رئيس الدولة ونائباه يهنئون أمير قطر بذكرى اليوم الوطني لبلاده
إدارة بايدن أمام مرحلة خطيرة مع رئيسي
رأى جيسون رضيان أن الإدارة الأمريكية الحالية أمام لحظة خطيرة في كيفية التعامل مع النظام الإيراني المتفلّت من القيود، بقيادة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.وأشار رضيان، في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إلى بداية مشؤومة لحقبة رئيسي. حيث ترجّح الأدلة أن المرشد الأعلى علي خامنئي يبدو مقتنعًا بأن السلوك الاستفزازي هو أفضل طريقة للحصول على تنازلات في الملف النووي.
تكتيك عدم الاستقرار الإقليمي
وحول الهجوم على ناقلة النفط “ميرسر ستريت” قبالة سواحل عمان في نهاية الأسبوع، أوضح الكاتب أن طهران تستخدم تكتيك عدم الاستقرار الإقليمي، خاصّة على طرق النفط الحرجة، منذ فترة طويلة عندما تواجه الضغط.
كما زعم مسؤول إيراني أن طهران تخلّت عن خططها لإبرام صفقة تبادل أسرى محتملة تشمل أربعة مواطنين أمريكيين محتجزين رهائن لديها.
دبلوماسية أقلّ في فيينا
وتتزامن هذه الأحداث مع توقّف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية حول العودة إلى الاتفاق النووي في فيينا، بعد أيام فقط من انتخاب رئيسي في يونيو(تموز). ومن المرجّح أن تكون لهجة الوفد المفاوض تحت قيادته، إذا ما أراد استئناف المفاوضات، أقلّ دبلوماسية بكثير من تلك التي انتهجها فريق المفاوضين في عهد الرئيس السابق حسن روحاني.
ومن المرجّح أن يكون مفاوضو رئيسي صارمين ويميلون إلى التمثيل. ويبدو أن الوصول إلى اتفاق بعيد المنال، إذا أخذت الإدارة الأمريكية مواقف رئيسي السابقة وتصريحاته الحالية كمؤشر على ذلك.
المواجهة؟
وعلى الرغم من حرصها على التعامل مع طهران للقضاء على أي احتمال لامتلاك الجمهورية الإسلامية أسلحة نووية، تبقي الإدارة الأمريكية عقوبات عهد ترامب سارية المفعول،
ما يؤدي إلى تمديد سياسة “الضغط الأقصى” التي تعتبرها إدارة بايدن السبب في قرار طهران الجديد: المواجهة.
ولا تزال إيران النووية خطاً أحمر تلتزم جميع الإدارات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية به. ويتفهّم فريق بايدن أن مهاجمة إيران بسبب قدراتها النووية، من المرجح أن تؤدي ببساطة إلى تأخير وصول إيران إلى القنبلة النووية، لا تدمير قدراتها. لهذا السبب، ونتيجة لعدم الرغبة في تكرار النتائج المروعة للحروب في أفغانستان والعراق، تفضّل إدارة بايدن الدبلوماسية.
هل النظام الإيراني مستعدّ للتنازل؟
هذه الجهود الدبلوماسية قابلة للتطبيق فقط في ظل وجود نظام إيراني مستعد لتقديم تنازلات. لكن بالنسبة لرئيسي ونهجه القمعي العلني، لم يعد النظام يتظاهر حتى بالاهتمام بالمطالب المتزايدة للشعب الإيراني.
والاقتصاد الإيراني في حالة يرثى لها. وتشهد البلاد خامس وأسوأ موجة من الإصابات بفيروس كوفيد -19 ، مع غياب أي مؤشر على أن الوباء قد أصبح تحت السيطرة. وبات نقص المياه أحد الأسباب الأخرى التي تدفع الإيرانيين للنزول إلى الشوارع، والتعبير عن إحباطهم من مؤسسة سياسية تبدو منشغلة باستمراريتها.
نهج الترهيب
وإذا كانت نظرة روحاني حول استمرارية الجمهورية الإسلامية تتمثّل بوعود الحصول على فرص اقتصادية، فإن جذور رئيسي في أيديولوجية “المقاومة”، تتمحور حول أن حلول مشاكل إيران هي في الإنتاج المحلي والصلاة.
وقال رئيسي في كلمة الثلاثاء: “سنسعى لرفع العقوبات الاستبدادية التي فرضتها أمريكا. لكننا لن نربط ... الاقتصاد بإرادة الأجانب.»
بدوره، قال خامنئي في خطاب لاذع لإدارة روحاني: “تجربة مهمة للغاية في هذه الفترة يجب أن تنتهجها الأجيال المقبلة،
وهي عدم الثقة بالغرب».
وتمّ اعتماد هذا النهج للتشويش والترهيب، وقد أصبح هو القاعدة في إيران.
ولذلك يجب أن تستمرّ واشنطن وحلفاؤها في محاولة ممارسة نفوذهم على طهران من خلال مزيج من التواصل والضغط وإدانة انتهاكاتها العديدة للقانون الدولي.
وخلص رضيان قائلاً: “هكذا تبدو الجمهورية الإسلامية المتفلتة من القيود، وهو أمر مقلق فعلاً».