«الحكومة الثالثة».. هل تنقذ ليبيا من حرب أهلية ؟

«الحكومة الثالثة».. هل تنقذ ليبيا من حرب أهلية ؟


عاد شبح الحرب الأهلية إلى ليبيا من جديد في أعقاب الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس على مدار الأيام القليلة الماضية والتي تعتبر الأسوأ منذ عامين ونشبت بين قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الديبية ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا.
ويرى مراقبون أن ليبيا عادت إلى المربع الأول من الأزمة، ولابد من تدخل عاجل لإنقاذ الموقف السياسي وحسم الأمور، وإيقاف صراع الحكومتين على السلطة من خلال التوجه إلى الانتخابات في أسرع وقت.

وقال المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق “لا أتصور أن يستمر التصعيد في طرابلس بعد أن استمرت الاشتباكات ساعات وهدأت بعد أن جاءت أوامر خارجية بوقف المعارك والانسحاب من داخل العاصمة الليبية طرابلس”. وأضاف “هذا يؤكد أنه لم يعد هناك إرادة وطنية ولا سياسية ولا أمنية ولا اقتصادية، وإن أوراق اللعبة لم تعد في أيدي الشعب الليبي نفسه، وإنما الواجهة السياسية والأمنية الاقتصادية أصبحت في جعبة الأيادي الخارجية».

وأوضح معتوق لـ24 أن الاشتباكات التي شهدتها طرابلس “ستكون الأخيرة لأنه من الواضح أن مشروع فتحي باشاغا سقط، وتم دفعه لهذه العملية غير المدروسة، حيث إن إدارة المعركة كانت حساباتها خاطئة، وهناك من أراد أن يورط رئيس الحكومة المعينة من البرلمان فتحي باشاغا ويحرقه سياسياً، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يستمر عبد الحميد الديبية في منصبه رئيساً للحكومة».

وتوقع السياسي الليبي أن يكون هناك اتفاق اقليمي ودولي على أن يتم الاتجاه إلى تسمية رئيس حكومة ثالثة وسيتم من خلال التوافق المصري التركي والاتجاه إلى انتخابات مقبلة تساهم في تعزيز الاستقرار وإعادة مؤسسات الدولة الليبية مثلما كانت.

ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف يرأسها،
عبدالحميد الدبيبة، الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة، فتحي باشاغا، عينها البرلمان في فبراير(شباط) الماضي ومنحها ثقته في مارس وتتخذ من سرت (وسط البلاد) مقراً مؤقتاً لها بعدما مُنعت من دخول طرابلس على الرغم من محاولتها ذلك.
فيما دعا مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير إبراهيم الشويمي إلى ضرورة التدخل العاجل من قبل مصر والدول الفاعلة في الأزمة الليبية لإنقاذ البلاد من العنف المستمر التي تشهده خلال الفترة الماضية والمساهمة في حقن الدماء.

وقال السفير الشويمي لـ24 إن “الدولة الليبية كلما تقترب من التوافق السياسي تتدخل أطراف خارجية وتعمل على إشعال الفتنة بين الأطراف المختلفة، وتعود إلى المربع الأول من الأزمة، وهو ما يؤدي إلى استمرار الفراغ السياسي وعدم الذهاب للانتخابات طيلة الفترة الماضية، وأنه لا حل إلا بالاتجاه إلى تسمية رئيس حكومة ثالثة يتم التوافق عليها في أقرب وقت».

كما شدد الدبلوماسي المصري على ضرورة تغليب المصالح العامة للدولة على المصالح الشخصية وتقديم تنازلات من أجل الشعب الليبي وحقن الدماء في البلاد، حيث لا يتصور أحد أن تبقى دولة بلا رئيس وحكومة منتخبة متوافقة عليها الشعب منذ أكثر من 10 سنوات.وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر من  2020، وتولى سلطة تنفيذية موحدة إدارة أمور البلاد في فبراير(شباط)  2021.