الانتخابات التمهيدية الديمقراطية:
آيمي كلوبشر، الملاذ الآخر للجناح المعتدل...!
-- الإنجاز الذي حققته كلوبشر في نيو هامبشاير يعني الهزيمة الكاملة لجو بايدن
-- منذ بداية حملتها الانتخابية، تتساءل وسائل الإعلام الأمريكية عن القسوة التي تظهرها تجاه مساعديها
-- أثبتت السناتورة كلوبشر أن المناظرات مفيـــدة وليســــت تلفزيـــون الواقــــــع
-- لم تعرف هذه المحامية السابقة إلا النجاح الانتخابي في ولايـــة مينيسـوتا الريفيــة في الغــرب الأوســط
-- على كلوبشر تجاوز حاجزين، نيفادا وكارولينا الجنوبية، وتأكيد الذات كزعيمة للمعسكر المعتدل
رغم تساقط الثلج في مينيابوليس لم يؤثر البرد في آيمي كلوبشر. في العاشر من فبراير 2019، كانت سناتورة ولاية مينيسوتا، ترتدي وشاحًا ومعطفًا أصفر ولكن بدون قفازات، تتحدى عناصر الطبيعة لتعلن رسميًا عن ترشّحها لخوض الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.
انطلقت آيمي من بعيد، لأن استطلاعات الرأي حينها كانت بالكاد أعلى من درجات حرارة ذاك اليوم. “في نهاية كلمتها، بدت وكأنها رجل ثلج (امرأة)!” ســـخر دونالد ترامب على تويتر. بعد مرور عام تقريبًا على ذلك اليوم، لم تصبح السماء زرقاء لامعة بعد للسناتورة، لكن يبدو أن الأفق لم يعد مغلقا. في المرتبة الخامسة في نهاية التجمع الانتخابي في ولاية أيوا الأسبوع الماضي، صعدت إلى منصة التتويج في نيو هامبشاير خلف بيرني ساندرز وبيت بيتيغيغ بحوالي 20 بالمائة من الأصوات، بينما تفوقت على اثنين من زملائها في مجلس الشيوخ، إليزابيث وارن وجو بايدن.
قبل أيام قليلة، كانت استطلاعات الرأي في أغلب الأحيان، تمنحها نتيجة من رقم واحد. وكانت المناظرة التليفزيونية التي جرت الجمعة بين المترشحين الديمقراطيين نقطة تحول لآيمي كلوبشر، 59 سنة، حيث اعتبرها العديد من المراقبين الفائز الأكبر في تلك المباراة التي جمعت سبعة لاعبين، واستفادت بالكامل من الرياح الهائلة التي واتت شراع حملتها.
مرشحة لم تهزم
وقد أشار استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن، إلى أن واحدا من كل ناخبين اثنين (48 بالمائة) في نيو هامبشاير، اعتبر المناظرة عاملاً حاسماً في تصويتهم. “لقد تساءلنا حتى الآن ما إذا كانت هذه المناظرات تتنزل أكثر في إطار تلفزيون الواقع، وكلوبشر بيّنت بشكل جليّ أنها مفيدة”، يوضح لوريك هينيتون، المحاضر في فرساي سان كوينتين، والمتخصص في الولايات المتحدة.
لهذا الإنجاز الذي حققته إيمي كلوبشر، تفسير آخر: الهزيمة الكاملـــة لجو بايدن، أبرز تعبيرات الجنــــاح اليميني للحزب الديمقراطـي مع بيت بيتيغيغ. “إذا كانــــت تتمتـــــع بفاعليـــة أكبر عند الناخبين الذين يزعمون أنهم معتدلون، فإن كلوبشر تحتل موقعا أكثر مركزية من كونه وسطيا داخل الحزب”، يقــــول لوريك هينتون.
وبينما ينشر الديمقراطيون خلافاتهم وحتى انقساماتهم في العلن خلال هذه الانتخابات التمهيدية، تأمل إيمي في أن يكون تموقعها هذا ورقة رابحة لحشد الناخبين الأكثر ميلا لليسار لهزم ترامب في نوفمبر المقبل.
«ما يعرّفني، هو معرفة كيف نفوز من خلال التجميع”، ابرزت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز اليومية التي تدعمها. وُلدت في مينيسوتا، اين فازت هيلاري كلينتون بفارق ضئيل قبل أربع سنوات، لم تعرف هذه المحامية السابقة الا النجاح الانتخابي في هذه الولاية الريفية في الغرب الأوسط، سواء لمنصب مدعية عامة في نهاية التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن العشرين، أو لمقعد في مجلس الشيوخ، وهو منصب تشغله دون انقطاع منذ عام 2006.
كلوبشر، «السناتور المجاور»
عضو في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، كانت آيمي كلوبشر في خط المواجهة خلال جلسات الاستماع العاصفة لتأكيد تعيين بريت كافانو في المحكمة العليا. “هل سبق لك ان فقدت الذاكرة بعد الشرب؟ سألت القاضي، المتهم بالاعتداء الجنسي عندما كان في المدرسة الثانوية. “ وأنت؟ أجاب كافانو، الذي سيعتذر في وقت لاحق.
الموضوع ليس تافها بالنسبة لكلوبشر. صحفي رياضي مشهور في ولاية مينيسوتا، كان والدها لفترة طويلة مدمنا على الكحول. وتعد قصة جيم كلوبشر جزءً لا يتجزأ من سردية المترشحة، مما جعل من دعم برامج الصحة العامة المتعلقة بالاضطرابات النفسية والإدمان إحدى أولوياتها.
ومع ذلك، فإن آيمي كلوبشر، وهي متزوجة من محام وأم لطفلة تبلغ من العمر 25 عامًا، غير معروفة بالمبالغة واستعراض العضلات ولا بالخطب الرنّانة. ورغم أنها تتمتع بمنحى قوي للدعابة والسخرية من الذات، إلا أن التكتم والجدية هما شعارها. “وهذا مصدر قوتها وضعفها في نفس الوقت”، يحلل لوريك هينيتون. انها تشكو من نقص في الهيبة واضح إلى حد ما، مع امتلاك جانب مناهض للبطل، “الفتاة المجاورة”، صورة تحب تعهّدها. عام 2015، نشرت كتابًا عنوانه بكل بساطة “السناتور المجاور».
أولى المرتفعات
رصيد التعاطف هذا لا يحول دون أن تكون موضع جدل. منذ بداية حملتها الانتخابية، تساءلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن القسوة التي تظهرها تجاه مساعديها. مزاج قد يفسّر التجديد المتواصل لفريقها. “هل أنا مديرة صعبة؟ نعم أحيانا... هل سبق ان دفعت الناس الى عطاء أقصى؟ نعم”، اعترفت أثناء اجتماعها في نيو هامبشاير في فبراير 2019. لكنها تعتقد أن سببا وجيها يقف وراء ذلك:” أنتظر الكثير من نفسي، وأنتظر نفس الشيء من الناس الذين يعملون لي».
هل هذه الانتظارات هي نفسها من جانب الناخبين الديمقراطيين؟ في انتظار 3 مارس، يوم “الثلاثاء الكبير”، والخمس عشرة تمهيدية متزامنة، يجب على آيمي كلوبشر التغلب على حاجزين، نيفادا وكارولينا الجنوبية. ولايتان تحتضنان العديد من الناخبين الأمريكيين اللاتينوس والسود، الذين يعتمد عليهم جو بايدن للابتعاد عن مسارات الهلاك والعثور على نفس جديد. ولا تزال مراكز سبر الآراء تمنح الصدارة لنائب الرئيس السابق في نيفادا (22 فبراير) وجنوب كارولينا (29 فبراير).
ولكن إلى متى؟ “بالنسبة للمترشحين مثل بيت بيتيغيغ وآيمي كلوبشر، ستكون هذه بداية الصعوبات مع وصول السباق الى أعلى المرتفعات. وأمامهما عشرة أيام للدفاع عن قضيتهما، وأسبوع إضافي لتأكيد الذات كزعيم للمعسكر المعتدل”، يلخص لوريك هينيتون، في انتظار ان يدخل السباق، الشهر المقبل، مرشح آخر من نفس النهج، والذي قفز على ولايتي ايوا ونيو هامبشاير: رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ وجبله المالي.
