رئيس الدولة وحاكم رأس الخيمة والشيوخ يؤدون صلاة الجنازة على جثمان طحنون بن محمد
خذ القرار
في الزمن القريب كان الإنسان يتخوف من اتخاذ أي خطوة والسبب: ماذا سيقول عني الناس، ومع التقدم في السن أصبح كلام الناس لا يهم إلا فيما يتعلق بالنقد البناء وهو نقد المحب، أما غير ذلك فلا تلتفت له، والإنسان يستطيع أن يُفرق بين النقد البناء أو النقد الفارغ، خذ المُفيد من كلام الناس وانطلق دون التفات للخلف.
كنت أقول لنفسي: أخاف أن أقوم بإخراج مسرحية ستفشل ولن يرحمني الناس بالكلام والقيل والقال، أو أخاف أن أدخل تجارة وأفشل وأخسر أموالي، وغير ذلك من التخيلات، التي ليس لها وجود، احتمال الفشل طبعاً موجود، ولكن لا بد من المخاطرة وأي فشل يواجهك فهو جزء بسيط من النجاح لأنك تعلمت شيئاً جديداً للتجربة المقبلة، فلا تعتبر الفشل فشلاً وإنما تقدم خطوة نحو الأمام.
دفعت في دورة تدريبية مبلغاً وقدره ولم أستفد شيئاً البتة، وعندما قمت بتحليل التجربة، سألت نفسي سؤالاً: ما الذي دفعني إلى التسجيل لهذه الدورة مع أنني لم أكن من محبي الدورات أبداً، اكتشفت أن المدرب لديه قوة إقناع من خلال تصوير مقاطع فيديو بشكل احترافي فهو لديه فريق تسويقي مؤثر، استطاع من خلالها القيام بتنويمي مغناطيسياً وغيري من المشتركين، تعلمت من الدورة أن أي مشروع تريد الدخول فيه فهو لا يحتاج لمكتب في برج ولا إلى الكورنيش ولا إلى أثاث جميل، 80% من نجاح المشروع هو التسويق.
أول تجربة لي في مشروع تجاري، كانت خسارة فادحة، تألمت وحزنت لخسارة ما قمت بتجميعه من مال فهل أتوقف عن المحاولة، بعد تحليل التجربة اكتشفت بأنه مهما كان لديك من مال لا تدخل مشروعاً بمبلغ ضخم وإنما قم بمشروع برأس مال يناسب إمكانياتك ودع المشروع يكبر بنفسه من رأس المال الأساسي دون أن تزيد عليه فلساً إضافياً.
ضع خطة مدروسة لأي مشروع تريد القيام به، خذ بالأسباب وانطلق، ولا تنتظر نتائج سريعة، فتجد شخصاً إذا لم يجد نتيجة خلال أسبوع أو أسبوعين ينسحب ويترك هدفه، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وقال رسول الله صلى الله عليه (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).
