حصاد الإمارات 2025 .. أقمار صناعية ومهام فضائية طموحة من حزام الكويكبات إلى القمر
«غارديان»: لهذا تريد روسيا الانتقام من أوكرانيا
قالت صحيفة غارديان البريطانية في تقرير عن الضربات الروسية بعد تفجير جسر القرم لمدن أوكرانية، إن قرار الكرملين استهداف كييف وغيرها من المراكز الحضرية “كان سياسياً وليس تكتيكياً، رغم ما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح الإثنين، عن “ضربة ضخمة بأسلحة جوية وبحرية وبرية بعيدة المدى عالية الدقة لمنشآت الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا».
وكان معظم ضحايا موجة القصف من المدنيين، في أول غارة على العاصمة منذ نهاية يونيو -حزيران، حيث أصابت المباني والشوارع والحدائق وملاعب الأطفال. كما تأثرت إمدادات الطاقة في لفيف وخاركيف في هجوم أثار خوفاً جماعياً لم يسبق لها مثيل منذ الأسابيع الستة الأولى من الحرب.
وأضافت الصحيفة أن “استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، “جريمة حرب”، خلفت 11 قتيلاً على الأقل من المدنيين».
ووفق تقرير “الغارديان”، الذي كتبه محلل العسكري للصحيفة، دان صباغ، فإن الهدف من الضربات الروسية، كان لبث الخوف في نفوس القيادة الأوكرانية وسكان أوكرانيا المدنيين، على أمل أن تشعر كييف في نهاية المطاف بأنها “مجبرة” على التفاوض بينما لا تزال روسيا تحتل سدس أراضي أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه “سيلقي كلمة في اجتماع افتراضي طارئ لمجموعة الدول السبع، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الهجمات الروسية على بلاده”، مضيفاً أن “أوكرانيا بحاجة إلى درع جوي لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية، من الهجمات».
ومن المتوقع أن يطالب الرئيس الأوكراني، مجموعة السبع، برد فعل قوي تجاه موسكو، حيث كانت الهجمات الصاروخية الروسية التي ضربت العاصمة الأوكرانية لأول مرة منذ أشهر، هي الأكبر والأوسع انتشاراً منذ شهور.
وأشارت الصحيفة إلى الفوضى التي خلفتها الهجمات الروسية، وتسألت “ما إذا كان هذا الهجوم على المدن الأوكرانية سيستمر».
وفي أوائل سبتمبر -أيلول، استهدفت خاركيف بموجة شرسة من الهجمات الصاروخية بعد نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة بالقرب من ثاني أكبر مدينة في البلاد، مع انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه مؤقتاً.
ومع ذلك، تراجعت حدة الهجمات في وقت لاحق، ولم يكن لها أي تأثير كبير على ساحة المعركة، حيث لا تزال روسيا تفقد الأرض في القطاع الشمالي من الجبهة، وخسرت مدينة ليمان في الأيام القليلة الماضية.
وأضافت الصحيفة أنه “ليس من الواضح على الإطلاق، إذا كانت روسيا قادرة على الحفاظ على تكثيف الضربات الصاروخية لفترة طويلة، بالنظر إلى الذخيرة التي استخدمتها في الحرب حتى الآن، والإدانات السياسية الدولية التي ستجذبها مثل هذه الهجمات».
وتابعت “الواقع العسكري أيضاً هو أن الضربات الصاروخية الروسية لن تفعل شيئاً لتغيير ميزان القوى على الأرض، ومهما كان الخوف الذي تثيره، فإنها لن تؤثر على رغبة أوكرانيا في المقاومة، على الأقل على المدى القصير».
وأضافت أن “الكرملين يدرك أن موقفه العسكري الحالي ضعيف، وهذا هو السبب في أن هجوم، الاثنين، يخدم غرضاً ثانياً، هو محاولة لتهدئة القوميين المتشددين منتقديه الأساسيين الآن”، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة “لا عجب أن تبدو موسكو وكأنها تحاول تقريب بيلاروسيا من الحرب، حيث وعدت الأخيرة بنشر قوة عسكرية مشتركة».
وترى الصحيفة أن مشكلة روسيا، أنه مع فقدانها للأرض بشكل واضح، فإن عملية صنع القرار في حلقة بوتين أصبحت أكثر شراسة.
وختمت بالقول: “موسكو تدرك أنها في حاجة إلى التصعيد وحاولت بالفعل تجنيد السجناء والتجنيد الإجباري، دون نتائج فورية، لذلك لجأت إلى موجة من القصف الشامل للمدن الأوكرانية”، مشيرة إلى أن “موسكو قد تلجأ لمثل هذا القصف مرة أخرى».