الهدف الأول خيرسون بحلول الشتاء:
استعادة حدود أوكرانيا: طموح زيلينسكي على المحك...!
- هدف زيلينسكي استعادة الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم
- سيناريو معقّد، لا يمكن تصوره إلا على مدى عدة سنوات
- لا يمكن تخيّل أي عملية استعادة للأراضي إلا بمساعدة غربية ضخمة
«بالطبع، نطمح إلى استعادة كل أراضينا: بالنسبة لي، هذا هو النصر النهائي”... الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلته الحصرية مع صحيفة لاكسبريس في الأيام الاخيرة، واضح جدًا بشأن أهدافه الحربية. ولكن، فيما وراء آثار التصريحات، هل تمتلك قواته المسلحة فعلا القدرات؟
بعد ستة أشهر من الصراع، تحتل روسيا ما يقرب من 20 بالمائة من الأراضي الأوكرانية، خاصة في الجنوب والشرق. و”على المدى القصير، استعادة الأراضي الأوكرانية المفقودة ليس هدفًا قابلاً للتحقيق، يقرر الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، في المقابل، على المدى الطويل، إذا استمرّ الدعم العسكري والمالي الغربي وتعزّز، ومع استمرار ضعف الروس، يمكن تصور ذلك».
في نهاية فبراير، وفي بداية الصراع، أثار التقدم السريع للقوات الروسية مخاوف من حدوث الأسوأ، قبل الانسحابات القسرية للجيش الروسي ثم حرب الاستنزاف. ومنذ بداية الصيف، لم تسجل موسكو أي مكاسب إقليمية ملحوظة. ان “قواتهم غير قادرة على خلق كتلة وكثافة كافية في أي مكان يسمح لها بشن هجوم كبير، يشير الجنرال بن هودجز، القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا. لقد اقتصر الروس على استخدام مدفعيتهم، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يبقى باستطاعتهم فعله».
ووفق تقديرات البنتاغون بتاريخ 8 أغسطس، قُتل أو جرح ما بين 70 و80 ألف جندي روسي منذ بدء الصراع.
الدعم الغربي الهائل ضروري لإعادة السيطرة
مؤكداً أن “السيناريو الأسوأ وراءنا”، صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الثلاثاء 23 أغسطس، على قناة سي ان ان، أن كييف تستعد للانتقال إلى “مرحلة جديدة” من الهجمات المضادة، من أجل استعادة الأراضي. “أحد التهديدات الرئيسية” اليوم، وفقًا لما ذكره صديق زيلينسكي المقرب: ضجر الغربيين المحتمل من نزاع طويل الأمد يُترجم إلى انخفاض دعمهم المادي. وفي هذا السياق، تؤكد سامانثا دي بينديرن، الباحثة المتخصصة في روسيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث بلندن، انه “لا يمكن تخيل أي عملية استعادة للأراضي إلا بمساعدة غربية ضخمة، وحتى في هذه الحالة، ستظل المسالة معقدة.»
حتى الآن، الدعم لا يتضاءل. في 24 أغسطس، أعلن جو بايدن عن جولة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار، وهي الأكبر حتى الآن. وقال الرئيس الأمريكي: “سيسمح هذا لأوكرانيا بالحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخيرة (...) ورادارات لضمان قدرتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل”. وقبل أسبوع، خصصت واشنطن مبلغا بقيمة 775 مليون دولار، يخص، من بين أشياء أخرى، ذخيرة إضافية لمنصات صواريخ هيمار المتعددة، والتي تم توفيرها خلال الصيف.
أتاح وصول هذه المدفعية الدقيقة إلى ساحة المعركة لأوكرانيا الشروع في حملة من الضربات خلف خطوط الخصم، واستهداف الذخيرة الروسية ومستودعات الوقود بشكل منهجي. وأصبحت صور انفجاراتهم شبه يومية على وسائل التواصل الاجتماعي. “إن تدمير اللوجيستيات الروسية يجعل من الممكن تقليل فعالية مدفعيتها، التي هي مصدر قوتها الرئيسية في هذه الحرب، يشير الجنرال ترينكواند. وهذا يمكن أن يسهل، لاحقًا، تنفيذ هجوم مضاد من قبل أوكرانيا.»
الهدف الأول
في خيرسون، جنوبا، سمحت الضربات الأوكرانية بإلحاق أضرار جسيمة بالجسرين اللذين يربطان هذه المدينة التي يسيطر عليها الروس ببقية الأراضي المحتلة في الشرق. طريقة لتعقيد التزويد، وكذلك أي تراجع في حالة هجوم مضاد. في نهاية يوليو، أعربت السلطات الأوكرانية في المنطقة عن رغبتها في “تحرير” المقاطعة “بشكل نهائي بحلول سبتمبر”. ويشير الجنرال الأمريكي بن هودجز، إلى أنه “إذا هُزم الروس في خيرسون، فإن ذلك سيمثل هزيمة إنسانية كبرى لهم، ولكن أيضًا هزيمة نفسية».
«هذا هو الهدف الوحيد الممكن تحقيقه بحلول فصل الشتاء، يضيف الجنرال ترينكواند. في المقابل، لا يمكن تصور عملية استعادة محتملة في دونباس أو في الجنوب إلا خطوة بخطوة وعلى مدى عدة سنوات. لقد عانى الأوكرانيون أيضًا من خسائر كبيرة، وسيتعين عليهم اصلاح الجيش” وتحسين تدريبه.
في يونيو، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إطلاق عملية لتدريب 10 الاف جندي أوكراني على الأراضي البريطانية في 120 يومًا. وحسب صحيفة نيويورك تايمز، أكمل أكثر من 2000 جندي أوكراني تدريبهم. وفي 22 أغسطس، أشار رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، إلى أن الأوروبيين سيناقشون مبادرة مماثلة في نهاية الشهر.
بالتوازي، كانت شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، الهدف الأول لسلسلة من الضربات في أغسطس. وفي إشارة إلى رغبة كييف في المضي قدمًا، أعلن الرئيس زيلينسكي عن إنشاء مجلس “لتحرير القرم”، مسؤول عن العمل على إعادة دمج شبه الجزيرة في الحكم الأوكراني. وأكد مجددًا في صحيفة لاكسبريس الفرنسية هذا الأسبوع: “يومًا أو آخر، ستستعيد أوكرانيا شبه جزيرة القرم، وبغض النظر عن الوسائل المستخدمة، سنعود إلى هذه الأرض”. ومع ذلك، وفقًا للخبراء، لا يزال هذا الهدف غير مؤكد إلى حد كبير. “بالنسبة لموسكو، أصبحت شبه جزيرة القرم الآن جزءً من أراضي الاتحاد الروسي، تؤكد سامانثا دي بينديرن، وإن محاولة استعادتها بالقوة ستؤدي إلى خطر حدوث تصعيد كبير، يصعب السيطرة عليه».
- سيناريو معقّد، لا يمكن تصوره إلا على مدى عدة سنوات
- لا يمكن تخيّل أي عملية استعادة للأراضي إلا بمساعدة غربية ضخمة
«بالطبع، نطمح إلى استعادة كل أراضينا: بالنسبة لي، هذا هو النصر النهائي”... الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلته الحصرية مع صحيفة لاكسبريس في الأيام الاخيرة، واضح جدًا بشأن أهدافه الحربية. ولكن، فيما وراء آثار التصريحات، هل تمتلك قواته المسلحة فعلا القدرات؟
بعد ستة أشهر من الصراع، تحتل روسيا ما يقرب من 20 بالمائة من الأراضي الأوكرانية، خاصة في الجنوب والشرق. و”على المدى القصير، استعادة الأراضي الأوكرانية المفقودة ليس هدفًا قابلاً للتحقيق، يقرر الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، في المقابل، على المدى الطويل، إذا استمرّ الدعم العسكري والمالي الغربي وتعزّز، ومع استمرار ضعف الروس، يمكن تصور ذلك».
في نهاية فبراير، وفي بداية الصراع، أثار التقدم السريع للقوات الروسية مخاوف من حدوث الأسوأ، قبل الانسحابات القسرية للجيش الروسي ثم حرب الاستنزاف. ومنذ بداية الصيف، لم تسجل موسكو أي مكاسب إقليمية ملحوظة. ان “قواتهم غير قادرة على خلق كتلة وكثافة كافية في أي مكان يسمح لها بشن هجوم كبير، يشير الجنرال بن هودجز، القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا. لقد اقتصر الروس على استخدام مدفعيتهم، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يبقى باستطاعتهم فعله».
ووفق تقديرات البنتاغون بتاريخ 8 أغسطس، قُتل أو جرح ما بين 70 و80 ألف جندي روسي منذ بدء الصراع.
