يستقبلونه بأجواء الفرحة والزيارات العائلية

احتفال الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك

احتفال الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك

• مجدي الخضري: أهم ما يميز العيد هو البهجة بإحياء الشعائر الإسلامية
• فهد مبارك: يشتري الرجال في العيد كندورة جديدة ويبخرها بالعود والمسك
• هالة سلام: نحرص أن يكون الذبح بعد الصلاة فورا وهي تعطي للعيد سعادة
• محمد عثمان: أقوم بزيارة الأهل والأقرباء لأن صلة الرحم هي من أهم الطقوس الإسلامية
• عبد السلام الرباطي: من عادات عيد الأضحى ما يسمى حليلو يبدأ فيها تبادل الرش بالمياه
• كريم سدير:المُطبك فطورهم الصباحي في عيد الأضحى ، وهو تقليد جاء من الجزيرة العربية
• محمود خليل: لابد من زيارة مدن الإمارات لننهل من جمالها وحضارتها
• عبدالحميد التميمي: أبناء الخليج يحرصون على صلة الرحم واتباع تعاليم أشرف الخلق


" لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" إنها كلمات عظيمة تفرح بها قلوب ضيوف الرحمن بين جنبات الديار المقدسة وتتوجه أنظار المسلمين إلى جبل عرفات حيث الوقوف العظيم بين يدي الله تعالى في خشوع وتذلل وطلب للمغفرة والرحمة. فلا تفصلنا سوى أيام قليلة عن موسم الحج الذي يعتبر أعظم ركن من أركان الإسلام ، وتحتفل الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك وتختلف البلدان العربية في استقبال العيد وهناك بعض الطقوس المختلفة التي تتبعها الأسر العربية .

وترسل الفجر أجمل التهاني لقرائها بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات ".
في البداية يقول فهد مبارك: إن طقوس العيد في الإمارات تبدأ بذبح الأغنام أو الماعز أو الأبقار وكذلك الجمال بصحبة الجيران أو الأقارب ومنهم من يشترك في شراء الأضاحي ويقتسمونها فيما بينهم، ثم يتم توزيع بعض اللحم على من حولهم من الأقارب والأصدقاء والمحتاجين والفقراء ويأخذ أهل البيت جزءاً من الذبيحة،

وأضاف مبارك : يشتري الرجال الإماراتيين في العيد كندورة جديدة مع تعطير الثياب الرجالية باستخدام زيت الجوز والهيل، وتبخيرها بالعود والمسك لتبهر الجميع، كما اعتادت النساء ارتداء ملابس خاصة بالعيد وتصفيف شعورهن وعمل الجدائل وتعطيرها بعطور مميزة سواء كانت عطورا فرنسية قيمة أو عطورا من العود ويتم تبخير المنازل على مدار اليوم بعد ترتيبه وتجهيزه وفرش الجديد.
و من العادات القديمة التي مازالت قائمة هي نقش رسومات الحناء للنساء وارتداء الملابس الجديدة من الأزياء الإماراتية ذات التطريز الرائع وشراء العباءات التراثية والاستعداد لاستقبال الأقارب سواء في الخيام المخصصة لذلك أو في المنزل مع تجهيز الولائم والذبائح، كما يتم الذهاب في نزهات في دولة الإمارات أو السفر للسياحة في دولة يختارونها للاستمتاع بالعيد.

وتحدثنا هالة سلام معلمة بالتربية والتعليم عن الأجواء الاحتفالية في مصر حيث تقول:
يحتفل ملايين المصريين ، بعيد الأضحى في أجواء من الخشوع والبهجة ، حيث تمتليء المساجد والساحات والشوارع المحيطة بها بالمصلين وهم يكبرون تكبيرات العيد ، رجالا ونساء وشبابا وصغارا ، وينطلق الصغار في الصباح الباكر في ملابسهم الجديدة لشراء البالونات الملونة ، والألعاب ، وتمتلئ الملاهي والحدائق العامة وحدائق الحيوانات بالزوار ، وتنطلق المراجيح حاملة الأطفال فرحا ببهجة العيد ، ويتزاحم الكبار والصغار على المراكب في رحلات ترفيهية على صفحات نهر النيل حيث يتجمع الأهل والأقارب ، ولا ينسى الأهالي الذهاب للسينما لمشاهدة الأفلام الجديدة.
وتضيف هالة، عيد الأضحى المبارك مرتبط بالأضحية وذبح الخروف وحضور أفراد الأسرة لمشاهدة الذبح كما أوصى بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم - ولا ننسى أيضا أن العيد ارتبط أيضا بأكلات معينة وهي (الفتة) وهذا يعتمد اعتمادا كليا على لحمة الخروف.

