رئيس الدولة يبحث مع خالد بن سلمان علاقات البلدين والقضايا الإقليمية والدولية
«أزمة متفاقمة».. الميليشيات والفيضانات «تهددان» نظام التعليم في مالي
يواجه النظام التعليمي في مالي أزمة خطيرة، تفاقمت بسبب الكوارث الطبيعية وتصاعد العنف من قبل الميليشيات المسلحة التي تستهدف المدارس والمعلمين؛ ما يشكل تهديداً خطيراً لنظام التعليم في البلاد.
ووفقاً لتقرير مجلة “جون أفريك “ الفرنسية، فإنه على الرغم من أن التأجيل الرسمي لبداية العام الدراسي نُسب إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة، التي أسفرت عن مقتل نحو 80 شخصًا منذ أغسطس- آب، فإن التهديد الأكبر للتعليم في مالي هو حالة انعدام الأمن المستمرة التي تسببها الجماعات المتشددة.
وأعلن وزير التعليم المالي، أمادو سي سافاني، في الـ30 من سبتمبر-أيلول تأجيل بداية العام الدراسي، الذي كان من المقرر أن يبدأ في أكتوبر- تشرين الأول، إلى نوفمبر- تشرين الثاني، موضحاً أن الفيضانات أغرقت 167 مدرسة، واستخدمت 128 مدرسة لإيواء النازحين، بينما تعرضت 256 مدرسة لأضرار جسيمة.
ومع ذلك، فإن الفيضانات ليست العقبة الوحيدة أمام التعليم؛ فالوضع الأمني المتدهور في جميع أنحاء البلاد أصاب قطاع التعليم بالشلل.
وأشارت “جون أفريك” إلى أنه في الأشهر الأخيرة، كان المعلمون من بين أبرز ضحايا الجماعات المسلحة، لافتة إلى أنه في منتصف أغسطس- آب، تم اختطاف وقتل اثنين من مديري المدارس في شمالي مالي، هما بوكاري بوكوم، وعثمان داو، على يد مسلحين تابعين لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الفرع المحلي لتنظيم “القاعدة”، وكذلك بعد أسبوعين، لقي معلم آخر، عمر قيندو، المصير نفسه في منطقة باندياغارا بوسط البلاد.
وقال معلم من مدينة غاو، إن “هذه الحوادث مجرد أمثلة بسيطة، في جميع أنحاء مالي، بما في ذلك بعض المناطق الجنوبية، حيث يُقتل المعلمون، وتُحرق المدارس”، مضيفاً أن العديد من المعلمين تركوا وظائفهم خوفًا على حياتهم.
وأكدت المجلة الفرنسية أنه على الرغم من التحذيرات المتكررة من نقابات المعلمين بشأن ضعفهم، لم تتمكن الحكومات المتعاقبة، سواء حكومة الرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا، أو المجلس العسكري الحالي بقيادة العقيد عاصمي غويتا، من توفير الحماية اللازمة لهم.
ولفتت المجلة إلى أن الميليشيات المتشددة، لا سيما في المناطق الشمالية والوسطى، تشن حربًا علنية ضد النظام التعليمي، وتعتبره “حرامًا».
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، فإن حوالي 43% من المدارس في المناطق غير الآمنة قد دُمرت، وترتفع هذه النسبة إلى 60% في بعض المناطق الشمالية والوسطى.
كما أغلقت أكثر من 1,600 مدرسة؛ ما أثر على ما لا يقل عن 500,000 طالب و9,000 معلم.
وبحسب المجلة، فإن هذا التعطيل الضخم للتعليم يزيد من تفاقم الفجوة الاجتماعية في المناطق المهمشة، ويؤدي غياب التعليم إلى تفاقم الفقر وتأجيج الإحباطات، مما يوفر بيئة خصبة لتجنيد الشباب من قبل الجماعات المسلحة.
وخلصت مجلة “جون أفريك “ إلى أنه على الرغم من محاولات الجيش المالي استعادة السيطرة في بعض المناطق الرئيسية، إلا أن حالة انعدام الأمن مستمرة، ولا يزال النظام التعليمي في خطر.