شكل فرصة للقاء المرضى مع المتعافين وسلط الضوء على التأثير الإيجابي للجمعية

«أصدقاء مرضى السرطان» تجمع 100 مريض وذويهم على مائدة الإفطار

«أصدقاء مرضى السرطان» تجمع 100 مريض وذويهم على مائدة الإفطار

• سوسن جعفر: رؤية جواهر القاسمي الملهمة أسهمت في دعم أشخاص أثبتوا أن الأمل هو طريق النجاة
• لينا: دعم الجمعية لي أشعرني أن هناك أشخاصاً طيبين يقفون إلى جانبي
• رفاه: أصبت بسرطان الثدي ثم انتقل المرض للعمود الفقري ولم يزل الأمل يحدوني بالشفاء


نظمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إفطاراً جماعياً لأكثر من 100 شخص من مرضى السرطان والناجين الذين قدمت الجمعية لهم ولعائلاتهم الدعم المادي والمعنوي، حيث تم تسليط الضوء خلال اللقاء على التجارب والتحديات التي مر بها المرضى، والتأثير الإيجابي الذي أحدثته الجمعية في حياتهم، وجهودها في الأخذ بأيديهم إلى بر الأمان، ما كان له بالغ الأثر في التخفيف من آلامهم ومعاناة أسرهم، كما أتاح اللقاء فرصة تواصل المرضى مع عدد من الناجين الذين مروا بتحديات المرض، وأسهم الدعم الذي قدمته لهم الجمعية في تجاوز الخطر وتحقيق التعافي.

حضر حفل الإفطار كل من سعادة سوسن جعفر، رئيسة مجلس إدارة "جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي نائب مدير مجلس الإدارة، والدكتورة سوسن الماضي، المدير العام للجمعية، ونخبة من المسؤولين ورجال الأعمال، ومسؤولي عدد من الجهات الحكومية، وعدد من الأطباء والطبيبات لمشاركة مرضى السرطان على مائدة الإفطار.
وجهت سعادة الدكتورة نعيمة في كلمتها أثناء حفل الإفطار شكراً خاصاً لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وسعادة سوسن الفاهوم جعفر رئيس مجلس إدارة الجمعية ولمعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي نائب رئيس مجلس الإدارة في الجمعية، ولفريق عمل جمعية أصدقاء مرضى السرطان.

قضية نبيلة
وتسعى جمعية أصدقاء مرضى السرطان من خلال تنظيم حفل الإفطار الرمضاني، إلى تكريس قضية مرضى السرطان في المجتمع المحلي، وتسليط الضوء على حاجة تلك الفئة إلى الدعم والمساعدة، ودعوة أفراد المجتمع ومؤسساته إلى التبرع والمساعدة لهذه القضية النبيلة من أجل تقديم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان. كما يمثل اللقاء فرصة للقاء الناجين من مرض السرطان مع مرضى لا يزالون تحت العلاج لتبادل الخبرات فيما بينهم.

أمل الشفاء والتعافي
وفي كلمتها خلال حفل الإفطار الجماعي، قالت سعادة سوسن جعفر، رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: " نلتقي هذا العام لنؤكد أهمية دور جمعية أصدقاء مرضى السرطان في دعم المرضى وتعزيز الوعي بالسرطان، والوقوف إلى جانبهم ومؤازرتهم في كافة التحديات، لكي يبقى الأمل حليفهم، والإصرار والعزيمة سلاحهم الذي يواجهون به المرض للتغلب عليه والوصول إلى مرحلة التعافي، حيث حرصت الجمعية على مدى 23 عاماً من مسيرة الخير والعطاء أن تكون سنداً وداعماً أساسياً لكل المصابين بالسرطان والناجين منهم، وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح من خلال العدد الكبير للمرضى والناجين الذي انتفعوا من تلك الخدمات والثقة التي اكتسبتها الجمعية من جميع المرضى والناجين ومؤسسات الرعاية الصحية".
وأضافت: "ألهمتنا رؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قبل ثلاثة وعشرين عاماً بإنشاء جمعية أصدقاء مرضى السرطان، واليوم تلهمنا قصص الناجين من المرض وأشخاص أثبتوا أن الأمل هو طريق النجاة. ودورنا الوقوف إلى جانبهم وتعزيز ثقتهم وإرادتهم من خلال الجهود التي نترجمها على أرض الواقع والتي كانت ثمرة تعاون بين أسرة الجمعية المكونة من مجلس الإدارة والعاملين فيها وشركاء مخلصين نشكرهم ونثمن دورهم".
وأثمرت مساعي الجمعية خلال العام 2021 في إحداث فارق كبير في قطاع مكافحة مرض السرطان، حيث أسهمت حملة الزكاة في تقديم الدعم لأكثر من 354 مريضاً، بمبلغ قدره 2.2 مليون درهم، وتقديم العلاج الكيميائي لـ 29 من المرضى، إضافة إلى إجراء 5 عمليات جراحية، و 4 علاجات إشعاعية. كما أثمرت الحملة عن إجراء 17 عملية مسح، وساهمت في شراء  53 من المعدات الطبية، وتوفير  20 نوعاً من الأدوية العلاجية لمرضى السرطان، والتي تشكل عبئاً كبيراً على المرضى، نظراً لارتفاع سعرها، فضلاً عن توزيع  206 كوبونات طعام للمرضى وأسرهم.

الحاضنة الأولى
وفي حديث لها حول رحلتها مع مرض السرطان والدعم الذي حظيت به من جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، قالت لينا، إحدى الناجيات من المرض: "كانت جمعية أصدقاء مرضى السرطان هي الحاضنة الأولى لي بعد اكتشاف المرض. فقد ساعدتني في العلاج وكانت متابعة معي في كل خطوة، ودعمتني معنوياً ولم تزل تقدم لي الدعم حتى بعد مرحلة التعافي، حتى أصبحت جزءاً من حياتنا أنا وأولادي؛ حيث أشارك دائماً معهم في الفعاليات الثقافية والصحية والترفيهية والتوعوية، وأشارك الآخرين رحلتي العلاجية".
وأضافت لينا: "في بدايات اكتشاف المرض، كانت تكلفة العلاج من أكبر التحديات التي واجهتني وعائلتي، وكذلك بعدي عن أهلي وكوني أماً زاد من حجم معاناتنا، إلا أني واجهت التحديات بإيماني بالله تعالى والصبر والأمل بالشفاء وكنت مؤمنة بأن حياتي ستستمر. وما زاد من ثقتي وأملي الدعم الكبير الذي تلقيته من جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي شعرت من خلالها أن هناك أشخاصاً طيبين يقفون إلى جانبي ويقدمون لي كافة عوامل الدعم والعون".
منبع أمل
بدورها، قالت رفاه، التي تتلقى العلاج حالياً من قبل الجمعية: "أصبت بسرطان الثدي ثنائي الجانب والعقد اللمفاوية، وعندما اكتشفت الإصابة سكن الحزن قلبي كأي مريض تلقى خبر إصابته بالسرطان، ولكن حمدت الله وفوضت أمري إليه، بالرغم من سوء وضعي المادي والصحي السابق، والآن أعاني من مرض كراون والتهاب الأمعاء التقرحي درجة رابعة، وهو مرض مزمن وعلاجه صعب وأدويته مكلفة، وقد هيأ الله سبحانه وتعالى لنا جمعية أصدقاء مرضى السرطان فكانت خير معين وداعم لي ولأسرتي، مادياً ومعنوياً واجتماعياً، وكانوا لي منبع للأمل والثقة في الشفاء بفضل الله تعالى". وأضافت رفاه: "بدأت العلاج الكيماوي، وكان له آثار جانبية متعبة ومؤلمة، ثم أجريت الجراحة وكانت الأمور بخير إلى أن انتقل السرطان إلى العمود الفقري، والآن أنا بحاجة لعمل جراحي لأنني تعرضت لكسر بإحدى فقرات العمود الفقري بسبب السرطان، ومازلت أحمد الله على كل حال، وعندي الأمل بالشفاء، لا سيما مع الدعم المادي الذي لا تقصر في تقديمه لي جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إضافة إلى المعنوي، من خلال الفعاليات والإرشادات التي نتلقاها من الأطباء الذين يدعموننا بالتوعية والنصائح خلال فترة العلاج".  وفي ختام حفل الإفطار، تقدمت "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" بالشكر لكافة داعمي مبادراتها والمشاركين في تنظيم حفل الإفطار الرمضاني، حيث قامت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي بتسليم شهادات الشكر لكل من سعادة الدكتورة نعيمة آل علي، وسعادة الدكتورة فوزية آل علي، تقديراً لجهودهما في تنظيم حفل الإفطار، كما وزع القائمون على الجمعية الهدايا للمرضى والمتعافين وأطفالهم، حيث كان اللقاء فرصة لإضفاء السرور على قلوب المرضى وذويهم، وأسهم في انخراطهم مع أصحاب حالات تجاوزت المرض، ما بث فيهم روح الأمل بالشفاء، وعزز فيهم الإصرار على مواصلة رحلة العلاج حتى التعافي.