الإلقاء هو فن التعامل مع الكلمة من حيث مخارج الحروف، تقطيع الجملة، والإحساس، وكيفية وصولها للمتلقي بشكل سليم وأكثر من اهتم بهذا الفن هم المسرحيون، أما الشعر فهو فن أدبي عبارة عن قافية موزونة بوزن موسيقي يعتمد على الاستعارة والوصف والغزل.

عند متابعتي لبعض الشعراء لاحظت الاهتمام بالكتابة الشعرية أي إتقان الشعر، ونسيان فن الإلقاء، فبيت القصيد يتكون من قافية وبالتالي يخضع عند إلقاء الشطرين من القصيد بشكل متواز ومتوازن إلى نغمة موسيقية وهنا يكمن مربط الفرس، فإن الوزن الموسيقي ومع التكرار يتحول إلى مونوتون ثابت وعليه أًذن المستمع تمل الصوت وليس القصيدة ككتابة ، وإذا مل المتلقي الصوت فإنه يسرح عن الشعر، فالمتلقي من عامة الناس وليس بأكاديمي في الأدب ليُقيم مستوى قصيدة من الناحية الفنية ولكن المتلقي يهمه الأدوات مكتملة من صنعة الكتابة إلى الخيال إلى الإحساس إلى الصمت المعبر، للشاعر أدوات إحداها هي خياله الشعري وحرفية كتابته، أما إن كان شاعر يُلقي ويُشارك في ندوات شعرية فلابد من توظيف الإلقاء وإحساس الكلمة فالشاعر مؤد يُلقي أمام جمهور كالممثل الفرق أن الممثل يُلقي نثراً، وعليه لابد من الانتباه لعدة أدوات عند إقبال الشاعر لأداء القصيدة وهي أولاً تقطيع الشطر عند اكتمال المعنى و من الممكن  أن يكون القطع في منتصف البيت وعدم التزام الشاعر بالبيتين بنغمة موسيقية ثابته التزاما كاملاً، وثانياً إحساس الكلمة لابد أن بتذوق الشاعر الكلمة التي يُلقيها عند إلقائها وعدم تأديتها بشكل عادي، ثالثاً الصمت الذي يخدم القصيدة وفي أحيان قد يكون الصمت أصدق من الكلمة، رابعاً عدم التلويح باليد إلا عند الحاجة فكثرة حركة اليد تفصل المُتلقي، هذه بعض إرشادات فن الإلقاء.

مثال على الشاعر المُلقي المعبر الشاعر هشام الجخ، تنسى بأنه شاعر، يًشعرك بأنه ممثل على خشبة مسرح، وكذلك الشاعر عباس جيجان وغيرهم كثير. ممن أتقن كتابة الشعر وفن الإلقاء.