وقع مشروع قانون تحفيزي بقيمة 1.9 تريليون دولار لتقديم مساعدات للأسر

أسباب تدفع الأمريكيين للتغاضي عن عمر بايدن قبل السباق الرئاسي

أسباب تدفع الأمريكيين للتغاضي عن عمر بايدن قبل السباق الرئاسي

واجه إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية، 2024، سخرية فريق، وشكوك الآخر، ومخاوف الجميع حيال قواه الذهنية والبدنية.
ذهب الرئيس إلى التغني بالحرية في مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق استُهل بصور شوشها دخان الغاز المسيل للدموع إبّان أحداث الشغب التي وقعت يوم 6  يناير -كانون الثاني 2021  بالقرب من مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة.
86 عاماً عند نهاية الولاية الثانية وعلق بايدن بقوله: “لقد عملت أثناء ولايتي الأولى على النضال من أجل الديمقراطية”. غير أن مقطع الفيديو لا يذكر تقدم الرئيس في العمر، إذ يعد أكبر رؤساء الولايات المتحدة سنأً، وسيصبح في السادسة والثمانين عند نهاية ولايته الثانية، حال الفوز بها. ويبدو أن معظم الناخبين، بما فيهم الديمقراطيون، لا يعتقدون أنه يجب أن يخوض جولة ثانية مستشهدين بتقدم السن باعتباره السبب الرئيس، وفق “بوسطن غلوب».
 
مخاوف مبررة
وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها: لهذه المخاوف ما يبررها وعلى الرئيس التعاطي معها، ذلك أن الضغوط المصاحبة لتسيير شؤون الحكم في المكتب البيضاوي أثناء خوض حملة وطنية أمور مضنية وشاقة، حتى بالنسبة لصغار السن.
 من ثم، على بايدن أن يتحرى الشفافية تجاه حالته الذهنية والبدنية.
وأضافت الصحيفة: رغم جميع هذه المخاوف، هناك حجج مهمة تجعل الرئيس أهلاً لولاية ثانية وأسباباً تجعله قادراً على قيادة البلاد رغم تقدمه في الأيام.
 أسباب مقنعة لترشح بايدن
فخلال أربعة أشهر من توليه مقاليد السلطة، وقع بايدن مشروع قانون تحفيزي بقيمة 1.9 تريليون دولار لتقديم مساعدات للأسر والمشروعات التي تضررت نتيجة جائحة كورونا، علاوة على تمديد الدعم، وزيادة الإعفاءات الضريبية للأسر والأطفال.
وبعد مرور 7 أشهر، وقع بايدن مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة تريليون دولار لا يساعد على توفير الوظائف فحسب، بل كان حيوياً للطرق، والجسور، والمياه، ونظم الصرف الصحي، وهو ما وعد به ترامب مراراً وتكراراً، لكنه عجز عن تنفيذه بسبب الكونغرس الذي كان تحت سيطرة الديمقراطيين.
وفي الصيف الماضي، تمكّن الكونغرس، بدعم من بايدن، من توفير المليارات لتحفيز صناعة الرقاقات الإلكترونية، والمكونات المهمة في جميع الاجهزة الإلكترونية والأسلحة المتطورة تقريباً.
كما وقع بايدن على تشريع يوسع نطاق التدقيقات الأمنية. وفيما يتعلق بمسألة الهجرة، التي تعد أصعب قضية في واشنطن هذه الأيام، استُخدمت برامج إنسانية مؤقتة للسماح بما أطلقت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” اسم “أكبر توسيع لنطاق الهجرة الشرعية على مدى عقود».
لكن التقدميين راحوا يشكون من قلة جرأة الرئيس، بينما تحسر المحافظون على تجاوز الحكومة حدودها وإنفاقها الذي أضرم نيران التضخم.
ولكن، مهما كانت آراؤهم في تلك السياسات، لا يمكن التغاضي عن حقيقة واحدة ممثلة في كون شخص واحد يقود دفة البلاد التي نفذتها، ألا وهو جو بايدن، تقول الصحيفة.
 
بايدن..محرك
 السياسة الخارجية
كما يعد بايدن محرك السياسة الخارجية، فهو من أنهى التدخل الأمريكي في الحرب البائسة في أفغانستان، رغم مزاعم الجمهوريين عن عدم قدرته على التعاطي مع الانسحاب الفوضوي.
وكان بايدن أكثر جرأة في تزعم رد الغرب على شن روسيا الحرب على أوكرانيا، وراح يضخ المليارات في المساعدات الحربية للقوات الأوكرانية.
 ووسط التهديدات النووية التي لوّح بها بوتين، حرص بايدن على أن يوازن بين مساعدة أوكرانيا وتجنيب الولايات المتحدة عمليات عسكرية من شأنها تصعيد الحرب في أوروبا.
وأضافت الصحيفة: مع ذلك، فالبلاد غارقة في التضخم، غير أنه انخفض بشكل ملحوظ عن العام الماضي. كما باتت البطالة شديدة الانخفاض، لا سيما بين الملونين.
 
طريق مليء بالأشواك
وتابعت الافتتاحية: يبدو أن بايدن سيسير في طريق مليء بالأشواك نحو ولايته الثانية، إذ تراوح نسبة تأييده 40%، ما لا يجعله مختلفاً عن ترامب أثناء السنة الثالثة لرئاسته. 
مع ذلك، تجدر الإشارة لأن هذه النسبة مشابهة لنسبة تأييد أوباما وريغان في استطلاعات الرأي، قبيل جولة إعادة الانتخاب. وقد فاز الاثنان.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: مع ذلك، ليست الانتخابات اختياراً بين مرشح ومثل أعلى، بل هي منافسات بين بشر خطائين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، بمختلف الأفكار، والشغف، والشخصيات، والقيم التي لا ينفكون يستعرضونها.