أي دور لقاعدة الوطية في تمكين أردوغان من نهب ثروات الليبيين؟

أي دور لقاعدة الوطية في تمكين أردوغان من نهب ثروات الليبيين؟


تكبر طموحات الرئيس التركي يوماً عن يوم في ليبيا، فبعد نجاحه في عقد اتفاقيات مع حكومة الوفاق أعطته موطئ قدم في ليبيا والبحر المتوسط، بات يحلم بتثبت احتلاله من خلال إنشاء قواعد عسكرية وبحرية وجوية في مدن ليبية استراتيجية.
يوم الإثنين الماضي، دارات المحادثات بين حكومة الوفاق في طرابلس وبين أنقرة بشأن منح الأولى إذن استخدام تركيا لقاعدتين عسكريتين أولاهما في الوطية وثانيهما في مصراتة، سعياً لوجود تركي دائم في منطقة جنوب المتوسط.

وتشير التقارير إلى أنه عدا عن طموحات الرئيس التركي في الحصول على أكبر حصة ممكنة من النفط والغاز الليبيين، بات يسعى لتكريس النفوذ التركي في ليبيا، سياسياً وعسكرياً، ومنذ اليوم الأول سعت تركيا لإيفاد قوات برية وحرية ومعدات عسكرية ثقيلة من بينها فرقاطات تحمل آلاف المقاتلين وطائرات مسيرة، لدعم الوفاق أولاً، ومن ثم المباشرة في نهب ثروات البلد العربي، والاستيلاء على نفطه.

كشفت صور عبر الأقمار الصناعية، بثها موقع “ذا درايف”، بناء تركيا لمطار للطائرات المسيرة وسط مشروع سكني خارج العاصمة طرابلس، إضافة لتجهيز ورشة ممر حيوي، بامتداد 3500 قدم وعرض 105 أقدام، بين بنايات المنطقة السكنية المعروفة باسم مشروع الموز، على بعد 5 أميال من وسط العاصمة الليبية طرابلس، مع مدرج للطائرات في نهاية الممر الجوي، ويؤكد الخبراء، أن الخطوات الأولية التركية هي تمهيد لمخطط أكبر، فهي تسعى حتماً لثبيت وجود دائم في ليبيا عبر قواعد ضخمة وذات طاقات استيعابية عالية على غرار تلك التي في العراق وفي سوريا.

قاعدة الوطية
محاولة أردوغان المستميتة للسيطرة على قاعدة الوطية الجوية لم تأت من فراغ، وترجح التقارير، أن تركيا وضعت قاعدة الوطية نصب عينيها منذ اليوم الأول للتدخل في ليبيا، نظراً إلى موقعها الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا وقربها من البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، والذي يخدم أهداف أردوغان ومشروعه للتنقيب عن الغاز في المتوسط.
وتعد قاعدة الوطية استراتيجية فهي مقامة على مساحة تقارب نحو 50 كلم مربع، وتضمّ بنية عسكرية ضخمة شديدة التحصين، أقامتها الولايات المتحدة في أربعينيات القرن الماضي، وتتسم بموقع استراتيجي هام بقربها من الحدود التونسية والجزائرية وكذلك من البحر المتوسط، وتتيح تنفيذ عمليات قتالية جوية ليس بنطاق العاصمة طرابلس فقط وإنما بكامل المنطقة الغربية وحتى وسط ليبيا. وتعتبر قاعدة الوطية الجوية أهم قاعدة عسكرية جوية غرب ليبيا، حيث تقع على بعد 140 كم من العاصمة طرابلس و27 كم من الحدود التونسية، وتتعدّى طاقتها الاستيعابية 7000 جندي، إضافة لاحتوائها على مطار عسكري.

ميناء مصراتة
كما أن تركيا تسعى للسيطرة على ميناء مصراتة لتوسيعه لاحقاً وتحويله إلى قاعدة بحرية، فهو يخدم حتماً خططها الرامية إلى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، ويقول الزميل الباحث في أكاديمية “روبرت بوش” غالب دالاي، إن استخدام تركيا على الأخص لقاعدة بحرية ليبية سيرسخ نفوذها في شرق المتوسط.
ودخل ميناء مصراتة ضمن الاهتمامات التركية كونه من أهم المنافذ البحرية في ليبيا، ويتمتع بموقع استراتيجي هام بقربه من أوروبا ودول المغرب العربي، كان من أبرز المنافذ التي استخدمتها تركيا من أجل تهريب أسلحة ومقاتلين سوريين لصالح قوات حكومة الوفاق.