كان كيفن مكارثي من أوائل الذين زاروا “الأب الروحي” في قصره في مار الاغو. ومكارثي هو زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، وكان له أكثر من ذنب يبرر طلب المغفرة.
   لقد تجرأ على القول بأن دونالد ترامب كان مسؤولاً جزئياً عن التمرد ضد الكابيتول هيل. إلا أنه قبل أيام قليلة صحح خطأه. والآن يزعم أنّ جميع الأمريكيين مسؤولون عن هذا الحدث المؤسف. وترامب، بصفته عرابًا جيدًا، يعرف كيف يغفر. بعد تقبيل خاتم ترامب، تقاسم معه وجبة طعام، وناقشا معًا خطط المستقبل، وعلى وجه التحديد انتخابات 2022، وتسلّم مكارثي بعد ذلك فاتورة بقيمة 700 دولار مقابل وجبته.

1 -ما مدى تأثير ترامب في الحزب الجمهوري؟
   نفوذ ترامب في الحزب الجمهوري أقوى من أي وقت مضى. ويقوم أتباع ترامب بتنظيم صفوفهم، والتعبير عن غضبهم علنا تجاه الذين تخلوا عن الأب الروحي.
 ففي جميع أنحاء الولايات المتحدة، تقوم الجمعيات الجمهورية بتمرير اقتراحات لوم ضد النواب الجمهوريين العشرة و5 أعضاء في مجلس الشيوخ لم يدعموا ترامب. ولن يتم اختيار هؤلاء الجمهوريين المنتخبين مرة أخرى كمرشحين جمهوريين. فبتصويتهم بما يرضي ضمائرهم، وقّعوا على مذكرة وفاتهم سياسيا.

2 -هل سيختفي تأثير ترامب؟
   من أجل الولايات المتحدة، يمكن الأمل في تضاؤل نفوذ ترامب، غير أن الداء عميق. حاولوا وضع أنفسكم مكان الجمهوريين الذين يعتقدون، بطريقة عاطفية للغاية، أن ترامب هو الشخص الذي انتُخب حقًا. لا شيء يمكن أن يغيّر رأيهم، ولا توجد حجة عقلانية يمكن أن تصل إليهم بعد الآن. إنهم يغذّون بعضهم البعض بأعنف الشائعات التي يحوّلونها إلى يقين. كما ان رقابة كبرى منصات الإنترنت -المدانة -ضد المتآمرين وكيو انون، لا تغيّر جنونهم الجماعي.

3 -هل سيتغير الجمهوريون؟
   لقد أصبح الانقسام السياسي للشعب الأمريكي غير قابل للتجاوز. قبل أيام قليلة، كان لا يزال هناك أمل في أن تستعيد غالبية الجمهوريين حكمتها، لكن قلة من الجمهوريين انضمت إلى الديمقراطيين، وتعرض من قاموا بذلك الى هجمات شديدة من قبل غالبية الجمهوريين... إن تطرف الحزب الجمهوري مستمر.

4 -إلى أين تتجه الولايات المتحدة؟
   الذين يعتقدون، على حقّ، أن دونالد ترامب ارتكب جرائم خطيرة ضد الدولة وضد الديمقراطية، لن يرضوا إلا عندما تتم إدانة الرئيس السابق ومعاونيه أمام المحاكم. ولكن إذا لم يُحاكم ترامب ويُحكم عليه -ولن يتحقق هذا –فلا أحد منهم سيرضى. من ناحية أخرى، إن من يتخيل بحماقة أن الانتخابات مسروقة، لن يتوقف حتى يتم وضع الآليات السياسية لمنع الديمقراطيين من الحكم مرة أخرى. إن الشعب المنقسم إلى هذا الحد محكوم عليه بالشلل وانعدام الثقة في مؤسساته. وحتى الحرب، التي كثيراً ما عززت وحدة المواطنين الأمريكيين بما يتعدّى خلافاتهم، لن تكون قادرة على حل هذه المشكلة.

5 -هل هناك حل؟
   الحل؟ تطبيق نظام أكثر إنصافًا لإعادة توزيع الثروة، وإعطاء مساحة أكبر للعلم على حساب المعتقدات من جميع الأنواع. لكن هذه الحلول تستغرق وقتًا، ومن غير المؤكد أن للولايات المتحدة متّسع من الوقت.