الدعم الغربي الهائل ضروري لإعادة السيطرة
مؤكداً أن “السيناريو الأسوأ وراءنا”، صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الثلاثاء 23 أغسطس، على قناة سي ان ان، أن كييف تستعد للانتقال إلى “مرحلة جديدة” من الهجمات المضادة، من أجل استعادة الأراضي. “أحد التهديدات الرئيسية” اليوم، وفقًا لما ذكره صديق زيلينسكي المقرب: ضجر الغربيين المحتمل من نزاع طويل الأمد يُترجم إلى انخفاض دعمهم المادي. وفي هذا السياق، تؤكد سامانثا دي بينديرن، الباحثة المتخصصة في روسيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث بلندن، انه “لا يمكن تخيل أي عملية استعادة للأراضي إلا بمساعدة غربية ضخمة، وحتى في هذه الحالة، ستظل المسالة معقدة.»
حتى الآن، الدعم لا يتضاءل. في 24 أغسطس، أعلن جو بايدن عن جولة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار، وهي الأكبر حتى الآن. وقال الرئيس الأمريكي: “سيسمح هذا لأوكرانيا بالحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخيرة (...) ورادارات لضمان قدرتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل”. وقبل أسبوع، خصصت واشنطن مبلغا بقيمة 775 مليون دولار، يخص، من بين أشياء أخرى، ذخيرة إضافية لمنصات صواريخ هيمار المتعددة، والتي تم توفيرها خلال الصيف.
أتاح وصول هذه المدفعية الدقيقة إلى ساحة المعركة لأوكرانيا الشروع في حملة من الضربات خلف خطوط الخصم، واستهداف الذخيرة الروسية ومستودعات الوقود بشكل منهجي. وأصبحت صور انفجاراتهم شبه يومية على وسائل التواصل الاجتماعي. “إن تدمير اللوجيستيات الروسية يجعل من الممكن تقليل فعالية مدفعيتها، التي هي مصدر قوتها الرئيسية في هذه الحرب، يشير الجنرال ترينكواند. وهذا يمكن أن يسهل، لاحقًا، تنفيذ هجوم مضاد من قبل أوكرانيا.»
الهدف الأول
في خيرسون، جنوبا، سمحت الضربات الأوكرانية بإلحاق أضرار جسيمة بالجسرين اللذين يربطان هذه المدينة التي يسيطر عليها الروس ببقية الأراضي المحتلة في الشرق. طريقة لتعقيد التزويد، وكذلك أي تراجع في حالة هجوم مضاد. في نهاية يوليو، أعربت السلطات الأوكرانية في المنطقة عن رغبتها في “تحرير” المقاطعة “بشكل نهائي بحلول سبتمبر”. ويشير الجنرال الأمريكي بن هودجز، إلى أنه “إذا هُزم الروس في خيرسون، فإن ذلك سيمثل هزيمة إنسانية كبرى لهم، ولكن أيضًا هزيمة نفسية».
«هذا هو الهدف الوحيد الممكن تحقيقه بحلول فصل الشتاء، يضيف الجنرال ترينكواند. في المقابل، لا يمكن تصور عملية استعادة محتملة في دونباس أو في الجنوب إلا خطوة بخطوة وعلى مدى عدة سنوات. لقد عانى الأوكرانيون أيضًا من خسائر كبيرة، وسيتعين عليهم اصلاح الجيش” وتحسين تدريبه.
في يونيو، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إطلاق عملية لتدريب 10 الاف جندي أوكراني على الأراضي البريطانية في 120 يومًا. وحسب صحيفة نيويورك تايمز، أكمل أكثر من 2000 جندي أوكراني تدريبهم. وفي 22 أغسطس، أشار رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، إلى أن الأوروبيين سيناقشون مبادرة مماثلة في نهاية الشهر.
بالتوازي، كانت شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، الهدف الأول لسلسلة من الضربات في أغسطس. وفي إشارة إلى رغبة كييف في المضي قدمًا، أعلن الرئيس زيلينسكي عن إنشاء مجلس “لتحرير القرم”، مسؤول عن العمل على إعادة دمج شبه الجزيرة في الحكم الأوكراني. وأكد مجددًا في صحيفة لاكسبريس الفرنسية هذا الأسبوع: “يومًا أو آخر، ستستعيد أوكرانيا شبه جزيرة القرم، وبغض النظر عن الوسائل المستخدمة، سنعود إلى هذه الأرض”. ومع ذلك، وفقًا للخبراء، لا يزال هذا الهدف غير مؤكد إلى حد كبير. “بالنسبة لموسكو، أصبحت شبه جزيرة القرم الآن جزءً من أراضي الاتحاد الروسي، تؤكد سامانثا دي بينديرن، وإن محاولة استعادتها بالقوة ستؤدي إلى خطر حدوث تصعيد كبير، يصعب السيطرة عليه».