ضمن مشاركته في مؤتمر «العنف الديني والشرق الأوسط» في المجر
«تريندز» يؤكد أن «التسامح والتعايش والتعددية الثقافية» آليات فعالة لمواجهة العنف الديني
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مؤتمر "العنف الديني والشرق الأوسط"، الذي نظمه معهد الدانوب في العاصمة المجرية بودابست على مدار يومي الخامس والسادس من سبتمبر الجاري، حيث مثل المركز في المؤتمر الدكتور كريستيان ألكسندر رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في "تريندز"، وشارك بورقة بحثية حملت عنوان: "التسامح والتعايش وسياسة التعددية الثقافية: كيفية مواجهة العنف الديني".
وتأتي مشاركة مركز تريندز في هذا المؤتمر في إطار تفعيل اتفاقية التعاون والشراكة التي وقعها المركز في شهر أكتوبر 2021 مع معهد الدانوب في المجر، والهادفة إلى تعزيز التعاون العلمي والمعرفي بين الجانبين، والمشاركة التبادلية في المؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية الدولية.
العنف الديني
وقدم الدكتور كريستيان ألكسندر، رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال الجلسة الثانية للمؤتمر، والتي جاءت تحت عنوان: "العنف الديني في الشرق الأوسط"، ورقة بحثية بعنوان: "التسامح والتعايش وسياسة التعددية الثقافية: كيفية مواجهة العنف الديني".
وأكد الدكتور كريستيان ألكسندر خلال الجلسة على فكرة ومفهوم التسامح والتعايش والتعددية الثقافية ومكانتها بين الأساليب "الناعمة" والجهود الدبلوماسية المتبعة حالياً في مكافحة الإرهاب ومواجهة خطاب التطرف والعنف الديني، مشيراً إلى أن إحدى السمات المميزة لهذه الأساليب الناعمة، هي أنها مصممة لكسب قلوب وعقول الأشخاص الذين تحولوا أو يتحولون نحو التطرف والتعصب والمغالاة والتشدد باستخدام أساليب غير قسرية.
التطرف العنيف
وذكر رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أنه لطالما ركز المدافعون عن الأساليب الناعمة على التدابير الوقائية، حيث إن الفكرة التي تقوم عليها الأساليب الناعمة هي أن المتطرفين الذين يلجؤون إلى العنف لا ينبغي محاربتهم فقط باستخدام أجهزة الاستخبارات وقوات الشرطة والوسائل العسكرية، بل يجب أيضاً معالجة الأسباب الهيكلية للتطرف العنيف، بما في ذلك عدم التسامح وفشل الحكومات والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما استعرض خلال الجلسة عدداً من الحالات النموذجية التي طبقت مفاهيم التسامح ونهج التعايش وسياسة التعددية الثقافية، بغرض تقديم عينة استخدمت فيها أساليب مختلفة وتحققت فيها مستويات متفاوتة من النجاح.
جلسات رئيسية
ويعد مؤتمر "العنف الديني والشرق الأوسط" هو الحدث الثاني لمعهد الدانوب في بودابست الذي يعقد ضمن مشروع بحثي واسع النطاق، يحمل عنوان "العنف ضد المجتمعات والمؤسسات المسيحية"، وتألف هذا المؤتمر، الذي امتد على مدار يومي الخامس والسادس من سبتمبر الجاري، من ثلاث جلسات رئيسية مصممة لتقديم نظرة عامة وشاملة حول ظاهرة العنف الديني الذي تتعرض له أو تواجهه المجتمعات والمؤسسات المسيحية في الشرق الأوسط.
وتضمن المؤتمر كلمة رئيسية ألقاها تريستان أزبج، وزير الدولة المجرية لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين، ورئيس برنامج هنغاريا للمساعدة، بحضور باحثين وأعضاء في معهد الدانوب، إضافة إلى مجموعة واسعة من الأكاديميين والباحثين والخبراء من مراكز فكرية وبحثية عدة، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية مثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، ومؤسسات علمانية وكنسية مقارّها في الشرق الأوسط.