«القنابل الانزلاقية».. سلاح روسي يثير رعب أوكرانيا والناتو
كشف تقرير لمجلة لمجلة «ذا ناشونال إنترست» الأمريكية، أنه لا يوجد إلا عدد قليل من التدابير المضادة التي يمكن للأوكرانيين وحلفائهم في حلف شمال الأطلسي «الناتو» استخدامها لوقف القنابل الانزلاقية الروسية والتي تشكل خطراً يهدد أوكرانيا والناتو.
وذكر التقرير أن القنابل الانزلاقية الروسية تعد سببًا في إزعاج مخططي الدفاع في حلف شمال الأطلسي إلى الحد الذي دفع الحلف إلى الإعلان عن مسابقة لمكافحة القنابل الانزلاقية. وقال إن حلف شمال الأطلسي اضطر إلى الاعتراف في أفعاله بما رفض الاعتراف به في أقواله منذ بداية حرب أوكرانيا، إذ تشكل له روسيا تهديداً عسكرياً مستداماً.
وأشار إلى أن القنابل الانزلاقية نظام بسيط إلى حد ما، كما يوحي اسمها. وعلى النقيض من الصواريخ المجنحة أو حتى أنظمة الصواريخ الفرط صوتية في العديد من الترسانات الحديثة، فإن القنابل الانزلاقية مرادفة للقنابل «الغبية».
وتم تعزيز هذه القنابل «الغبية» بأنظمة توجيه بدائية، حتى أن بعضها يحتوي على أجنحة. وبذلك يتم تحويل هذه القنابل «الغبية» إلى قنابل ذكية إلى حد ما، وإن كانت شديدة الفتك.
الميزة الأساسية لهذه الأسلحة هي أنها تسمح للطائرات بمهاجمة الأهداف دون الدخول في نطاق الدفاعات الجوية للعدو.
ويعد هذا مهماً بشكل خاص بالنسبة لروسيا، فقد نشر الأوكرانيون بمهارة الدفاعات الجوية التي يوفرها حلف شمال الأطلسي لإبطاء الحملة الجوية الروسية ضد القوات البرية الأوكرانية.
وللتغلب على هذا التهديد، أطلقت قوات الدفاع الجوي الفضائي الروسية قنابل قديمة من الحقبة السوفييتية مثل FAB-500 أو FAB-1500، تمت ترقيتها بمجموعات وحدة الانزلاق والتصحيح الموحدة.
وكانت القنابل الانزلاقية الروسية مفيدة في تحقيق النجاحات الروسية في ساحة المعركة، خاصة في أماكن مثل أفدييفكا.
وبرز نشرها لقدرتها العميقة على تفجير المواقع الأوكرانية المحصنة التي لا يمكن تحقيقها عادة إلا بالمدفعية أو الصواريخ الأكثر تقدمًا، وكلاهما لا بد أن يُطلَق من مسافة أقرب إلى تلك المواقع، وهذا يعني أن الطائرات والقوات الروسية التي تطلق هذه الأنظمة ستتعرض لخطر أعظم من قِبَل الدفاعات الأوكرانية.
ونظراً إلى بساطتها النسبية، فإن القنابل الانزلاقية رخيصة. ويسمح هذا الجانب بشن عدد أكبر من الهجمات، وهو عنصر أساس في استراتيجية روسيا لهزيمة أوكرانيا التي تتمثل بحشد وتشبع الأنظمة الدفاعية الأوكرانية، واستنزاف المدافعين الأوكرانيين من مخزونات الذخيرة والسماح بالنصر النهائي للقوات الروسية الأكبر حجماً. ولا يوجد غير عدد قليل من التدابير المضادة التي يمكن للأوكرانيين وحلفائهم في حلف شمال الأطلسي نشرها لوقف التهديد الروسي بالقنابل الانزلاقية.
ومن بين هذه التدابير المضادة محاولة بسيطة لإسقاط الطائرات الحربية الروسية قبل أن تتمكن من نشر قنابلها الانزلاقية.
وكانت بطاريات صواريخ باتريوت التي قدمتها الولايات المتحدة مفيدة في هذا المسعى. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة نادرة نسبيا.
ويأمل حلف شمال الأطلسي في إنشاء مزيد من التدابير المضادة ضد تهديد القنابل الانزلاقية الروسية، ويريد أن يكون قادراً على تحديد هجمات القنابل الانزلاقية القادمة بشكل أفضل، وإنشاء أنظمة يمكنها اعتراض القنابل وتدميرها فعليًا قبل أن تتمكن من ضرب أهدافها.
العناصر الأخرى التي تنظر إليها المنافسة هي تعطيل القنابل الانزلاقية إلكترونياً، التي تعتمد على الرادار والليزر وغيرهما من التقنيات لتحديد هدفها، وتحييدها بهذه الطريقة.
ولكن، لم تتجاوز أي من هذه الأساليب الأخرى للدفاع ضد القنابل الانزلاقية الروسية المرحلة النظرية.
وهذه مشكلة كبيرة، إذ تشعر أوكرانيا بشكل متزايد بضغط الهجوم الروسي المتجدد، وبأن إدارة ترامب أقل اهتماماً بكثير من إدارة بايدن بالحفاظ على درجة عالية من الدعم لكييف.
الأمر الأكثر أهمية هو أن الاستخدام المبتكر للقنابل الانزلاقية من قبل روسيا يؤكد موضوعاً رئيساً كان يتكرر طوال الحرب الدموية. إنه عرض كلاسيكي للتكنولوجيا العالية مقابل التكنولوجيا المنخفضة.
في أوقات مختلفة، اعتمدت كل من روسيا وأوكرانيا على منصات معقدة ومكلفة في المعركة. ومع ذلك، كان أداء هذه المنصات أقل من المتوقع بشكل متكرر. وكان أداء الأنظمة الأبسط والأرخص والأقدم أفضل بكثير في ساحات القتل في أوكرانيا. والقنابل الانزلاقية مثال ممتاز على ذلك. ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب كبح جماح الإنفاق الحكومي المفرط، بما في ذلك الإنفاق الدفاعي، وعندما أثبتت روسيا أنها قادرة على فعل المزيد بموارد أقل من حيث الإنفاق الدفاعي وفي ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة، ربما يتعين على الغرب، الآن، أن يعيد النظر في هوسه بالمنصات المكلفة والمعقدة، بحسب المجلة. وخلص التقرير إلى القول إنه بدلاً من التركيز على هذه المساعي الباهظة الثمن، ينبغي للجيوش الغربية أن تبحث عن النظام الأبسط والأرخص، والأقدم إذا لزم الأمر، الذي ينجز المهمة بشكل أسرع.