رمضان في الأردن
اجتماع أفراد العائلة عند كبيرهم وطبق القطائف أساسي في كل بيت
كشف المستشار القانوني أشرف أحمد العدوان أن رمضان حل هذا العام هذا العام على الأردنيين في ظل أوضاع وتحديات لم يشهدها من قبل، لقد تغيرت الطقوس الرمضانية، حيث تضمنت الصورة الزاهية لرمضان بعض الظلال بسبب متطلبات الحجر الصحي والإجراءات والتدابير الاحترازية المشددة التي فرضتها الدولة في سياق جهود حثيثة لمكافحة فيروس الكورونا الذي أفقد رمضان رونقه، لكن في السابق كان الأردنيون يستعدون بعد منتصف شعبان، فربات البيوت يقمن بتحضير أساسيات المطبخ الرمضاني الأردني بتخزين الفواكه المجففة من قمر الدين والتمر بالإضافة إلى الأجبان و الجوز واللوز وشتى المكسرات اللازمة لتحضير الحلويات المميزة من القطائف التي لا يجوز أن يخلو بيت أردني منها في رمضان، ومن الطقوس التى اعتاد عليها المجتمع الأردني هو اجتماع أفراد العائلة عند كبيرها أو الوالدين لقضاء أول ليلية من رمضان معهم، وهذا العام ستفطر العائلات الصغيرة منفردة بدون الاجتماعات العائلية والولائم حرصاً على الإلتزام بالتباعد الإجتماعي
وأضاف العدوان من أهم الطقوس صلاة التراويح التي تتجاوز كونها صلاة لدى المجتمع الأردني حيث يتسابق الصغير والكبير والرجال والنساء والأطفال إلى المسجد لتأديتها وتحمل العائلات معها التمر والمياه والحلويات لتوزيعها على المصلين ولا يخلو هذا الطقس من تبادل اللقاءات بين أبناء الحي وتبادل الدعوة الى الولائم لكن هذه المرة مختلفة حيث أن رمضان هذا العام سيكون شهرًا غير اعتيادي كون الأردنيون سيعيشون أجواءه لأول مرة بلا مساجد وصلاة تراويح حيث قررت الحكومة أن تكون صلاة التراويح هذا العام في المنازل كما أن الحالة الاقتصادية سوف تؤثر على مظهر مهم اعتاد عليه الأردني وهو صلة الرحم واقامة الولائم للأخوات والارحام، وسوف تختفي السهرات الأردنية بعد الإفطار والتي تمتد أحياناً حتى مطلع الفجر وذلك بسبب الحظر الجزئي للتجول واغلاق المحلات والمقاهي، لكن يظل الأطفال هم أصحاب البهجة بتزيين الشوارع والنوافذ
رغم كل تلك الطقوس التي اختفت مؤقتاً إلا أن رمضان يبقى شهر الرحمة والسكينة وقد تشكل هذه الظروف الطارئة فرصة للتقرب الى الله والى زيادة التقارب الاجتماعي داخل الإرادة الأسرة الواحدة وفرصة ذهبية للتفكر فيما كنا نملك من نعم قبل ظهور هذا الوباء
يذكر محمد محمود رواشدة مدير شؤون العاملين قائلا ونحن في سن الطفولة وبمجرد سماع رؤية هلال رمضان تُسمع صوت المفرقعات ( هل هلالك يا رمضان ) وفي أول أيام رمضان يبدأ الأهل في تشجيع الأبناء على الصيام لمن صام رمضان مع تقديم حزمة من التسهيلات المحفزة كشرب الماء لا يُفسد الصيام أو صيام العصفورة للعصر أو الصيام يبدأ مع نهاية آذان الفجر و ليس بدايته بالإضافة إلى الهدايا التي تنتظرنا في نهاية الشهر و زيادة المصروف، كما تبدأ المفاوضات العائلية على طبق اليوم حتى يتم الاستقرار النهائي على صدر المنسف كالعادة ، و مع مضي الأيام يبدأ الطبق الطائر بالتنقل بين البيوت كاشفاً عن أصناف أطباقهم فتُدق الأبواب قبل الآذان بربع ساعة لاستلامه و يا لها من عادة جميله نفتقدها الان لما فيها من تكافل اجتماعي و مودة و محبه ، و مع شق الأنفس نصل لنهايات رمضان لعل و عسى أن لا يُتم رمضان ثلاثينيته و في هذه الأثناء تكون اللمسات الاخيرة على ملابس العيد و تسوق العيد من حلويات و شوكولاتة و غيرها و المخبأ السرّي لحلويات العيد اللغز الذي يحير جميع سكان البيت ، و في اليوم نهاية رمضان يعاد مشهد الانتظار لتصريح وزير الأوقاف و في لحظة الإعلان أن غداً هو أول أيام عيد الفطر كانت الفرحة تغمرنا و نحن نغمر ملابسنا (ملابس العيد) و كأنها معشوقتنا ثم نتجه للنوم تختلجنا مشاعر الفرحة إلى أن نصحو على صوت التكبيرات معلنة عن بدء العيد ، و نتجه جميعاً صوب والدي ليبدأ بالدعوات لنا و الأمنيات و القبلات كُلٌ على حدى حسب حاجاته وهنا تكمن الفرحة