ويوضح  محمد عثمان مهندس عن احتفالات السودان بعيد الأضحى المبارك بأنها لا تختلف كثيرا عن باقي الدول العربية حيث يقول:
يرتبط عيد الأضحى باحتفالات الحج التي يقيمها الأشخاص الذين عقدوا النية على ذلك والذين فازوا بالحج ولم يعوقهم عائق عن القيام بذلك ، وقبل موعد الحج بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع يقيم الحجاج " ليلة لأهل الله " تذبح فيها ذبيحة ويعزم الأقارب والجيران والأصدقاء ، وغالباً ما يصاحب ذلك المنشدون الذين يذكرون فضائل الحج ويباركون الحاج على رحلته الميمونة ، ومن التقاليد والعادات الشعبية أن تضع أسرة الحاج علماً أو بيرقاً صغير الحجم أبيض اللون على سطح المنزل إشارة على أن شخص أو أكثر من الذين ينتمون إلى ذلك المنزل  يقومون بتأدية شعيرة الحج .

ويزيد عثمان،العيد بالنسبة لي هو التقرب من الله أكثر وشكر نعمة التي لا تحصى ،ولهذا أقوم بزيارة الأهل والأقرباء لأن صلة الرحم هي من أهم الطقوس الإسلامية التي أحرص عليها بعد صلاة العيد وذبح الأضحية ،ونحن نعلم بأن عيد الأضحى مرتبط بالأكلات المختلفة من اللحوم والتي تتميز بها أرض السودان فهي غنية بالثروة الحيوانية ،وكل بيت سوداني تتوفر لديه اللحوم لكثرتها وقلة ثمنها .

أما في المغرب وطقوسها لاستقبال عيد الأضحى يقول عبد السلام الرباطي منسق حفلات:
تستمر الأجواء الاحتفالية ثلاثة أيام أو يزيد لتعقبها الاستعدادات لاستقبال الحجاج ممن أدوا هذه المناسك، ويرتبط عيد الأضحى عند المغاربة بإعداد أطباق تقليدية من لحم أضحية العيد وتحرص كل الأسر على تحضيرها، وتختلف طرق الإعداد والتحضير من مدينة إلى أخرى،حيث تستيقظ النسوة يوم العيد، باكرا لتهيئ الفطور "والثريد والمسمن والملوي ورزة القاضي"، ويستيقظ رب الأسرة ليتوجه إلى صلاة العيد ويعود ليباشر عملية الذبح فالمثل الشعبي الشائع يقول:" اللي ما يدبح شاتوا ، موتو أحسن من حياتو".

ويضيف الرباطي يشرع الأب في عملية النحر ، فيما قد تكون النسوة أعطين الأضحية ليلة العيد خليطا من الشعير والورد وبعد الذبح تتكفل النسوة بعملية الغسل لأحشاء الخروف ، وبعد وجبة الغداء التي تكون من"بولفاف" كما هي عادة جميع المغاربة يكون الزوج والأبناء قد توجهوا لزيارة الأقارب، وفي الليل تجتمع الأسرة على مائدة العشاء الكسكس بكتف خروف العيد، ومن عادات اليوم الثاني من عيد الأضحى ما يسمى "حليلو" ، يبدأ فيها تبادل الرش بالمياه، التي تحول الأزقة والشوارع إلى برك، ويخرج الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر بالماء ومع مرور الساعات الأولى من الصباح يحمى وطيس معارك المياه، خصوصا بين الأصدقاء والجيران. ومن يرفض الاحتفال بماء حليلو من المارة، قد يتعرض لإغراق ثيابه بالمياه.