-- منذ بداية حملتها الانتخابية، تتساءل وسائل الإعلام الأمريكية عن القسوة التي تظهرها تجاه مساعديها
-- أثبتت السناتورة كلوبشر أن المناظرات مفيـــدة وليســــت تلفزيـــون الواقــــــع
-- لم تعرف هذه المحامية السابقة إلا النجاح الانتخابي في ولايـــة مينيسـوتا الريفيــة في الغــرب الأوســط
-- على كلوبشر تجاوز حاجزين، نيفادا وكارولينا الجنوبية، وتأكيد الذات كزعيمة للمعسكر المعتدل
رغم تساقط الثلج في مينيابوليس لم يؤثر البرد في آيمي كلوبشر. في العاشر من فبراير 2019، كانت سناتورة ولاية مينيسوتا، ترتدي وشاحًا ومعطفًا أصفر ولكن بدون قفازات، تتحدى عناصر الطبيعة لتعلن رسميًا عن ترشّحها لخوض الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.
انطلقت آيمي من بعيد، لأن استطلاعات الرأي حينها كانت بالكاد أعلى من درجات حرارة ذاك اليوم. “في نهاية كلمتها، بدت وكأنها رجل ثلج (امرأة)!” ســـخر دونالد ترامب على تويتر. بعد مرور عام تقريبًا على ذلك اليوم، لم تصبح السماء زرقاء لامعة بعد للسناتورة، لكن يبدو أن الأفق لم يعد مغلقا. في المرتبة الخامسة في نهاية التجمع الانتخابي في ولاية أيوا الأسبوع الماضي، صعدت إلى منصة التتويج في نيو هامبشاير خلف بيرني ساندرز وبيت بيتيغيغ بحوالي 20 بالمائة من الأصوات، بينما تفوقت على اثنين من زملائها في مجلس الشيوخ، إليزابيث وارن وجو بايدن.
قبل أيام قليلة، كانت استطلاعات الرأي في أغلب الأحيان، تمنحها نتيجة من رقم واحد. وكانت المناظرة التليفزيونية التي جرت الجمعة بين المترشحين الديمقراطيين نقطة تحول لآيمي كلوبشر، 59 سنة، حيث اعتبرها العديد من المراقبين الفائز الأكبر في تلك المباراة التي جمعت سبعة لاعبين، واستفادت بالكامل من الرياح الهائلة التي واتت شراع حملتها.
مرشحة لم تهزم
وقد أشار استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن، إلى أن واحدا من كل ناخبين اثنين (48 بالمائة) في نيو هامبشاير، اعتبر المناظرة عاملاً حاسماً في تصويتهم. “لقد تساءلنا حتى الآن ما إذا كانت هذه المناظرات تتنزل أكثر في إطار تلفزيون الواقع، وكلوبشر بيّنت بشكل جليّ أنها مفيدة”، يوضح لوريك هينيتون، المحاضر في فرساي سان كوينتين، والمتخصص في الولايات المتحدة.
لهذا الإنجاز الذي حققته إيمي كلوبشر، تفسير آخر: الهزيمة الكاملـــة لجو بايدن، أبرز تعبيرات الجنــــاح اليميني للحزب الديمقراطـي مع بيت بيتيغيغ. “إذا كانــــت تتمتـــــع بفاعليـــة أكبر عند الناخبين الذين يزعمون أنهم معتدلون، فإن كلوبشر تحتل موقعا أكثر مركزية من كونه وسطيا داخل الحزب”، يقــــول لوريك هينتون.
وبينما ينشر الديمقراطيون خلافاتهم وحتى انقساماتهم في العلن خلال هذه الانتخابات التمهيدية، تأمل إيمي في أن يكون تموقعها هذا ورقة رابحة لحشد الناخبين الأكثر ميلا لليسار لهزم ترامب في نوفمبر المقبل.
