أمن أمريكا في قبضة المليارديرات.. ماسك وبيزوس يغيّران قواعد اللعبة
ذكرت صحيفة «الغارديان» بأن المليارديرات باتوا يتمتعون في عهد الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الأقرب إيلون ماسك، بنفوذ غير مسبوق على الأمن القومي الأمريكي.
ورغم أن عمليات الاستخبارات كانت حكرًا لسيطرة المسؤولين الحكوميين والمتعاقدين، لكن من يسيطر على الأمور الآن هم أمثال ماسك وجيف بيزوس.
وقبل أيام من تنصيب ترامب، أطلقت شركة بلو أوريجين الفضائية، المملوكة للملياردير جيف بيزوس، صاروخها «نيو جلين»، المسمى تيمنًا بجون جلين، رائد فضاء ميركوري، أول أمريكي يدور حول الأرض.
وفي نحو الساعة الثانية من صباح يوم الـ16 من يناير، انطلق الصاروخ، الذي يبلغ ارتفاعه 30 طابقًا، حيث يعمل بسبعة محركات، في سماء فلوريدا ليلًا من مجمع الإطلاق التاريخي 36 في كيب كانافيرال، والذي كان أول موقع إطلاق لناسا عام 1962.
ورغم أن نهاية الرحلة شهدت فشلًا في إعادة صاروخ الدفع لاستخدامه مجددًا، فإن الإطلاق الناجح والدوران حول الأرض شكَّلا نقطة تحول بالنسبة لشركة بلو أوريجين في سعيها لمنافسة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، للهيمنة على عمليات أقمار التجسس الأمريكية.
وخلال ولاية ترامب الثانية، من المرجح أن تلعب الشركتان أدوارًا مهمة في وضع أقمار التجسس بمدار الأرض، وهو ما قد يعني أن مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة سيكون مدينًا لكل من بيزوس وماسك.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماسك وبيزوس يتمتعان، خلال إدارة ترامب الحالية، بموقع يُمكّنهما من ممارسة نفوذ شخصي كبير على توجهات وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي وبقية أجهزة الأمن القومي الأمريكية؛ وقد مُنح المليارديران المؤيدان لترامب بالفعل عقودًا ضخمة مع مجتمع الاستخبارات الأمريكي، بما في ذلك بعض العقود التي سبقت فترة ولاية ترامب الأولى.
وأضافت أن ظهور ماسك وبيزوس وعدد قليل من المليارديرات المؤيدين لترامب كلاعبين رئيسين في الاستخبارات الأمريكية يُمثل تغييرًا جذريًّا في عمليات التجسس الأمريكية، التي كانت تُدار تقليديًّا من قِبل مسؤولين حكوميين محترفين يعملون عن كثب مع عدد قليل من شركات الدفاع والاستخبارات المتعاقدة منذ فترة طويلة.
وهذه الشركات هي عملاقة مثل لوكهيد مارتن و»أر تي أكس» و»نورثروب غرومان»، البارعة في الضغط على كل من الديمقراطيين والجمهوريين في واشنطن.
وقال التقرير مع «اكتساب ماسك وبيزوس وغيرهما من الشخصيات المؤيدة لترامب في وادي السيليكون ميزة من خلال علاقاتهم الشخصية مع ترامب، فإن الموظفين المدنيين في مجتمع الاستخبارات قد يحرمون من عقود أكبر حجمًا؛ خاصة أن ترامب قد أقال بالفعل العديد من المفتشين العامين الذين حققوا في أعمال ماسك في مجالات أخرى من الحكومة».
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة سبيس إكس التابعة لماسك أصبحت بالفعل إحدى شركات الصواريخ الرئيسة التي تُطلق أقمار التجسس الأمريكية، وتسعى إلى تجاوز التفوق الذي تتمتع به شركة يونايتد لونش ألاينس، وهي مشروع مشترك بين بوينغ ولوكهيد مارتن، العملاق التقليدي في هذا المجال.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب ستارلينك، شبكة الاتصالات التجارية عبر الأقمار الصناعية التي أنشأها ماسك، دورًا حاسمًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث توفر خدمة الإنترنت في المناطق النائية من العالم، بما في ذلك أوكرانيا، حيث تدير شبكة اتصالات للجيش الأوكراني.
وفي حين وضع دور ستارلينك في حرب أوكرانيا، إيلون ماسك في قلب النزاع بين ترامب والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ازدادت التساؤلات حول ما إذا كان ماسك يتولى دورًا مزدوجًا كلاعب في صنع سياسة الأمن القومي ومتعاقد رئيس بعد أن تلقى إحاطة خاصة في البنتاغون في الـ21 من مارس وزار مقر وكالة المخابرات المركزية بعد 10 أيام.