الشعبوية تتعثر في أوروبا الشرقية والجيل القادم ... محافظ

الشعبوية تتعثر في أوروبا الشرقية والجيل القادم ... محافظ

ابتهج الكثيرون في الغرب بهزيمة أندريه بابيس في جمهورية التشيك واستقالة المستشار النمساوي سيباستيان كورتس. فهل سينقذ الاتحاد الأوروبي نفسه بشكل أفضل مع من سيخلفهما؟
مفارقة وسط أوروبا حيث يتم التناوب السياسي باسم المحافظة
   استبدال المحافظين المكروهين ... بمحافظين آخرين!
   لنعترف أن هناك ما يفرض الابتسام عند قراءة عنوان صحيفة لوموند المكرس لنتائج الانتخابات التمهيدية المنظمة لإبراز خصم لرئيس الوزراء يكرهه متعالمونا: “في المجر، اختارت المعارضة مرشحا “محافظا ومؤمنا” لمواجهة فيكتور أوربان. نعم، في اقتراع بنتيجة مفارقة، تم اختيار بيتر ماركي زاي من قبل ائتلاف من ستة أحزاب، من اليمين إلى اليسار، توحدهم محاولة هزم أوربان. والاهم، انسحاب رئيس بلدية بودابست، جيرجيلي كاراكسوني، حتى يتم انتخاب رجل تعتقد قوى المعارضة، المجزأة حتى الآن، أنه الوحيد الذي يمكنه التغلّب على رئيس الوزراء الذي سيعيد ولايته للعب في الربيع المقبل. ورغم إصرار الاعلام على نعت اوربان بالقومي، أو رجل اليمين المتطرف، لا ينبغي أن ينخدع أحد: رئيس الوزراء المجري الحالي محافظ، ويسود الاعتقاد أنه لا يمكن هزمه الا بمحافظ آخر!
   في جمهورية التشيك، تعرض رئيس الوزراء أندريه بابيس، وهو رجل من يمين الوسط، تصفه وسائل الإعلام الفرنسية بسهولة بأنه “شعبوي”، للهزيمة بفارق ضئيل من قبل تحالف من يمين الوسط ايضا، ومن المتوقع أن يصبح زعيمه القادم بيتر فيالا رئيسا للوزراء. وفي بولندا، يدفع الذين يرغبون في زعزعة استقرار التحالف المشكك في الاتحاد الأوروبي في السلطة بدونالد تاسك، وهو أيضًا رجل من يمين الوسط. ويبدو أن رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، الذي يقترب من منتصف ولايته الثانية، مستعد جيدا لمواجهة معارضة متداعية إذا ترشح مرة أخرى في غضون عامين.

مفارقة أوروبا التي يتجه مركز ثقلها السياسي بشكل متزايد إلى اليمين
   يجب على الذين يتطلعون إلى هزم فيكتور أوربان، أو يأملون إسقاط حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، أن يحذروا من أن ناخبي أوروبا الوسطى اليوم لا يريدون استبدال المشككين في الاتحاد الأوروبي بأحزاب يسارية وانما بالمحافظين.
   هناك الكثير مما يمكن قوله عن المحافظين المعنيين. وأنا شخصياً سأواجه صعوبة في التصويت لصالح ماركي زاي، مهما كان “محافظاً ومؤمنًا”، حتى أتحدث بلغة لوموند، التي تفضل التحالف بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر، للتغلب على محافظ آخر – بما أن أوربان محافظ ومؤمن أيضًا بعمق. ان الذين يقيمون تحالفات متناقضة هم بلا شك ساذجون فيما يتعلق بقدرتهم على التلاعب بالحلفاء اليساريين، فهؤلاء حتى وان كانوا أقلية، يملكون كل المهارات اليسارية عندما يتعلق الأمر باحتلال مناصب في السلطة.
   ومع ذلك، فإن واقعا يفرض نفسه ونراه في عديد البلدان، بما في ذلك في أوروبا الغربية -لنضع في الاعتبار حقيقة أن إجمالي مارين لوبان+ زمور + غزافييه برتران في فرنسا يزن 45 بالمائة في استطلاعات الرأي، وأنه يمكن حتى إضافة نصف إجمالي ناخبي ماكرون! وهذا يعني ان العلاقة بين اليسار واليمين في فرنسا مواتية جدًا لليمين بشكل عام. وان يكون اليمين منقسمًا ويختار أحيانًا أن يهزم نفسه بنفسه، فهذه قصة أخرى. ان فرنسا، وأوروبا، بصدد الانزلاق بوضوح أكثر فأكثر نحو اليمين بمجرد الدخول في سياق تصويت ديمقراطي.
    إن اليسار لا يصمد الا من خلال التمسك بكبريات المؤسسات الدولية والعابرة للوطنية التي تمنح أفكاره صدى غير متكافئ. وربما، هنا أيضًا، قد تتغير الأمور بقدر ما يتسنّى للجيل الجديد من المحافظين الأوروبيين، الذين يراد له ان يتعارض مع إخوته المشككين في الاتحاد الأوروبي، أن يغيّر الخطوط في بروكسل. أحيانًا تظهر مفاجآت عندما ننظر عن كثب: ائتلاف “معا” الذي يصل إلى السلطة في براغ، يضم في صفوفه الحزب الديمقراطي المدني الذي يجلس نوابه الأربعة في مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين ... حيث يجلس نواب حزب القانون والعدالة البولندي.
   لكل هذا يمكن أن نعتقد أن أوروبا الوسطى، حسب الاختيار، أكثر تعقيدًا أو أبسط مما تبدو عليه: إنه على اليمين تدور وتُلعب النقاشات السياسية الكبرى اليوم.

ترجمة خيرة الشيباني

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot