبيعية في الشرق الأوسط.

الجديد في مبادرة اعمار غزة هو عدم اعطاء حماس التبرعات نقديا للقيام بالتعمير والإنشاء، ولكن هذه المرة جاء التفكير خارج الصندوق، والهدف منه عدة مكاسب لمواطني غزة، أولها القضاء على البطالة تماما وتحويل الأيد العاملة التى تبني وتعمر في اسرائيل إلى التعمير في بيوتهم والبنية التحتية للقطاع، فالسوق الإسرائيلية تستوعب كل أبناء فلسطين خاصة في قطاع المقاولات، وكان يفرض على العامل الفلسطيني ضرائب على الأجور، اما مبادرة الاعمار ستبقي على من يهمه العمل في وطنه، ويشارك في البناء بمقابل ويضرب الكيان في مقتل عندما تجف الأيد العاملة في بناء المستوطنات ولم يجد إلا استيراد كوادر بشرية مدربة على العمل بقطاع المقاولات من خارج الشرق الأوسط.

وأرى أن أهم مكاسب المبادرة هي توجيه التبرعات لسكان غزة، وعدم الاعتماد على القيادات التى تدير القطاع من الدول المجاورة بعيدا عن خط النار، ومن المكاسب أيضا توفير الأيد العاملة والقضاء على البطالة، ووقوع اسرائيل تحت تفريغ العمالة الخاصة بالحرف التى لا يجيدها المواطن عندهم، فضلا عن وجود حماية مصرية للشركات التابعة لها في غزة لعدم المساس بها طوال فترة اعادة الاعمار التى قد تصل لثلاث سنوات متتالية وتزيد.

ولا أعتقد أن فترة الاعمار داخل قطاع غزة وبناء احياء كاملة، ستفكر قيادات حماس في استفزاز اسرائيل بصاروخ طائش يقع على الاسفلت بدون تأثير لتشعل النار مرة اخرى، وليعلموا أن التبرعات المالية الضخمة التى كانت تنهال عليهم في السابق ستكون في صورة مبادرات ومساعدات عينية، فضلا عن أن المساعدات المالية سيتم توجيهها للجبهة الوطنية على أنها الكيان الشرعي أمام العالم وليست لحماس، مما يجعلهم يعيدون التفكير في سبل أخرى مغايرة وبديلة عن اسلوب المبادرات.

ومن يدعي بأن غزة فازت في حربها مع اسرائيل الأيام الماضية، عليه اعادة التفكير وتحليل الموقف وحصر الخسائر بين الجانبين، بعيدا عن عدد الشهداء الابرياء من الأطفال والنساء، هناك شباب استشهد من أجل أرضه ومات عليها في الوقت الذي تتابع القيادات التى أشعلت شرارة الحرب التطورات من غرف النوم بالفندق، أما الجانب الإسرائيلي فلم يتكبد الكثير من هدم المنشآت ولا حتى الأرواح، فالنصر ليس بالكلام ولا بالأسبقية في اعلان الفوز
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot