رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
استخدام روسيا لطائرات الهليكوبتر كان أسلوباً قوياً للغاية
«التماسيح الروسية».. عثرة جديدة في وجه الهجوم الأوكراني المضاد
أفخاخ الدبابات الروسية “أسنان التنين” وحقول الألغام والتحصينات متعددة الطبقات، ليست سوى غيض من فيض العقبات التي تواجه الهجوم المضاد الأوكراني الذي ما زال في مراحله المبكرة، وظهر للعيان عدو لدود آخر في الجو يتمثل بمروحية “كا – 52” (التمساح) الهجومية الروسية.
وأفادت صحيفة “فاينانشاال تايمز” البريطانية أنه في واحدة من أولى المعارك ضمن الهجوم الأوكراني المضاد بالقرب من أوريكيف، في مقاطعة زابوريجيا، دخلت سرية مشاة أوكرانية في حقل ألغام وتعرضت لإطلاق نار من مروحيات التمساح، ما أدى إلى خسارة العديد من مركبات برادلي القتالية التي ورّدتها الولايات المتحدة وكذلك دبابة ليوبارد 2 ألمانية الصنع.
ولم يتضح حتى الآن عدد المركبات التي دُمرت أو تم انتشالها فيما بعد، كما لم تسلط كييف الضوء على عدد الجنود الأوكرانيين الذين لقوا مصرعهم. لكن صور تلك المعركة، التي نشرتها وسائل الإعلام الروسية والمدونون المؤيدون للحرب، كشفت عن قوة العقبات التي سيتعين على القوات الأوكرانية التغلب عليها.
نقص الدفاعات
الجوية الأوكرانية
لطالما سلطت القوات الأوكرانية والمحللون والمسؤولون الغربيون الضوء على دور الطيران، بما في ذلك الطائرات المقاتلة الروسية وطائرات الهليكوبتر الهجومية في القضاء على الدروع الأوكرانية، وعدم وجود دفاعات جوية في الخطوط الأمامية لردعهم.
ويقول ستاس، وهو جندي بوحدة للمراقبة تستخدم الطائرات المسيرة لمساعدة قوات المشاة على استعادة الأراضي المفقودة في جنوب البلاد: “رأيت شخصياً خلال الهجوم كيف أطلقت طائرات العدو (المقاتلات النفاثة)، النار فوراً على قواتنا المتقدمة باستخدام قنابل موجهة بالليزر من مسافة بعيدة، ولم تكن تلك حادثة منفردة».
وأضاف ستاس أن استخدام روسيا لطائرات الهليكوبتر لمهاجمة الدروع كان “أسلوباً قوياً للغاية” لم تمتلك أوكرانيا القدرة على مواجهته، وناشد الغرب تزويد بلاده بمروحيات أباتشي الهجومية الأمريكية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز “إف-16».
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي بقواته لمواصلة تقدمها في المناطق التي تخضع لسيطرة روسيا على الرغم من “تفوق موسكو الجوي والمدفعي».
تفوق جوي روسي
ودفاع أوكراني محكم
وعلى الرغم من التفوق التقني لسلاح الجو الروسي، فإنه لم يتمكن من السيطرة على الأجواء الأوكرانية تماماً بفضل الدفاعات الجوية الأوكرانية الواسعة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي عززتها لاحقاً الأنظمة الغربية. وكانت المقاتلات الروسية التي تبتعد كثيراً عن خط المواجهة وتتوغل في الأراضي الأوكرانية تتعرض لخطر إسقاطها.
وأوضح التقرير أن الطائرات المقاتلة والمروحيات الروسية تستغل حالياً أوجه القصور في الدفاعات الجوية الأوكرانية على خط المواجهة.
وتستخدم كييف أنظمة صواريخ أرض-جو عديدة تعود إلى الحقبة السوفيتية، لكنها لا تمتلك عدداً كافياً منها لتوفير غطاء كامل لقواتها، ما يجعلها تعتمد جزئياً على الصواريخ قصيرة المدى المحمولة على الكتف والتي تتطلب من المشغل رؤية الهدف قبل إطلاق النار.
وقال طيار من سلاح الجو الأوكراني إن “الصواريخ قصيرة المدى المحمولة على الكتف ليست فعالة للغاية ليلاً”، مضيفاً: “نحتاج لأنظمة كشف وتوجيه سواء أنظمة رادار أو أنظمة بصرية إلكترونية».
ومع تكثيف الضربات الصاروخية الروسية ضد العديد من المدن الأوكرانية منذ أوائل مايو (أيار)، كان على القوات المسلحة الأوكرانية أن تحتفظ بأنظمة صواريخ أرض - جو في مواقعها لحماية السكان المدنيين بدلاً من نقلها إلى خط المواجهة.
وأدت الخسائر في المعارك الأولى للهجوم المضاد للقوات الأوكرانية إلى مسارعة الحلفاء الغربيين لتزويد كييف بـ أنظمة دفاع جوي وذخيرة إضافية.
يقول ميكولا بيليسكوف، وهو زميل باحث في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف: “تتمثل أهم مشكلة تواجه أوكرانيا في حاجتها إلى تنفيذ مهمتين للدفاع الجوي في وقت واحد - وهما حماية المناطق الحضرية الرئيسية والمناطق الصناعية».
«التمساح» في
مواجهة الصواريخ
يُذكر أن مروحية “التمساح” يمكن أن تكون هدفاً لصواريخ أرض - جو عندما تدخل في نطاق تغطيتها. وقد خسرت روسيا 35 من تلك المروحيات على الأقل منذ فبراير (شباط) من العام الماضي، بحسب أوريكس، التي توثق خسائر المعدات في الحرب. وزعم الكولونيل يوري إغنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إسقاط أربع مروحيات في الأسبوع الماضي. وقلل إغنات من أهمية التهديد الذي تشكله طائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية خلال الهجوم المضاد، قائلاً إن “كا -52 ليست من المروحيات التي تحقق السيطرة الجوية”، كما أنها لم توفر للروس “القوة النيرانية بالمستوى الذي يُحدث فرقاً في ساحة المعركة».
وأوضح إغنات أن التهديد الجوي الأكبر للقوات الأوكرانية يأتي من الطائرات المقاتلة الروسية التي كانت تمتلك رادارات أقوى وصواريخ أطول مدى من الطائرات السوفيتية الأقدم في أوكرانيا.
وقال إن ضعف القوات الأوكرانية يُبرز على الحاجة إلى طائرات غربية الصنع، مثل “إف-16».