وعن الطقوس التي يتبعها أهل العراق يتحدث كريم سدير مدير مالي في شركة مقاولات حيث يقول:
بعد صلاة العيد والذبح الجماعي في الأسواق وأمام المنازل تتجمع العائلة ويجهزون إفطارهم صباح كل عيد على طعام مكون من الرز واللحم، ويكون الإفطار جماعيا في شوارع الأحياء حيث يجتمع رجال المنطقة وشبابها ، ويكون الفطور بعد صلاة العيد مباشرة ، بقصد إشاعة البهجة وتأكيد الألفة والمحبة والاختلاط بين أهالي المنطقة،
ويطلق على هذا الطعام اسم (المُطبك) وهو تقليد ورثوه عن آبائهم وأجدادهم أعتادوا أن يكون الرز واللحم (المُطبك) فطورهم الصباحي بداية كل عيد سواء أكان عيد الفطر، أم عيد الأضحى ، ويرجح البعض من كبار السن أن أصل هذا التقاليد جاء من الجزيرة العربية وأرض نجد والحجاز،لان من المعروف أن أهالي منطقة الدمام والرياض في المملكة السعودية العربية عندهم هذه التقاليد نفسها ، وللقرب بينها وبين مدينة البصرة أخذتها منطقة الزبير كونها على احتكاك وتواصل مستمر مع المجتمعات في الخليج العربي وخصوصا الكويت والسعودية ، وأشار سدير،على أن هناك طقس مهم لا يفارق العيد دأب عليه أكثر العراقيين وهو الذهاب إلى المقابر لزيارة أضرحة أعزائهم الموتى ورش القبور بالماء وإشعال الشموع والبخور وقراءة القرآن والأدعية المخصوصة بجانبها ، وهو طقس يمارسه العراقيون في العيد وبالتحديد في أول أيامه وخاصة في المناطق الشعبية حيث تتوافد أعداد هائلة إلى المقابر أول أيام العيد ، وهو تقليد توارثوه ليعبر عن حالة من الوفاء مع الراحلين .

وتابع سدير،يبقى الأطفال الرابحون الوحيدون في كل مناسبات العيد سواء كان قديما أو حديثا ، فهم لا يعرفون من العيد إلا شراء الملابس الجديدة وارتدائها ، ومن ثم الذهاب إلى مدينة الملاهي والألعاب في صبيحة يوم العيد ، بعد أن تمتلئ جيوبهم من مبالغ العيديات، ولا يعودون إلى البيوت حتى يصرفون أخر دينار، وربما عادوا مشيا إلى بيوتهم لأنهم لم يبقوا حتى أجرة العودة إلى البيت ، لينتظروا يوم غد بفارق الصبر، ليلبسوا ملابسهم الجديدة ويأخذوا "عيديات " أخرى لقضاء يوم آخر .

وعلى الرغم من اختلاف اليوم الأول لبداية الأعياد الدينية ،إلا أن العراقيين يتمسكون بالفرح الجماعي ، والتقاليد التي تلم شملهم ،خصوصا وان الأعياد الدينية في العراق تحظى باهتمام الناس بشكل كبير، ويجري التركيز فيها على العلاقات الاجتماعية ، وتقديم المأكولات والمشروبات والحلويات النادرة ، والمحافظة على الطقوس والاحتفالات الجماعية، ومع حلول كل عيد تبقى أمنية الكبار بجانب أحلام الصغار و هي تحقيق الأمن والاستقرار للعراق.

وعن احتفالات عيد الأضحى في الغربة قال محمود خليل:
نعم أثرت الغربة من سعادتنا بالعيد والشعور به حيث البعد عن الأسرة والأهل والأقارب ولا يشعر الفرد بمن حوله ، بل يشعر بوحدة شديدة ، كما أن الأطفال يفتقدون أولاد العم والخال الذين يشعرون تجاههم بالألفة التي تمكنهم من اللذة الحقيقية والشعور بالبهجة والسرور.
وقال خليل: في الماضي كانت البهجة أشمل حيث إن الجميع كانوا ينتظرون العيد قبل أن يأتي بأسابيع ويعدون له الملابس ، ويخططون للقيام بالرحلات وإعداد البرامج على المستوى الأسري وعن خطتي لقضاء أيام العيد حيث إنني سأذهب في أول الأمر إلى أقاربي هنا وأنتظر أيضا زيارتهم لي وسنقوم بالخروج إلى المتنزهات في أبوظبي ولا ننسى مدينة العين والأماكن الجميلة فيها فلابد من زيارتها والتنقل بين مدن الامارات لننهل من جمالها وحضارتها ، فهي غناء بما فيها من أماكن تسر الناظرين لها والزائرين إليها.
*وعن رأيه يتحدث مجدي الخضري معلم اللغة العربية   للمرحلة الثانوية- مدرسة أشبال القدس الخاصة قائلا:
تختلف الاستعدادات من أجل الاحتفال بعيد الأضحى من دولة لدولة ، وذلك وفقا للعادات والأجواء والظروف .
وفي "مصر " نستعد استعدادا كبيرا لعيد الأضحى ،حين إن معظم العائلات المصرية تستعد بشراء" خروف العيد" كما يطلقون عليه ، ومنهم من يستعد بشراء العجول حسب الإمكانات المادية ، وهناك مجموعة من الأفراد يشتركون معا بشراء عجل وإعداده ليكون الأضحية ،  بالإضافة إلى الاستعداد بالملابس الجديدة ، والنوم مبكرا للذهاب إلى صلاة العيد ، وبعدها يبدأ الرجال بصحبة أبنائهم في التوجه إلى الأهل والأقارب لزيارتهم ،وهذا من الأشياء المقدسة، وبعد ذلك يبدؤون في العودة إلى المنزل للقيام بالذبح وهنا يتأخر موعد الفطور إلى ما بعد الذبح وذلك لأن الفطور يكون غالبا من الأضحية وبالتحديد " الكبدة والكلاوي والطحال....." ثم بعد ذلك يبدأ الصغار بالخروج من المنزل ولقاء أصحابهم للعب أو التوجه إلى البحار للعب ، أما عن الأسر ففي آخر اليوم وبعد أن تهدأ حرارة الشمس تبدأ في الخروج إلى المتنزهات والحدائق على اختلاف أنواعها ، أو الخروج في نزهات بحرية أو نهرية، ،أوالذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام.

وأيضا يقوم الأفراد والأسر بتبادل التهنئة بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران.
أما عن الناحية الدينية فيتحدث عنها الدكتور عبد الحميد التميمي أستاذ الشريعة الإسلامية ، حيث يقول:
قد كان لأهل المدينة يومان في الجاهلية يحتفلون فيهما فأبدلهم الله تعالى بهما عيدا الإسلام: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين عيدان سواهما.
فعن أنس أنه قال: كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي قال: " كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر"

وفي أيام العيد تتوجه عيون العالم الإسلامي بأكمله نحو مكة المكرمة حيث يقوم حوالي ثلاثة ملايين مسلم بتأدية خامس أركان الإسلام وخاتمها ألا وهو حج بيت الله الحرام والذي يأتي تلبية لنداء الله في القرآن الكريم ،حيث قال الله تعالى:
(وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) هذه الملايين من الناس تطوف بالبيت العتيق مكبرة داعية الله تعالى .
ويقول التميمي،اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من أداء صلاة العيد حيث يقوم،كل مسلم بمصافحة المسلم قائلا "تقبل الله منا ومنك" ،وأهل الخليج عموما لا تختلف طقوسه لاستقبال الأعياد عن باقي الدول العربية فدائما أبناء الخليج يحرصون على صلة الرحم واتباع سنة وتعاليم أشرف الخلق سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- ويرى البعض من المسلمين في يوم العيد يوم حساب للنفس حيث تكون فترة السنة ،الماضية هي محور التقييم وكأن المسلم بحلول العيد يكون قد طوى سنة وفتح أخرى جديدة .

ويضيف التميمي: تتسم أيام العيد بالصلوات وذكر الله، والفرح ، والعطاء ، والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الإسلامية بثوب جديد كما أن الأطفال يلبسون أثوابا جديدة ،وتكثر الحلوى والفواكه في بيوت المسلمين ،أما البالغون فيقومون بزيارة أقربائهم ، كذلك يقوم المسلم بزيارة الأقارب ،والأهل وصلة الأرحام والمباركة بالعيد.