تدشن إمارة أبوظبي من خلال شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” قريبا دخولها إلى نادي الدول التي تصدر معيارا قياسيا لخامتها من النفط وذلك بعد الإعلان قريبا عن أسعار البيع المستقبلية لخام مربان لشهري مارس وأبريل 2020، الأمر الذي سيمنح العملاء التخطيط بشكل أفضل من جهة ويسبغ على اسم الإمارة والإمارات قيمة مضافة جديدة من عناصر القوة الناعمة. وتصنف نفوط العالم حسب مواقع الإنتاج /برنت من بحر الشمال/ وغرب تكساس /في الولايات المتحدة/، أو حسب كثافتها .. ولكل من هذه الخامات معاييرها القياسية التي تشكل مفردات عقود البيع الدولية. وضمن هذه اللوحة العالمية بمختلف عناصر القوة الظاهرة أو الضمنية، فإن خام مربان سيصبح، معيارا قياسيا عالميا مشكلا بذلك ذراعا جديدا في القوة الناعمة التي توظفها أدنوك لاستدامة التنمية الوطنية الشاملة.

وكانت أبوظبي أعلنت في وقت سابق عن ارتقائها إلى المرتبة السادسة في مخزون النفط والغاز على مستوى العالم ، خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للبترول برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، وكان جوهر الرسالة لهذا الإنجاز هو أن القوة الناعمة لدولة الإمارات تكتسب، بالنمو المؤسسي.
ويقصد بالقوة الناعمة لـ “أدنوك”، كفاءتها في استثمار موارد الطاقة بتحقيق القيمة المستدامة لدولة الإمارات، مع أهليتها وهي المؤتمنة على قطاع النفط الوطني، في أن توظف نفسها في خدمة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي العالمي.

يشار إلى أن لغة الأرقام، في القرارات التي صدرت خلال اجتماع المجلس الأعلى للبترول، أظهرت أن الزيادة المكتشفة /7% / في الاحتياطي النفطي ترفع المخزون إلى 105 بلايين برميل، تشكل 20% من الاحتياطي العالمي.. وهي أرقام غير صماء، لأن المركز العالمي السادس في احتياطي الخام النفطي وما يصاحبه من ارتفاع احتياطي الغاز غير التقليدي إلى 160 تريليون قدم مكعبة، و58 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، هي أرقام لها معادلاتها الموضوعية في مقاييس القوة الناعمة على اتساع القارات الخمس.

وتجمع العديد من المؤسسات الدولية المتخصصة على أن ميزة أدنوك عن الكثير من مثيلاتها من شركات النفط الوطنية في العالم، تتمثل في قدرتها على تشكيل المعادلة الأصعب: تحقيق الطموحات التنموية للدولة، مع استقطاب الشراكات الاستراتيجية التي تحقق القيمة القصوى من أعمالها، مع إدامة تأهيل الكوادر البشرية الإماراتية للنهوض برؤى التنمية الشاملة المستدامة.

وكان اللافت في ما أعلن خلال الاجتماع والمتمثل بإطلاق آلية تسعير جديدة لخام مربان، والتي تمكن أبوظبي من اتساع رقعة تداول نفطها في الأسواق العالمية وفي ذلك ترجمة لمضامين الشراكات الاستراتيجية الدولية التي عقدتها القيادة الامارتية خلال السنوات القليلة الماضية مع العديد من الدول المتقدمة.
يشار إلى أن إطلاق تسعيرة لخام مربان، تعني أن 1.7 مليون برميل من نفوط أدنوك، سيصبح تسويقها، عقودا مستقبلية مرفوعا عنها العرف السابق باقتصار البيع على الشركات التي لها مصافي علما بأن أدنوك تنتج 4 نوعيات من الخام، منسوبة لحقولها البرية والبحرية: مربان، و أم لولو و داس ثم زقوم العليا.