صرح كريم سجاد بور، زميل أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والذي تركز أبحاثه على الشؤون الإيرانية والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة تواجه حرباً باردة متعددة الجوانب، وليس «صراعاً شاملاً».
وقال خبير السياسة الخارجية إن الولايات المتحدة «تخوض 4 حروب باردة مختلفة» مع الصين وإيران وروسيا وكوريا الشمالية وتحتاج إلى التوصل إلى طرق لإحداث الفُرْقة والانقسام بينها.

4 حروب باردة
وفي حديثه في بودكاست المدعي العام الأمريكي السابق بريت بهارارا Stay Tuned with Preet، قال سجادبور: «هذا يثير سؤالاً أوسع أعتقد أنه مهم للغاية بالنسبة لاستراتيجيي السياسة الأمريكية وعليهم التفكير فيه، حيث إننا، في بعض النواحي، نخوض 4 حروب باردة مختلفة في وقت واحد مع الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية».
ومضى سجادبور يقول بأن السؤال الذي يجب على الولايات المتحدة طرحه هو «هل هناك استراتيجية قابلة للتطبيق يمكننا من خلالها، بدلاً من زيادة توحيد هذه الدول ضدنا، هل هناك استراتيجية يمكن أن تخلق انقسامات بينها.. نظراً لأن الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية أنظمة مختلفة تماماً؟ فإيران دولة دينية، وربما قتل «الرئيس الروسي» فلاديمير بوتين مسلمين أكثر من معظم زعماء العالم، ومن الواضح أن الصين اضطهدت الأقلية المسلمة لديها. هذه الدول ليست مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، التي لديها قيم ومصالح مشتركة».
وأضاف «إنها في الواقع تتبنى قيماً متباينةً ومصالح متنافسة في كثير من الأحيان. لكن في الوقت الحالي، يشتركون جميعاً في هذا الهدف الشامل المتمثل في الرغبة في هزيمة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. والسؤال هو، هل هناك استراتيجية قابلة للتطبيق من جانب الولايات المتحدة بحيث تخلق انقسامات بينها بدلاً من محاولة محاربتهم جميعاً في وقت واحد، وبدلاً من جمعهم معاً عليها بشكل أكبر». 
من جهته، قال بيت نغوين، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، لموقع مجلة «نيوزويك» الأمريكية: «تؤكد استراتيجية الدفاع الوطني، في جميع هذه التهديدات، على أهمية تعزيز التحالفات والشراكات في جميع أنحاء العالم لتعزيز الأمن الجماعي وردع العدوان من هذه الجهات الفاعلة في الدولة، وتؤكد استراتيجية الدفاع الوطني على مفهوم الردع المتكامل، الذي يجمع بين القوة العسكرية وأدوات أخرى من القوة الوطنية لمعالجة هذه التحديات». وحاولت «نيوزويك» الاتصال بنظراء وزارة الدفاع في روسيا والصين، إلى جانب السفارة الإيرانية في واشنطن وسفارة كوريا الشمالية في بكين، للتعليق. وتحدث سجادبور في البودكاست عن سبب اعتقاده بأنه «ليس هناك احتمال كبير» بأن العالم يتجه نحو حرب شاملة، وقال إنه يشكك في أن بوتين، الذي يُقال إنه يستورد الأسلحة من إيران، قد يرغب في تورط إيران في حرب أكبر في الشرق الأوسط.

الروس  في إسرائيل
وقال سجاد بور: «لا أحد مهتم حقاً بصراع واسع. ومن التطورات المثيرة للاهتمام على مدى الأسبوعين الماضيين أن فلاديمير بوتين، أحد الشركاء الاستراتيجيين الأساسيين لإيران، أرسل رسالة إلى طهران لممارسة ضبط النفس».
وأضاف «أحد المخاوف التي يُقال إن بوتين يشعر بها هو مصير مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من أصل روسي، والمواطنين الروس المقيمين في إسرائيل. إنه يريد تجنب الصراع الذي قد يعرضهم للخطر. وكما تعلمون، يخوض بوتين حربه الكاملة مع أوكرانيا ويعتمد على الأسلحة الإيرانية لخوض تلك الحروب. لذا فهو قلق بشأن تورط إيران في حرب شاملة، وفي هذه الحالة، سيكون عليهم استخدام أسلحتهم الخاصة بدلاً من إرسالها إلى روسيا». 
وتابع سجادبور «لذا، أعتقد أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الناس يحاولون وضع المكابح على صراع شامل سيشكّل تطوراً مخيفاً للغاية، لكنني لا أعتقد أنه من المرجح أن ننزلق إلى صراع شامل». يأتي هذا في الوقت الذي دحض فيه البنتاغون هذا الأسبوع المخاوف بشأن «فجوة حاملات الطائرات» المتزايدة في المحيط الهادئ وسط المنافسة المتزايدة مع الصين، مع إعادة تعيين «سفينتين» تابعتين للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط في غضون مهلة قصيرة.
وأجبر اشتعال الصراع بين إسرائيل وإيران وزارة الدفاع الأمريكية على إعادة تموضع حاملتي الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» و»يو إس إس أبراهام لينكولن» من انتشارهما الأصلي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهما حاملتا طائرات من فئة «نيميتز» يبلغ وزنهما 100 ألف طن.
وسيساهم وصولهما في تعزيز الزيادة الأخيرة في القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وتعزيز وضع القوات الأمريكية هناك مع سعي البيت الأبيض إلى ردع صراع إقليمي أوسع، كل ذلك مع الحفاظ على الدعم لمقاومة أوكرانيا ضد روسيا.