«الصقار الأول» يثري مسيرة نجاح وريادة «معرض أبوظبي للصيد والفروسية»

«الصقار الأول» يثري مسيرة نجاح وريادة «معرض أبوظبي للصيد والفروسية»


أرسى معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، على مدار أكثر من 20 عاماً، مسيرة ملهمة من النجاح والريادة، كثمرة لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، "الصقار الأول" ورائد حماية الطبيعة، الذي جمع بين حبه العميق لفن الصقارة الأصيل ووعيه المُتقد بأهمية الحفاظ على البيئة والتنوّع الحيوي.
وترك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ، إرثا خالدا يجمع بين صون الهوية والحفاظ على البيئة وتقدير الإنسان، وجعل من الصقارة جسراً بين الماضي والمستقبل، ومن حماية الطبيعة أولوية وطنية وإنسانية.
وبفضل إستراتيجيته في الصيد المستدام ورؤيته الحضارية لحماية البيئة والتراث، رسم الشيخ زايد ملامح الجهود لتسجيل الصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، مما ضمن حماية هذا الإرث للأجيال القادمة.
كما كرس جهوده لإطلاق برامج الصيد المستدام، وإنشاء المحميات الطبيعية، ومشاريع إكثار الصقور والحبارى، فضلا عن تأسيس هيئات ومؤسسات بيئية مختصة، وإصدار قوانين وتشريعات تنظم العمل البيئي على مستوى الدولة، وتضمن في الوقت نفسه التواصل مع الهيئات الدولية المماثلة.
ووضع القائد المؤسس خبرته في مجال الصقارة في كتابه "رياضة الصيد بالصقور" الصادر عام 1976، والذي يعد مرجعا مهما في هذه الرياضة العريقة، بل لعله أوسع المراجع وأكثرها دقة، إذ استندت معلوماته إلى الممارسة والخبرة.
كما شكل مؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة، الذي وجه المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه" بتنظيمه في أبوظبي عام 1976، أولى المبادرات العالمية غير المسبوقة، ومهد الطريق نحو تعاون دولي لحماية الصقارة كتراث إنساني، وكان الشيخ زايد أول من ربط بين الصقارة والاستدامة، مؤكداً أن الصيد يجب أن يكون مسؤولاً، فمنع الصيد الجائر، وأطلق مشاريع إكثار الحبارى، وأنشأ محميات طبيعية لحماية الصقور وبيئاتها، كما وجه بتأسيس نادي صقاري الإمارات ليكون وجهة ريادية في صون الصقارة.
وجمع المؤتمر آنذاك، وللمرة الأولى، بين صقاري الجزيرة العربية وصقاري أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى، وكان منطلقا حقيقيا للإستراتيجية التي وضعها الشيخ زايد " طيب الله ثراه " لحشد الصقارين ليكونوا في طليعة جهود المحافظة على الطبيعة.
وفي مجال حماية الصقور وطرائدها، كان الشيخ زايد أول من أدرك المخاطر التي تواجه أنواع الطيور، فأنشأ عدة مشاريع لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، منها مستشفى أبوظبي للصقور، وفي المملكة المغربية عام 1995 مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية لإكثار الحبارى وإطلاقها في البرية، كما دعمت دولة الإمارات إنشاء الهيئة العالمية للحبارى في باكستان.
كما تم إشهار نادي صقاري الإمارات عام 2001، وانطلقت الدورة الأولى لمعرض أبوظبي للصيد والفروسية عام 2003، حيث وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بأن يكون المعرض على مستوى عالمي.
واحتفت مجلة "الصقار"، الصادرة عن نادي صقاري الإمارات، بالشيخ زايد في عددها الأخير تزامناً مع الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وجاء ملف العدد بعنوان: "الشيخ زايد: الصقار الذي صان البيئة وعلّم أجيال العالم فن الصيد وأدب الصحراء" ، وسلط الملف الضوء على الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ، في صون التراث الثقافي للصقارة وحماية هذا الفن الأصيل.
كما استعرض أبرز مبادراته للحفاظ على الصقارة كجزء من الهوية الوطنية الإماراتية، إضافة إلى تأثيره على الأجيال المتعاقبة في الاهتمام بالصقور وفنون تدريبها. وجاء العدد مزوّداً بصور أرشيفية نادرة وتقارير توثيقية تؤكّد مكانة الشيخ زايد كرمزٍ للحفاظ على التراث وصون البيئة.
ويواصل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ترسيخ مكانته على خارطة الريادة العالمية بفضل إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ورؤية ودعم القيادة الرشيدة، ليعزز هذا الحدث العالمي دوره في ترسيخ الصيد المستدام، ودعم إستراتيجية الحفاظ على التراث والتقاليد والقيم الأصيلة التي تتميز بها دولة الإمارات.