«تمرد فاغنر» يدفع إسرائيل لإعادة النظر في مفهوم الحرب الأوكرانية

«تمرد فاغنر» يدفع إسرائيل لإعادة النظر في مفهوم الحرب الأوكرانية

ذكر موقع “واللا” العبري، أن المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية في إسرائيل عالق بالمفهوم الذي تم إنشاؤه في الحكومة السابقة، والذي ينص على “تمجيد الجيش الروسي وتجنب إجراءات الدعم في أوكرانيا خوفاً من المساعدات الروسية لإيران».
ولفت الموقع إلى أن تمرد “فاغنر” يثبت أن اليوم التالي للحرب في أوكرانيا يقترب، وأنه قد حان الوقت لإسرائيل أن تعيد النظر في سياستها.
 
وأضاف واللا في تحليل، أن تمرد فاغنر أثبت :كيف تتغلب الشرنقة على صانعها، ورأى كل العالم ذلك، أن الطاهي الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكبر تهديد لحكمه منذ دخوله الكرملين في عام 2000». وقال الموقع إن “نظام الرئيس الروسي لن يسقط قريباً، لكنه تعرض لضربة قاسية”، مشيراً إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت ستجعل المستويات السياسية العليا والمؤسسة الأمنية تستغل الاضطرابات في موسكو لإعادة فحص المفهوم الذي بموجبه تمارس إسرائيل سياستها تجاه الحرب في أوكرانيا.
 
لفت الموقع الإسرائيلي إلى أن هذا المفهوم ولد في عهد الحكومة السابقة على أيدي الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الذين مجدوا الجيش الروسي وخشوا أن تؤدي أي خطوة من الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا إلى انتهاك روسي لحرية عمل القوات الجوية الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية.
 
وتابع واللا “اعتنق رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت هذا المفهوم، حتى بعد فشل مبادرته في الوساطة بين بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي، استمر في توخي الحذر ولم يدن الغزو الروسي، وحاول وزير الخارجية السابق يائير لابيد قيادة خط أكثر تأييداً للغرب، بل طالب في المناقشات بعد الغزو الروسي أن يقدم الجيش الإسرائيلي خطة لمواصلة الهجمات في سوريا، حتى دون التنسيق مع الروس، لكن عندما وصل لابيد إلى مكتب رئيس الوزراء، لم يغير السياسة الإسرائيلية بشكل كبير».
 
وقال إنه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لم توافق إسرائيل على إمداد أوكرانيا بالسلاح وتجنبت بشكل شبه كامل توريد المعدات الدفاعية، خاصة أنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات المسيرة، واكتفت إسرائيل بإنشاء مستشفى ميداني في شرق أوكرانيا، ونقل المساعدات الإنسانية من حين لآخر، وبيانات “فاترة” تعاطف مع الشعب الأوكراني.
 
وأضاف موقع واللا أنه عندما فاز بنيامين نتانياهو في الانتخابات، فكر بجدية في تغيير الاتجاه، بل إنه ألمح إليها عشية عودته إلى ديوان رئيس الوزراء، إلا أنه قرر في النهاية قبول موقف المؤسسة الدفاعية والاستمرار على نفس المفهوم. واستطرد الموقع “في الواقع، ربما كانت السياسة تجاه الحرب في أوكرانيا هي القضية الوحيدة التي أشاد فيها نتانياهو بالحكومة السابقة».
 
وفقاً للموقع، على الرغم من تمسك نتانياهو بالمفهوم، فقد ظهرت فيه عدة انشقاقات في الأشهر الستة الماضية، حيث كان رئيس الموساد ديفيد برنيع ورجاله أول من زعموا ​​داخل مجتمع الاستخبارات أنه على إسرائيل تغيير سياستها، وذلك بعد المساعدة العسكرية الإيرانية الضخمة لروسيا، وهو الأمر الذي يجعل روسيا توفر للإيرانيين عودة من شأنها على الأرجح أن تضر بأمن إسرائيل.
 
قال الموقع إنه في العام الماضي، لعب الموساد دوراً مركزياً في فضح العلاقات بين إيران وروسيا للعالم أجمع، لكن بينما ساعدت أنشطة الموساد على زيادة الضغط الدولي على إيران، فإن توصياته لم تسفر عن تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه الحرب في أوكرانيا.
 
بحسب الموقع، أرادت وزارة الخارجية تغيير سياستها، وكانت زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين لأوكرانيا خطوة مهمة، كما حاول المدير العام لوزارة الخارجية، رونان ليفي، تشجيع زيادة كبيرة في المساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك في مجالات الدفاع، إلا أن المؤسسة الأمنية عارضت جزءاً كبيراً من هذه التحركات.
 
كما كانت هناك تصدعات كبيرة على المستوى السياسي، حيث دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن وعضو الكنيست يولي إدلشتاين وعضو الكنيست زئيف إلكين الحكومة منذ عدة أشهر إلى تغيير سياستها، بما في ذلك توفير أنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات بدون طيار، وفقاً للموقع.
 
ويقول الموقع الإسرائيلي إنه من المتوقع أن تؤدي الأحداث الدرامية التي مرت بها روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى تفاقم الأزمة التي يجد الجيش الروسي نفسه فيها، حيث وجد نفسه بعد عام ونصف العام من القتال في أوكرانيا منهكاً، إضافة إلى تلقيه الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الأسابيع الأخيرة، مستطرداً “هذه فرصة لإسرائيل لإعادة النظر في سياستها».