نافذة مشرعة

الغباء، الأمريكان، والحرب الأهلية...!

الغباء، الأمريكان، والحرب الأهلية...!


   طرح عمود نشر مؤخرًا في صحيفة واشنطن بوست السؤال التالي: “ما مدى الغباء الذي يمكن لأمّة أن تصل إليه وتظل على قيد الحياة؟” ويلتقي هذا مع موضوع كتابي “غبي وخطير: الولايات المتحدة في عصر ترامب».
   يزعم عدد متزايد من الخبراء من جميع الأطياف، وعلماء السياسة، والصحفيين، والمؤرخين، وما إلى ذلك، أن الولايات المتحدة منخرطة حاليًا في “حرب أهلية باردة”، وأن “الحرب الأهلية الساخنة” إما ممكنة أو محتملة أو لا مفر منها في السنوات القادمة. لماذا ا؟ يتم تقديم الغباء بانتظام كسبب.
   أضيفوا الغباء إلى الاستقطاب السياسي المتزايد والاضطراب الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن الوباء، وزيادة معدلات امتلاك السلاح في 2020-2021، وستكون لديكم العناصر اللازمة لاندلاع حرب أهلية. ناهيك عن نية ترامب في عرقلة تحقيق الكونجرس حول تمرد الكابيتول بكل الوسائل.
   كل إعادة فرز، وكل اعتراض قانوني يثبت أن جو بايدن هزم دونالد ترامب. ومع ذلك، يعتقد جزء كبير من الناخبين الأمريكيين أن الانتصار سُرق من ترامب. وكذبة “الانتخابات المسروقة” هي التي أدت إلى تمرد 6 يناير.
   يمكنكم جعل الأشخاص الأغبياء يفعلون أي شيء تقريبًا. بعد أن حُكموا طيلة أربع سنوات من قبل مختل عقليًا وخسيسًا وغير متعلم وغير أخلاقي، كان 42 بالمائة من الناخبين الأمريكيين أغبياء الى درجة أنهم ارادوا، ولحسن الحظ دون نجاح، منح ترامب ولاية ثانية.
   ويراهن ترامب والمسؤولون الجمهوريون، على أن ناخبيهم أغبى من ان يدركوا أنهم يكذبون. حتى الآن الفخّ فعّال، ويمكن القول إن هذا هو تأثير دانينغ كروجر.
   يمنع هذا التشوه المعرفي والادراكي، الأشخاص الذين يفتقرون الى مهارات من إدراك عدم كفاءتهم وتقييم قدراتهم الحقيقية. ويعتبر بعض الخبراء، إن الجهل، الذي غالبًا ما يكون مصحوبًا بالرضا عن النفس، غالبًا ما يولّد الثقة بالنفس أكثر من المعرفة، ولا يوجد لقاح معروف ضد البلاهة.
   الغباء الأمريكي ليس مشكلة الحزبين، إنه مركّز في حزب سياسي واحد تتلاعب به وسائل إعلام يمينية وسياسيون مخادعون وكذابون. لقد رحل حزب الوسط / اليمين الجمهوري القديم إلى الأبد.
   ويبدو الحزب الجمهوري الآن أشبه بطائفة نهاية العالم. قطيع من الزومبي يتبع المعلم الروحي. سيترشح مئات المرشحين الجمهوريين لانتخابات عام 2022 على المنهاج الذي فاز به ترامب فعلا عام 2020.
   لقد أضعفت مناهضة الفكر والتدين الشائن، مهارات التفكير النقدي للعديد من الأمريكيين لأجيال. وهو ما تمكن الحزب الجمهوري، والعديد من الإنجيليين، من استغلاله لتحقيق عائدات كبيرة. إن الجهل الارادي والسذاجة والغباء الصريح، يولدون دخلا بالمليارات. إن استغلال الحمقى، مربح للغاية لوسائل الإعلام اليمينية، ولصندوق حملة ترامب الانتخابية، ولفيسبوك هذا العالم.
   فهل تحوّل الولايات المتحدة إلى دولة سلطوية أمر محتوم؟ ان أي شيء يمكن أن تفعله إدارة بايدن لمعاقبة أفعال ترامب الإجرامية وخياناته سيُنظر إليه على أنه لدوافع سياسية من قبل ما يقرب من أربعين في المائة من الناخبين.
   وتحقيق إصلاحات كبرى في النظام السياسي الأمريكي بات استحالة، اذ أصبح أحد الحزبين السياسيين في البلاد حزبا يمينيا متطرفا، يكون أعضاؤه على استعداد لاتباع زعيمهم الأعلى بشكل أعمى مثل القوارض إلى الهاوية.
   بالعودة إلى سؤال البداية، إلى أي مدى يمكن لدولة أن تنجو من غبائها؟ سنكتشف ذلك خلال الأشهر والسنوات القليلة القادمة.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot