أكد سعادة عبيد حميد المزروعي رئيس تحرير صحيفة (الفجر) أن مسبار الأمل يمثل خارطة طريق للعرب نحو الفضاء، وأملا جديدا للعالم، ويفتح آفاق العلوم العربية ويعيد أمجادها السالفة.

وأضاف سعادته بمناسبة نجاح وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ أن هذا الإنجاز العلمي الفضائي الرائد حقق حلماً راود مخيلة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعمل من أجله قبل 50 عاماً، وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم حكام الإمارات حتى تحقق الحلم العربي بقيادة الإمارات.

إن هذا الإنجاز الكبير الذي أضافته دولة الإمارات اليوم إلى سجل إنجازاتها الحافل، جاء ثمرة يانعة لرؤية قيادتنا الحكيمة والثاقبة، وتأكيداً على إيمان قيادة الإمارات وشعبها بأبناء الوطن وقدرتهم على صنع المستحيل، والمضي قدماً على طريق الإنجازات العظيمة التي أهلت الإمارات لتكون حاملة لواء دخول نادي الفضاء الدولي ، وإطلاق رحلاتها الاستكشافية العملاقة، من أجل رفعة الإمارات، وخدمة البشرية وتعزيز القدرات العلمية والاستكشافية للبشرية جمعاء، مصداقاً وتأكيداً لمساعي الإمارات نحو توطيد أركان السلام والمحبة وخدمة الشعوب، وتحقيق الرخاء لكوكب الأرض.

وقال سعادته: عندما أعلنت الإمارات إنشاء وزارة اللامستحيل كنا على يقين أن هذه الرؤية إنما تعبر عن إصرار وثقة لا متناهية بقدرات أبناء الإمارات وإمكانيات هذا الوطن الشامخ القادر على تحقيق المستحيلات وتحويلها إلى إمكانيات وواقع ملموس ، وها نحن اليوم نشهد ثمار هذا الفكر الإبداعي الخلاق من خلال مسبار الأمل ، وتقتحم الإمارات بكل ثقة واقتدار وبسواعد أبنائها مجالات الفضاء، وتذهب إلى أبعد ما كنا نحلم ، إنها بحق ملحمة تاريخية تبعث على الفخر والاعتزاز بما قدمته الإمارات منذ تأسيسها إلى يومنا هذا ، بلد المعجزات والمنجزات ، والأفكار الساطعة والأحلام التي لا تعرف حداً ولا آفاقاً محدودة لطموحاتها ، وهذه الرحلة الفضائية الميمونة والناجحة بكل المقاييس ستكون شرارة الانطلاق والبداية لمستقبل واعد تستحقه الإمارات من الرفعة والعلياء والإنجازات التي تخدم مشروعها الحضاري ، وتقدم من خلاله إلى الإنسانية كل العطاء والسخاء والعلوم والاستكشافات التي سيكون لها أثر كبير في ازدهار الأمم والشعوب.

 ولا شك أن إنجاز الإمارات من خلال مهمة مسبار الأمل سوف يساهم في انتعاش قطاع الفضاء العربي والعالمي، ويؤسس لفكر جديد تتجاوز طموحاته كل الآفاق وتفتح الباب مشرعاً للأفكار والبرامج العربية لكي تدخل هذا العالم من أوسع أبوابه ، حيث يشكل مشروع الإمارات الفضائي حافزا كبيرا وأملا يبعث العزيمة والإصرار والتحدي ، وهذا ما تطمح إليه الإمارات كعادتها في ريادة المشاريع الابتكارية والإبداعية، وحملها لواء التقدم والنهضة والحضارة .

وتابع سعادته: إن هذا الواقع المشرف والإنجاز العظيم الذي أبدعته الأيادي الإماراتية يستحق أن تتكاتف الجهود العربية من خلال (المجموعة العربية للتعاون الفضائي) من أجل بلورة رؤية عربية موحدة تتكامل وتتقاطع مع المساعي العالمية لاستكشاف الفضاء وتسخير نتاجات هذا التعاون من أجل خير الإنسانية وسلامها وازدهارها .

وأعرب سعادته عن فخره واعتزازه بما أفرزه برنامج الفضاء الإماراتي والذي أثمر تأهيل كوادر مواطنة في علوم الفضاء من مهندسين وفنيين ومبدعين وصناعيين سيشكلون النواة الحقيقية لمواصلة وتطوير المشروع الفضائي الإماراتي ويسيرون به إلى مراحل أكثر تقدماً ، الأمر الذي يؤهل الإمارات لخوض غمار الاستكشافات وتكون مركزاً عربياً وعالمياً مهماً في تعزيز معرفة البشرية بالفضاء وبعلومها واستكشافاتها، وترسيخ تنمية فضائية مستدامة تحول المستحيلات إلى وقائع ملموسة وإنجازات محسوسة .

وقال سعادته: يكفينا فخرا واعتزازا أن ملايين الإماراتيين والعرب ومن دول العالم كافة يتابعون مسبار الأمل خطوة بخطوة وميلاً بعد ميل ، نظرا لريادة هذا المسبار وتفرده والآمال المعلقة على نجاح رحلته الاستكشافية ، مما حول الإمارات إلى نقطة التقاء عالمية أجمعت وأكدت أن هذه الدولة العظيمة قادرة على بعث الأمل لدى البشرية من جديد للدخول إلى عوالم الفضاء وفك رموزه ، وتوظيف إمكاناته من أجل إسعاد الناس وتحقيق النماء والرخاء لكافة شعوب الأرض.

واختتم سعادته مقدماً أجمل وأصدق التهاني إلى قيادتنا الحكيمة وإلى شعب الإمارات والأمة العربية وإلى الإنسانية جمعاء على هذا النجاح الباهر، والإنجاز الحضاري الرائد ، مؤكدا أن مسيرة الإمارات ومشروعها الحضاري والإنساني والعلمي ستتواصل على طريق الإبداع والابتكار وتحقيق أعظم الإنجازات .