لمّا كنا صغاراً

لمّا كنا صغاراً

 لمّا كنا صغارأً كنا نعتقد أن “حمارة القايلة” حقيقة حتى أننا اجتمعنا مجموعة من أطفال الفريج ووزعنا أنفسنا على مداخل ومخارج وسكك الفريج وشكلنا عصابة للقضاء على حمارة القايلة وكانت نيتنا أن ننقذ البشرية من هذا الوحش المخيف والذي يرتعب منه أطفال الفريج ، فإن قضينا على حمارة القايلة سنكون وبالتأكيد أبطالاً قوميين، وكان السؤال الذي يراودني دائماً: أن العجائز يخيفوننا بحمارة القايلة وهن لا يخفن فما السبب؟!، وحمارة القايلة التي تظهر بجسم امرأة ورأس وأرجل الحمار، والتي لا تظهر إلا في وقت ظهيرة الصيف حتى يمنع الأهالي أطفالهم من الخروج وقت الظهيرة، فيقولون لهم (فريخات لاتطلعون الظهر بتاكلكم حمارة القايلة) ويلقين الكلام بدون أي مشاعر أن هذا الطفل قد ينام ويحلم بها أو قد يمر بأزمة نفسية، لا يعطين أي اعتبارات سوى للنتيجة بأن الطفل لا يخرج وقت الظهيرة حتى لا تظرب رأسه الشمس الحارقة، ونحن نبحث عن حمارة القايلة الظهر وحفايا وأقدامنا تشتعل لهباً ونركض قفزاً وبحثاً عن شجرة أو مكيف يحن من الخارج نستظل تحته أو قطرة ماء باردة من ماء ثلاجات السبيل، وهن - الله يسامحهن - مقيلات يشاخرن والمكيف الجنرال الجديم يرن فوق رؤوسهن، والأشد والأمرٌّ عندما تذهب لأي امرأة في الفريج وتسألها عن حمارة القايلة تؤكد على حقيقة المعلومة، فكن متفقات و لديهن مصداقية غريبة ونحن كبرنا وما زلنا نصدق حمارة القايلة إلا أننا شفنا القايلة وما شفنا الحمارة، والآن تقول لطفل: لا تطلع الظهر ، بتطلع لك حمارة القايلة، لتقفز لك الأم لتقول - لا تخوف ولدي، بتعقده- لتدمع عيناك وتقول: الله يرحم يدتج.
 
لمّا كنّا صغاراً كنا نعتقد أن النعال-  وأنتم بكرامة - المقلوب رجس من عمل الشيطان، فكنا نركض للحاق على الركعة الأولى فإذا رأينا النعال مقلوباً نضرب (بريك) ونرجع لتعديله، ومن ثم نكمل الجري للحاق الركعة وخرخشة الكندورة ما توقف من الركض ليسلم الإمام ويحتشر الشيّاب، شو ها الحشرة بعد، منو إلي يركض، ولد منو إنت وجميع الأطفال سكوت وكأن على رؤوسهم الطير.
أصبح عندي ملل من سواقة السيارة ما أدري ليش، هل لأني أقطع مسافات طويلة بين العمل والمنزل وزيارة الأقارب أو هي من علامات التقدم بالسن.
 لمّا كنّا صغاراً كنا نشاهد السيارات وكل واحد يقول: متى أكبر وأشتري هذه السيارة، أو تلك، وعندما كبرنا واشترينا السيارات كانت السيارة بمثابة المنزل 24 ساعة نحوط في الشوارع، وبعد فترة وجيزة سئمنا قيادة السيارات، وكما قال العقاد: 
 
صَــغِــيـرٌ يَـطْـلُـبُ الْـكِـبَـرَا
 وَشَـــيْــخٌ وَدَّ لَــوْ صَــغُــرَا
 وَخَــالٍ يَــشْــتَــهِـي عَـمَـلًا
 وَذُو عَـــمَــلٍ بِــهِ ضَــجِــرَا
 وَرَبُّ الْــمَــالِ فِــي تَــعَـبٍ
 وَفِــي تَـعَـبٍ مَـنِ افْـتَـقَـرَا
وَيَـشْـقَـى الْـمَـرْءُ مُـنْـهَـزِمًــا
 وَلَا يَـــرْتَــاحُ مُــنْــتَــصِــرَا.
وعليه فإن كلمة السر هي الحمدالله دائماً وأبداً و في السراء والضراء.
ودمتم،،،
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/