«ما يعرّفني، هو معرفة كيف نفوز من خلال التجميع”، ابرزت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز اليومية التي تدعمها. وُلدت في مينيسوتا، اين فازت هيلاري كلينتون بفارق ضئيل قبل أربع سنوات، لم تعرف هذه المحامية السابقة الا النجاح الانتخابي في هذه الولاية الريفية في الغرب الأوسط، سواء لمنصب مدعية عامة في نهاية التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن العشرين، أو لمقعد في مجلس الشيوخ، وهو منصب تشغله دون انقطاع منذ عام 2006.
كلوبشر، «السناتور المجاور»
عضو في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، كانت آيمي كلوبشر في خط المواجهة خلال جلسات الاستماع العاصفة لتأكيد تعيين بريت كافانو في المحكمة العليا. “هل سبق لك ان فقدت الذاكرة بعد الشرب؟ سألت القاضي، المتهم بالاعتداء الجنسي عندما كان في المدرسة الثانوية. “ وأنت؟ أجاب كافانو، الذي سيعتذر في وقت لاحق.
الموضوع ليس تافها بالنسبة لكلوبشر. صحفي رياضي مشهور في ولاية مينيسوتا، كان والدها لفترة طويلة مدمنا على الكحول. وتعد قصة جيم كلوبشر جزءً لا يتجزأ من سردية المترشحة، مما جعل من دعم برامج الصحة العامة المتعلقة بالاضطرابات النفسية والإدمان إحدى أولوياتها.
ومع ذلك، فإن آيمي كلوبشر، وهي متزوجة من محام وأم لطفلة تبلغ من العمر 25 عامًا، غير معروفة بالمبالغة واستعراض العضلات ولا بالخطب الرنّانة. ورغم أنها تتمتع بمنحى قوي للدعابة والسخرية من الذات، إلا أن التكتم والجدية هما شعارها. “وهذا مصدر قوتها وضعفها في نفس الوقت”، يحلل لوريك هينيتون. انها تشكو من نقص في الهيبة واضح إلى حد ما، مع امتلاك جانب مناهض للبطل، “الفتاة المجاورة”، صورة تحب تعهّدها. عام 2015، نشرت كتابًا عنوانه بكل بساطة “السناتور المجاور».
أولى المرتفعات
رصيد التعاطف هذا لا يحول دون أن تكون موضع جدل. منذ بداية حملتها الانتخابية، تساءلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن القسوة التي تظهرها تجاه مساعديها. مزاج قد يفسّر التجديد المتواصل لفريقها. “هل أنا مديرة صعبة؟ نعم أحيانا... هل سبق ان دفعت الناس الى عطاء أقصى؟ نعم”، اعترفت أثناء اجتماعها في نيو هامبشاير في فبراير 2019. لكنها تعتقد أن سببا وجيها يقف وراء ذلك:” أنتظر الكثير من نفسي، وأنتظر نفس الشيء من الناس الذين يعملون لي».
هل هذه الانتظارات هي نفسها من جانب الناخبين الديمقراطيين؟ في انتظار 3 مارس، يوم “الثلاثاء الكبير”، والخمس عشرة تمهيدية متزامنة، يجب على آيمي كلوبشر التغلب على حاجزين، نيفادا وكارولينا الجنوبية. ولايتان تحتضنان العديد من الناخبين الأمريكيين اللاتينوس والسود، الذين يعتمد عليهم جو بايدن للابتعاد عن مسارات الهلاك والعثور على نفس جديد. ولا تزال مراكز سبر الآراء تمنح الصدارة لنائب الرئيس السابق في نيفادا (22 فبراير) وجنوب كارولينا (29 فبراير).
ولكن إلى متى؟ “بالنسبة للمترشحين مثل بيت بيتيغيغ وآيمي كلوبشر، ستكون هذه بداية الصعوبات مع وصول السباق الى أعلى المرتفعات. وأمامهما عشرة أيام للدفاع عن قضيتهما، وأسبوع إضافي لتأكيد الذات كزعيم للمعسكر المعتدل”، يلخص لوريك هينيتون، في انتظار ان يدخل السباق، الشهر المقبل، مرشح آخر من نفس النهج، والذي قفز على ولايتي ايوا ونيو هامبشاير: رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ وجبله المالي.