استجابة للظروف التي فرضها انتشار فايروس كورونا المستجد
«أصدقاء مرضى السرطان» تبتكر حلولاً نوعية لموصلة تقديم خدماتها ودعمها للمرضى
ضمن مساعيها الرامية إلى مواصلة الارتقاء بمنظومة العمل، وتجويد خدماتها للمرضى، وحرصها على صحة وسلامة أفراد المجتمع، لا سيما المصابين بمرض السرطان، وضعت جمعية أصدقاء مرضى السرطان مجموعة من الحلول الريادية، والأفكار المبتكرة، التي تمكنها من التعامل مع التحديات التي فرضتها الظروف الراهنة، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، ومواصلة تقديم خدماتها ودعمها للمرضى وفق أعلى المعايير.
وبادرت الجمعية إلى توفير الدعم المادي للمرضى عبر تطبيق نظام العمل عن بُعد، مع استمرار استقبال طلبات الدعم المادي، لاستكمال علاج مرض السرطان من ذوي الدخل المحدود في مختلف إمارات الدولة، عن طريق أنشاء استمارة إلكترونية تتيح للمرضي التقدم بطلب المساعدة بكل مرونة من المنزل، وتحميل الوثائق بعد تعبئة البيانات الشخصية.
وفور تلقيها الاستمارة تقوم الجمعية بالتواصل مع المرضى، بهدف المتابعة معهم والرد على استفساراتهم من خلال البريد الإلكتروني أو الهاتف، إلى جانب التواصل مع المستشفيات، للتكفل بعلاج المرضى بعد توفر جميع المستندات المطلوبة.
كما توفر الجمعية الدعم المعنوي للمرضى، من خلال تحويل جميع فعالياتها ومبادراتها إلى الواقع الافتراضي، عبر حسابها @focpuae على منصات التواصل الاجتماعي، حرصاً على الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي، وبهدف تمكين المرضى، والناجين من السرطان من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وتشجيعهم على استغلال الوقت المتاح في تطوير الذات، وتعزيز التواصل الأسري، وممارسة الأنشطة والهوايات المحببة لهم وتنميتها.
وإلى جانب ذلك أتاحت الجمعية للمصابين والناجين من مرض السرطان، فضاءً إلكترونياً يمنحهم فرصة مشاركة الصور، ومقاطع فيديو للأنشطة التي يمارسونها، في خطوة تسعى من خلالها إلى تحفيزهم ودعم بعضهم البعض، حتى يكونوا مصدر إلهام لأنفسهم، كما تم تصميم مواد مرئية مختلفة ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفائدة ورفع الطاقة الإيجابية لديهم.
وتأتي هذه الخطوات النوعية في سياق دور الجمعية ومسؤوليتها المجتمعية، وجهودها للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات للمرضى وذويهم بجودة عالية، بالإضافة إلى ضمان استمرارية منظومة العمل وتكثيف جهود فريق قسم شؤون المرضى لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة بعين الاعتبار.
وإلى جانب هذه الحلول والجهود المبتكرة، وزعت الجمعية على مرضى السرطان وعائلاتهم “المير الرمضاني” بالتعاون مع جمعية الشارقة التعاونية، وشركة “فريش قروتس”، متخذة كافة اجراءات السلامة وسياسيات التباعد الاجتماعي، وحملت طرود “المير” التي تولى توزيعها وإعدادها فريق قمة التطوعي، مواد غذائية واستهلاكية متنوعة مقدمة من “الشارقة التعاونية”، وفاكهة وخضروات مقدمة من “فريش قروتس”، عكست روح التكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك، وجسدت القيم النبيلة الراسخة في المجتمع الإماراتي.
ومنذ انتشار فيروس كورونا كوفيد 19، وإطلاق الدولة لحزمة من الإجراءات الاحترازية، قدمت الكوار الوظيفية العاملة في الجمعية، نموذجاً ملهماً بالالتزام بتلك التدابير ومواصلة العمل عن بعد، وتوفير الدعم اللازم للمصابين وذويهم، إلى جانب مساهمتهم في الحد من انتشار الفيروس من أجل سلامة وأمن مرضى السرطان، نظراً لضعف مناعتهم مما يجعلهم معرضين للإصابة بفيروس كورونا.
وإلى جانب الاستمارة الإلكترونية التي أطلقتها الجمعية عبر الرابط: https://focp.ae/patientform/signup.php لتسجيل طلبات الدعم المادي لعلاج مرضى السرطان، تتيح الجمعية للراغبين من المرضى وذوبهم وللناجين من المرض، فرصة مشاهدة باقة من فعالياتها التوعوية وأنشطتها التفاعلية التي تتضمن فيديو توعوي كرتوني، صممه فريق عمل الجمعية، لتوعية الأطفال المصابين بالسرطان وتعريفهم بمخاطر فايروس كورونا، عبر حسابها على تطبيق يوتيوب «focpuae».
وفي هذا الصدد قالت خولة راشد، مدير إدارة شؤون المرضى في جمعية أصدقاء مرضى السرطان: “على الرغم من الظروف الراهنة التي يشهدها العالم أجمع، وما يصاحبها من تحديات كبيرة، فإن جوهر عمل الجمعية يضع دعم المصابين بالسرطان ضمن الأولويات الرئيسة، ولهذا السبب فإننا نكرس جهودنا في سبيل تقديم أفضل الخدمات لهم وفقا لاحتياجاتهم، بغض النظرعن الظروف التي قد تواجهنا، كما أننا نعمل على ابتكار حلول جديدة لتحقيق هذا الهدف «.
وبدورها أعربت حورية أحمد، مدير شؤون المرضى في الجمعية عن فخرها بفريق العمل، وسعادتها برسائل الشكر والثناء التي تلقتها الجمعية من الناجين من السرطان والمرضى خلال فترة العمل عن بعد، مؤكدة أن الجمعية حققت هدفها الأسمى في البقاء إلى جانب مرضى السرطان ومواصلة دعمهم بكافة السبل والإمكانيات.
ومن جانبه بين ماجد محمد تنفيذي شؤون المرضى في الجمعية، أن الكوادر العاملة في الجمعية أثبتت قدرتها وكفاءتها في التكيف مع ظروف الجائحة، مما أدى إلى تحقيق النجاح في تطوير آليات عمل مرنة لدعم المرضى مادياً ومعنوياً، باستخدام وسائل التواصل الحديثة، والمساهمة بتعزيز عجلة الإنتاج، وتقديم الخدمات بكفاءة عالية.
يُذكر أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان هي مؤسسة ذات نفع عام تأسست عام 1999 بهدف تعزيز الوعي حول ستة أنواع من السرطانات التي يمكن الكشف عنها مبكراً هي؛ سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وسرطان البروستات، وسرطان الجلد، وسرطان الخصية، وسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى توفير الدعم المادي والمعنوي لآلاف مرضى السرطان وعائلاتهم بجميع جنسياتهم وفئاتهم العمرية.