استدارة أردوغان نحو مصر... براغماتية ونفاق

 استدارة أردوغان نحو مصر... براغماتية ونفاق

اعتبر موقع “تركش مينيت” التركي أن استدارة الرئيس التركي رجب طيب ارودغان نحو إصلاح العلاقات مع مصر هي “نفاق ونوع من البراغماتية تجاوزت الأيديولوجية، بعدما اقتنعت أنقرة بأن جماعة “الإخوان الإرهابية “ ليست لديها فرصة للعودة إلى السلطة في مصر.
وأوضح الموقع أن الإشاعات والتصريحات الخجولة حول محاولات تركيا لإصلاح علاقاتها المقطوعة مع مصر تحقّقت مع استئناف البلدين أول اتصالات ديبلوماسية بينهما منذ العام 2013.
لقد عارض رجل تركيا القوي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي منذ عام 2013، عندما عزل الزعيم الإخواني المدعوم من أنقرة محمد مرسي.

مهاجمة السيسي
وتمسّك أردوغان بغضبه من السيسي وبدعمه لمرسي، الذي تُوفي في السجن في 17 يونيو (حزيران) 2019. وأشاد أردوغان بـ “الشهيد”، واتهم الاتحاد الأوروبي بالنفاق في دعم خصمه السيسي وغضّ الطرف عن استخدام القاهرة لعقوبة الإعدام.
وهاجم أردوغان ومسؤولو حزب “العدالة والتنمية” الحاكم شخصيات المعارضة التركية التــي احتجّـــت على قطع الحكومة التركية العلاقات مع مصر ودعمهـــــا لـ “الإخوان المسلمين”، واتهمهــــم بدعـــم “الانقلابيين».
وخلال مقابلة في عام 2019، قال أردوغان إنه “لن يتحدث أبداً مع شخص مثل السيسي”، ودعـــــا إلى إطلــــــاق ســـــــراح ســــــجناء “الإخوان المسلمين” في مصر.

أردوغان يُغيّر لهجته
ولكن الموقع التركي لفت إلى أن الكثير تغيّر على مر السنين. لقد أصبح أردوغان في تركيا أكثر استبداداً، وتدهورت علاقاته مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ويقول العديد من المحللين إن أنقرة تحاول فتح صفحة جديدة مع مصر، بعد أن واجهت عزلة متزايدة في المنطقة بسبب مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحرب في ليبيا والاتفاقيات البحرية لشرق البحر المتوسط.

دعم «الاخوان «
ويزعم آخرون أن البراغماتية تجاوزت الأيديولوجية، وأن أنقرة مقتنعة الآن بأن جماعة “الإخوان الإرهابية “ التابعة لمرسي ليست لديها فرصة للعودة إلى السلطة في مصر.
يقول المحلل المقيم في أنقرة حسين باغجي:
 “لقد كان من الخطأ دعم الإخوان المسلمين، لكن الحكومة التركية تدرك الآن أن الإخوان المسلمين ليس لديهم أدنى فرصة للوصول إلى السلطة مرة أخرى، لذلك لا يمكننا الاستمرار في هذه السياسة».
«لا يمكن لتركيا أن تعلن تخليها عن دعم الإخوان المسلمين، لن يقول أردوغان هذا رسمياً. لكنه ربما سيغيّر، تدريجياً، خطابه حول معاداة السيسي “، يقول باغجي.

خلاف طويل
واختلفت تركيا ومصر، الحليفان التقليديــــان واللاعبان الرئيسيان في المنطقة، حول العديد من القضايا على مر السنين.
ووقّعت القاهرة، العام الماضي، اتفاقية بحرية مع أثينا تُطالب ببعض مياه شرق البحر المتوسط المشمولة باتفاق منفصل أبرمته تركيا مع ليبيا في الوقت نفسه  تقريباً.
 وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة مستعدة للتفاوض على اتفاقية بحرية جديدة لشرق البحر المتوسط مع القاهرة.
ووصف موقع “بلومبرغ” جهود تركيا ومصر المتبادلة لإصلاح الأسوار بـ “البراغماتية”. كما نشرت منصات التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” تصريحات أردوغان السابقة المنتقدة للسيسي، واتهمت الرئيس التركي بـ”النفاق».