كييف تستعد لبناء الكثير من صواريخ «كروز تريمبيتا» وذخائر بعيدة المدى

«تلغراف»: أوكرانيا تبني صاروخها الخاص تحسبا لوقف ترامب الدعم

«تلغراف»: أوكرانيا تبني صاروخها الخاص تحسبا لوقف ترامب الدعم


قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية، إن أوكرانيا  تبني صاروخها الخاص «كروز تريمبيتا»، في إطار جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقلال في القوة النارية، لا سيما مع قرب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أنه مع بقاء ثلاثة أسابيع فقط على تولي ترامب لمنصبه، تسارع إدارة الرئيس الحالي جو بايدن إلى تزويد أوكرانيا بأكبر عدد ممكن من الأسلحة. 
ولفتت إلى قلق بايدن من «أن يفعل  ترامب المتهور والمؤيد للسلطوية ما هدد بفعله، وتقليص أو إنهاء المساعدات الأمريكية لأوكرانيا»، على حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن «الحكومة الأوكرانية لا تخاطر بأي شيء، فهي تسارع إلى تطوير أسلحة يمكنها تصنيعها ودفع ثمنها واستخدامها بمفردها، مع أو بدون الأمريكيين غير الموثوق بهم، والذين لا يمكن توقع أفعالهم».
وأكدت أن أوكرانيا تستعد لبناء الكثير من صواريخ «كروز تريمبيتا» وغيرها من الذخائر بعيدة المدى، في انتظار اليوم الذي ستنفد فيه ذخائرها الأمريكية المخصصة، وأبرزها الصواريخ الباليستية من طراز «أتاكمز»، التي يبلغ مداها 190 ميلًا. 
 ووفق الصحيفة، يبلغ طول «كروز تريمبيتا»، الذي يتم إطلاقه من منصة إطلاق، سبعة أقدام فقط، ويزن 200 رطل، وهو ليس ذا مظهر رائع، إذ يشبه نسخة حديثة مصغرة من قنبلة «V-1» الطنانة، التي استخدمتها ألمانيا النازية، والمعروفة أيضًا باسم «doodlebug».
وبينت أن «كروز تريمبيتا» يجمع بين محرك نفاث نبضي صاخب وهيكل بسيط، وجسم على شكل أنبوب وجناح مربع، وتوجيه بسيط يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). 
وقالت «تلغراف» إن هذه البساطة تمنح «تريمبيتا» أفضل ميزة له، ألا وهي تكلفته المنخفضة، حيث تبلغ تكلفة صاروخ تريمبيتا الأساسي، الذي هو قيد التطوير منذ عام 2023، 10000 دولار فقط.
وأوضحت أن مدى الصاروخ يبلغ 90 ميلًا فقط، برأس حربي يزن 40 رطلًا.
وتعمل شركة «PARS» الأوكرانية التي تصنع «تريمبيتا»، على إصدار نسخة أكبر حجمًا وأبعد مدى، بحيث يجب أن يكون قادرًا على الوصول إلى موسكو، على بعد 400 ميل من الحدود الأوكرانية، بحسب الصحيفة. 
وأكدت أنه من المفترض أن يكون هذا الإصدار جاهزًا في غضون عام تقريبًا، إذ سيكلف بلا شك أكثر من 10 آلاف دولار، لكنه مع هذا سيظل أرخص ذخيرة في العالم مستخدمة للضربات العميقة.
ولفتت إلى أن تكلفة الصاروخ الواحد من «أتاكمز» تبلغ أكثر من مليون دولار. 
ولا يوجد سبب يمنع أوكرانيا من الحصول على آلاف الصواريخ من طراز تريمبيتا، حتى بدون مساعدة مالية أجنبية، وفق الصحيفة.
وقالت إنه «لا يمكن قول الشيء نفسه عن الذخائر المحلية باهظة الثمن التي تعمل كييف على تصنيعها، كصواريخ هريم-2 الباليستية، وصواريخ كروز نبتون، على سبيل المثال لا الحصر».
وبحسب «تلغراف»، تحتاج أوكرانيا إلى تكثيف قصفها للمدن والقواعد والمصافي والمصانع الروسية على نطاق واسع، لكي تضاهي القصف الروسي الهائل للمدن والقواعد ومحطات الطاقة والمصانع الأوكرانية.
ولفتت إلى أن الأعداد الصغيرة من صواريخ كروز أتاكمز وستورم شادو التي تلقتها أوكرانيا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، ليست كافية لشن حملة ضربات عميقة مكثفة.
ورجحت أن تكون المئات من صواريخ كروز أتاكمز التي قدمها بايدن لأوكرانيا، هي الصواريخ الوحيدة التي قد تحصل عليها أوكرانيا على الإطلاق، إذا قيد ترامب أو ألغى المساعدات الأمريكية في هذا الشهر.
ولإيضاح الصورة أكثر، فإن صاروخ تريمبيتا ليس صاروخًا من نوع أتاكمز أو ستورم شادو، فهو يفتقر إلى الحمولة التي تتمتع بها الذخيرة الأمريكية، والقوة الاختراقية التي تتمتع بها الذخائر البريطانية والفرنسية، ودقة هذه الذخائر، وفق الصحيفة. 
وقالت إن استبدال الذخائر الأجنبية الأكبر حجمًا والأكثر دقة، بالذخائر الأوكرانية الأصغر حجمًا والأقل دقة، من شأنه أن يرغم الأوكرانيين على إعادة النظر في الأهداف التي يضربونها وبكيفية ذلك.
وتوقعت الصحيفة أن يعمل وابل من صواريخ تريمبيتا بشكل جيد ضد مجمع مصنع مترامي الأطراف، على سبيل المثال، لكنه قد لا يعمل بشكل جيد ضد المخابئ القيادية تحت الأرض التي كان الأوكرانيون يوجهون إليها صواريخ ستورم شادو.
وبالاعتماد على أسلحتهم الخاصة، قد يضطر الأوكرانيون إلى اللجوء إلى ضرب مجموعة مختلفة من الأهداف، لكن على الأقل يمكنهم الاستمرار في الضرب، وفق الصحيفة.