على الرغم من تسليم الأنظمة المضادة للصواريخ، لا تزال البلاد مكشوفة وتطالب بالقدرة على تنفيذ ضربات في روسيا.
تواجه أوكرانيا منذ عدة أسابيع تفجيرات ضخمة لا تستثني الأراضي الأوكرانية. وفي خاركيف، تحافظ الغارات الجوية على وتيرتها المستمرة؛ وفي بولتافا بوسط أوكرانيا، فقد 55 مدنياً حياتهم، وأصيب 300 آخرون في 3 سبتمبر-أيلول؛ وفي وقت سابق من الصيف، في 8 يوليو-تموز، قصفت روسيا مستشفى للأطفال. وفي كل مرة، يتيح نظام الدفاع المضاد للطائرات اعتراض غالبية الصواريخ.

وفي كل مرة، فشل النظام الجوي في منع الكارثة. كتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على X في اليوم التالي لأكبر حملة قصف روسية، في 26 أغسطس-آب، حيث حشدت ما مجموعه 236 صاروخًا وطائرة بدون طيار: «تواصل روسيا شن حرب ضد المدنيين، وهو ما يشكل جرائم حرب». والخميس، وبمناسبة منصة القرم الرابعة، وبحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، كرر فولوديمير زيلينسكي مطلبه: الإذن باستخدام الأسلحة الغربية لضرب القواعد الروسية ومنع التفجيرات في أوكرانيا. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أن مثل هذه الضربات «غير مستبعدة». ويصر النائب المعارض أندريه أوسادشوك على أن «اعتراض السهام شيء، لكن يجب أن نقتل الرماة». ويضيف: «الحل الوحيد لحماية الأوكرانيين بشكل مستدام هو مهاجمة القواعد الجوية وتدمير منصات إطلاق الصواريخ على الأراضي الروسية».

في الوقت الحالي، يعتمد دفاع أوكرانيا ضد حملات القصف الروسية بشكل أساسي على الأنظمة المضادة للصواريخ التي تمتلكها. بالإضافة إلى معداتها القديمة ولكن العديدة، تمتلك البلاد أنظمة باتريوت الأمريكية ونظام Iris-T الألماني. تمتلك أوكرانيا ما لا يقل عن نظامين للدفاع الصاروخي من طراز باتريوت، أحدهما عرضته الولايات المتحدة والآخر مقدم بشكل مشترك من ألمانيا وهولندا، ويجب أن يضاف إليهما نظام آخر وعدت به أوكرانيا واشنطن في يونيو حزيران.

أما بالنسبة لنظام Iris-T، فقد أعلنت ألمانيا في 4 سبتمبر عن تسليم 17 نظامًا جديدًا. وفقًا للمستشار الألماني أولاف شولتز، تمتلك أوكرانيا بالفعل سبعة طائرات تم استخدامها لإسقاط أكثر من 250 صاروخًا وطائرة بدون طيار روسية منذ تركيبها. هذه هجمات واسعة النطاق ولكن وفقا للخبراء، فإن طائرات Iris-T لن تكون قادرة على حماية البلاد ضد جميع أنواع الصواريخ، وخاصة الصواريخ الباليستية الإيرانية الجديدة، التي تم تسليمها إلى روسيا هذا الأسبوع. 

ويؤكد فابيان هوفمان، طالب الدكتوراه الألماني في جامعة أوسلو، أن “هذا النظام ليس المقصود منه اعتراض الصواريخ الباليستية، بل الصواريخ ذات الارتفاع المنخفض أو الطائرات بدون طيار بعيدة المدى”. ويضيف: «لذلك تظل أوكرانيا تعتمد إلى حد كبير على أنظمة باتريوت القليلة لديها». «لحماية البلاد بشكل صحيح، سنحتاج إلى ما لا يقل عن 10 أنظمة باتريوت»، يؤكد الرائد الأوكراني أليكسي هيتمان، المتقاعد منذ عام 2023 وهو اليوم خبير عسكري. ولذلك، لا يمكننا حماية البلد بأكمله. علينا أن نرتب أولوياتنا.» تم تصميم أنظمة باتريوت لاعتراض الصواريخ عالية الأداء، ولكن قليلة، بشكل موثوق.

 ومع ذلك، منذ بداية الحرب، عملت روسيا، بترسانتها الهائلة، على إغراق الدفاعات الأوكرانية بهجمات واسعة النطاق، والتي شملت في كثير من الأحيان 100 أو 150 طائرة. وبحسب الباحث جاك واتلينغ، في كتابه «في الحرب الجوية في أوكرانيا»، فإنه في اليوم الأول لاستخدام نظام Iris-T، أسقطت أوكرانيا 83% من الأهداف المشتبكة، لكنها استخدمت 55% من ذخائرها خلال 24 ساعة.

ويقول يوهان ميشيل، الباحث في معهد الحوار الاستراتيجي: «إن هذه الطريقة في القيام بالأمور تبطل جزئياً توجهات الاستراتيجية الغربية». لكن أوكرانيا تتدبر أمرها بفضل أنظمتها القديمة المضادة للطائرات، وهي أكثر بساطة ولكنها كثيرة، مما يجعل من الممكن استهداف الطائرات بدون طيار أو الصواريخ الأقل كفاءة. وفي أغسطس وحده، أسقطت القوات الأوكرانية خمس طائرات ومروحيتين و1539 طائرة بدون طيار و150 صاروخًا، وفقًا لما ذكره أولكسندر بافليوك، قائد القوات البرية الأوكرانية.