رئيس الدولة يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس أوزبكستان ويبحثان مسارات التعاون
مسلسل «بالدم» عمل لبناني 100 في المئة بعناصره كافة2
إلسي فرنيني: العمل الذي يَحترم عقل المُشاهِد لا بد أن ينجح
تتحدث الممثلة اللبنانية إلسي فرنيني، بثقة عالية عن مسلسل «بالدم» الذي ستشارك فيه، مشيرة إلى أنه سيكون من الأعمال الضاربة في الموسم الرمضاني 2025 نظراً لأهمية القصة التي يعالجها وطريقة بناء الشخصيات وكتابة الحوارات ومكانة الممثلين المشاركين فيه.
وفي هذا الحوار، تطرّقت فرنيني إلى هذا العمل ومواضيع أخرى في عالم الدراما.
• كيف تتحدثين عن مشاركتك في مسلسل «بالدم» وما أكثر ما لَفَتَكِ فيه؟
- أكثر ما يلفت الممثل في أي عملٍ يوافق عليه هو القصة أولاً، ثم الدور وهل هو محبوكٌ بطريقةٍ راقيةٍ وأن تكون هناك أبعاد للشخصية وغير مسطحة.
نص المسلسل رائع وشهادتي مجروحة بالكاتبة نادين جابر، لأنها تميّزتْ بالأعمال الرائعة والمتقَنة في الأعوام الأخيرة. فهي تشتغل على النص وتَحْبك الشخصيات وتعطي كلاً منها حقها، ما يشجع الفنان على الموافقة على العمل لأنه يكون واثقاً من أنه يحترم الجمهور وذوقه. فالجمهور هو أهمّ ناقد حتى لو لم يكن خبيراً في النقد، وهو يستطيع أن يكتشف بسرعة إذا كان هناك استخفاف بعقله أو احترام له وذوقه.
وأكثر ما يميّز الأعمال التي تكتبها نادين جابر أنها تركّز في نصها في كل موسم رمضاني على مشكلة اجتماعية جديدة، وهي تمكّنتْ من تحقيق نقلة مهمة ونوعية في المسلسل اللبناني. ومسلسل «بالدم» الذي كتبتْه هذه السنة يتميّز بأنه عمل لبناني 100 في المئة بعناصره كافة وكل الممثلين المشاركين فيه، وهو ليس «مخروقاً» على الإطلاق بممثلين من جنسيات أخرى. ويوجد احترام لمكانة كل ممثل و«الكاستينغ» أكثر من رائع، ولا شك في أنه سيكون عملاً ضارباً في الموسم الرمضاني 2025، وسأشارك فيه كضيفة شرف في تسع حلقات. والدور أَقْنَعَني كثيراً، ولو لم أحبه ولم أشعر بأنه يضيف إلى تجربتي الفنية لَما وافقتُ عليه.
• اللافت في كلامك تأكيدك وبشكل حازم وجازم أن «بالدم» سيكون من الأعمال الضاربة في الموسم الرمضاني، وهذا الكلام يدعو للاستغراب؟
- لا شك في أن مسلسل «بالدم» سيكون من الأعمال الضاربة لأنه يتناول كل فئات المجتمع، و«شمس» تمثل إحدى هذه الفئات. كل شخصية في المسلسل لها خصوصية، والنص مكتوبٌ بإتقان وابداع ولا يوجد فيه استخفاف بعقل المُشاهد وهذا سبب مهمّ يساهم في نجاح العمل.
• ولكن هناك مجازفة في المسلسل كونه أول عمل لبناني يُعرض في الموسم الرمضاني عدا عن أن المنافسة الدرامية تكون شرسة جداً؟
- المنافسة موجودة دائماً والعمل الذي يَحترم عقل المُشاهِد لا بد أن ينجح.
• ولكن المنتجين يعتمدون تركيبة معينة لضمان تسويق أعمالهم تَعتمد على البطل السوري والبطلة اللبنانية، وفي مسلسل «بالدم» يوجد غياب للنجم السوري؟
- هذه التركيبة ليست خاطئة إذا كانت القصة تستدعي وجود ممثل من جنسية أخرى، ولكن أحداث مسلسل «بالدم» تدور حول فئات مختلفة من المجتمع اللبناني.
• المقصود هو الناحية التسويقية، خصوصاً أن اسم النجم السوري يشكّل عنصراً جاذباً لشراء الإنتاجات اللبنانية؟
- الممثل اللبناني لا ينقصه شيء وتاريخنا الدرامي حافل بالأعمال الناجحة كما يجب ألا ننسى أن لبنان هو أول بلد عربي بدأ بإنتاج الأعمال الدرامية. و«تلفزيون لبنان» كان أول تلفزيون تم تأسيسه في العالم العربي. وعندما كنت أصوّر مسلسل «مذكرات ممرضة»، كانت الحلقات تُعرض في وقت واحد في لبنان والسعودية وكل الدول العربية. كما أنتج «تلفزيون لبنان» أعمالاً باللهجة البيضاء بناءً على طلب الدول العربية لأنها مفهومة عربياً.
تاريخ لبنان حافل بالأعمال الناجحة سواء التاريخية أو المودرن وأيضاً بالكتّاب المهمين أمثال يوسف حبشي الأشقر وغيره، والذي قدمتُ من توقيعه عدداً كبيراً من الأعمال، عدا عن تلك المترجَمة عن نصوص عالمية بينها «أحدب نوتردام» و«البؤساء». ولذلك، لا يمكن أن ننسى أبداً أن لبنان واللبنانيين هم رواد في صناعة الدراما.
• وحان الوقت كي يستعيد لبنان هذا الدور؟
- طبعاً. لبنان مميّز في كل شيء، واللبناني لا يصعب عليه شيء على مستوى الثقافة والاطلاع والمشورة، وهو خلطة مهمة جداً.
• بدأتِ من الإعلام ثم انتقلتِ إلى التمثيل؟
- نعم. بدايتي كانت في «تلفزيون لبنان» في سنّ صغيرة جداً وكان عمري وقتها بين 8 و9 سنوات، وكانت معلمتي،رحمها الله، في مدرسة «CTI» تحب الدراما وتدرّبنا على الأدوار في التمثيليات التي تُقدم في برامج الأطفال وكانت تحقق نجاحاً باهراً حين يصوّرها ويَعرضها تلفزيون لبنان. ومن هنا تعرّفوا عليّ في التلفزيون كفتاة موهوبة ووجْهُها قريب من الشاشة وعرَضوا عليّ التمثيل، ولكن أهلي رفضوا لأنهم كانوا يعتبرون أن التمثيل «بعبع» والعمل فيه غير مقبول. وفي مرحلة لاحقة عَرض عليّ التلفزيون أن أصبح مذيعة ربْط فقرات وخضعتُ لدورات تدريبية وأصبحتُ ابنة تلفزيون لبنان واعتاد أهلي على الفكرة. ولذلك، عندما عرض علي مسلسل «مذكرات ممرضة» وافقوا على المشروع باعتبار أن تلفزيون لبنان هو بيتي الثاني.
• كإعلامية سابقة، كيف تقيّمين واقع الإعلام في لبنان اليوم؟
- أشعر بأن الصبايا والشباب يتمتعون بالثقافة والجدية ولم يأتوا إلى المجال بهدف التسلية، بل هم يشتغلون على أنفسهم ويقدّمون مادة جيدة وقريبون من الأذن والعين في آن معاً.
• تقصدين أنه لم يعد هناك مذيعات بلا مضمون؟
- بل هن معدودات. هناك أنواع عدة من البرامج وكل نوع يتطلب إعلامياً بمواصفات محددة. وتبقى الثقافة هي العنصر الأهمّ في عمل الإعلامي وعدم الاستخفاف بعقل الجمهور وعينه. وحتى إذا كان البرنامج خفيفاً، يفترض بالإعلامي أن يحترم نفسه ومهنته والجمهور.