محمد بن راشد: سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتواصل معهم
«الجميع تحت الرقابة».. كيف تتبع الروس «بدقة» 7 اختيارات لترامب؟
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن المسؤولين ووسائل الإعلام الروسية كانوا يراقبون من كثب اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لأعضاء حكومته.
وأضافت أنهم جميعًا «يتتبعون بدقة مواقف المرشحين بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا وآراء الرئيس فلاديمير بوتن، على أمل التنبؤ بسياسات ترامب الذي يُعرف بأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته».
ووفقًا للصحيفة «كان في وسائل الإعلام الحكومية الروسية تدقيق وثيق وآراء حادة بشأن الاختيارات».
وحتى الآن، كانت النتيجة مختلطة من المنظور الروسي، بدءًا من اختيار تولسي جابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، التي كانت متعاطفة مع موسكو لسنوات، إلى اختيار مستشار الأمن القومي مايكل والتز، الذي يدعو إلى إيجاد نفوذ لجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات.
ووصف المعلقون المؤيدون للكرملين بعض التعيينات بأنها متفائلة بحذر بالنسبة لروسيا، على أمل أن يتابع الجمهوريون في النهاية ما يرون أنه حل «براغماتي» للحرب في أوكرانيا، وهو إجبار كييف على تسوية سلمية والتحول إلى القضايا الداخلية.
مديرة الاستخبارات الوطنية
وأثار تعيين تولسي غابارد رئيسة للاستخبارات الوطنية القدر الأكبر من الإثارة في روسيا، لأنها كانت تعد منذ مدة طويلة محبوبة لدى شبكة «آر تي» الروسية التي عملت على تضخيم تعاطف غابارد مع الرئيس السوري بشار الأسد وبوتين.
وبعد الإعلان نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» مقالاً أشار إلى أن النائبة الأمريكية السابقة «تلوم البيت الأبيض حصريًا على الصراع في أوكرانيا وهي متعاطفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وذكر المقال أن «تولسي لديها نظرية مفادها أن الديمقراطيين دبّروا استفزازًا في أوكرانيا وبدأوا في شيطنة روسيا من أجل منع ترامب من أن يصبح رئيسًا».
المبعوث الخاص
لأوكرانيا وروسيا
وقوبل اختيار ترامب لكيث كيلوغ مبعوثًا جديدًا لقيادة المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا برد فعل فاتر في موسكو.
وأشار سيرغي ماركوف، المحلل السياسي المرتبط بالكرملين، إلى أن موسكو ترى أن كيلوغ من المرجح أن يسير على خطى كيرت فولكر، مبعوث ترامب إلى أوكرانيا خلال ولايته الأولى، الذي لم يكن يحظى بشعبية كبيرة في روسيا.
وتفحص محللون آخرون خطة كيلوغ للسلام، التي تدعو إلى وقف سريع لإطلاق النار وتسوية تفاوضية، ما يعني ضمنًا تنازلات إقليمية.
واقترح كيلوغ ربط المساعدات الأمريكية بمشاركة كييف في محادثات السلام، في حين هدد بإعطاء أوكرانيا «كل ما تحتاجه للقضاء على بوتين في الميدان» إذا رفضت موسكو التفاوض.
وزير الخارجية
وأبرزت قناة «زفيزدا» التلفزيونية، وهي قناة ممولة من وزارة الدفاع الروسية، معارضة وزير الخارجية الذي اقترحه ترامب ماركو روبيو لاستمرار المساعدات لأوكرانيا.
وفي عام 2022، صوّت روبيو لصالح حزمة مساعدات لأوكرانيا لكنه تراجع عن موقفه منذ ذلك الحين، إذ لاحظ المعلقون الروس التغيير في سجله عندما يتعلق الأمر بالحرب. ومع ذلك، يرى خبراء آخرون أن روبيو لديه موقف تجاه روسيا أكثر عدوانية من موقف الرئيس القادم.
مستشار الأمن القومي
إلى جانب روبيو، فإن ترشيح مايكل والتز لمنصب أمني رئيسي هو من بين «أكثر الاختيارات إثارة للقلق بالنسبة لموسكو».
ويُنظر إلى عضو الكونغرس باعتباره «صقرًا عازمًا» على إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر «استعادة الردع».
ومن ناحية أخرى، كانت هناك تصريحاته حول الحاجة إلى إنهاء الحرب «بشكل مسؤول» ومعارضته للدعم الإضافي لأوكرانيا، التي تم تداولها على نطاق واسع في الأخبار الروسية.
ولكن انتقاده الشامل لموسكو، ووصفه روسيا بأنها «محطة وقود نووية»، والدفع نحو فرض عقوبات أكثر صرامة على الطاقة والحديث عن الحاجة إلى «إيقاف بوتين»، اعتبارات أضافت إلى مخاوف موسكو من أن رئاسة ترامب قد لا تحقق كثيرًا من المكاسب للكرملين.
وزير الدفاع
وكانت خلفية وزير الدفاع المقترح بيتر هيغسيث مقدم البرامج في قناة «فوكس نيوز»، مصدرًا للسخرية بين الخبراء الروس، الذين رأوا في هذا الاختيار محاولة من جانب ترامب «لإثارة استفزاز الدولة العميقة الأمريكية».
ووصف مقال رأي على شبكة «آر تي» الحكومية ، هيغسيث بأنه «شخصية غريبة الأطوار»، ومن المرجح أن تغرق خطته الكبرى لإصلاح الجيش الأمريكي، بما في ذلك إزالة الجنرالات «المستيقظين»، والقضاء على جهود التنوع في البنتاغون، في «الاحتكاكات الإدارية».
وقال المقال: «سيستغرق هذا بضع سنوات... ولن يتبقى الكثير من الوقت للتحضير الفعلي وإدارة الحروب»، مضيفًا أن «موسكو تأمل أن يفي ترامب بوعده بالتركيز على الشؤون الداخلية».
مدير CIA
وركز المعلقون الروس على فترة جون راتكليف مدير المخابرات الوطنية في إدارة ترامب الأولى، وتصميمه على رفع السرية عن التقارير التي قال إنها تثبت أن التدخل الروسي في انتخابات 2020 كان «خدعة»، وهي الرواية التي رحب بها الكرملين. ووفقًا لدونالد ترامب، كان راتكليف هو الذي كشف «كذبة» هيلاري كلينتون بأن روسيا تدخلت في انتخابات 2016. ومع ذلك، أشار خبراء روس إلى أن راتكليف انتقد إدارة بايدن لما اعتبره رد فعلها الضعيف على غزو روسيا.
وزير الخزانة
وحذرت منصات الأعمال الروسية من أن اختيار ترامب لمدير صندوق التحوط سكوت بيسنت لوزارة الخزانة، يتماشى مع ما شهدته موسكو تقليديًا، منذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، عقوبات تلو الأخرى. وفي مقابلة مع مجلة «بارونز»، قال بيسنت إن «رد الولايات المتحدة على حرب أوكرانيا كان ضعيفًا». ورفض فكرة جعل أوكرانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي. وبالنسبة لروسيا، فإن هذا المنصب الوزاري هو مفتاح لأن أحد أهداف بوتين في أي مفاوضات بشأن اتفاق سلام في أوكرانيا هو رفع بعض العقوبات المفروضة على البلاد منذ عام 2022.